استطاع أن يستخرِج عِبَر روحيَّة بالرّغم من معاناته الجسديَّة والنَّفسيَّة، تعرَّف معنا على ما حصل مع وسيم.
هذه أحداث قصَّة حقيقيَّة عايشتُها بنفسي لأحد أقاربي، لكنَّني سأخُطّها بتصرُّفٍ منِّي لكي لا أُزعج صاحبها.
كان اسمه وسيم، وهو وسيم الوجه بهِيّ الطَّلعة، كان متفوِّقاً في دراسته ويحبّ الحياة والرَّقص والغناء حتَّى أصبحَ الشَّاب الأكثر شُهرة بذلك في منطقته. أحبَّ فتاة وتعاهد معها على الزَّواج، لكن قبل زواجه بفترة قصيرة تعرَّض لحادث سيَّارة أصابهُ بالشَّلل النِّصفي. وبرغم من أنَّ أهل الفتاة ترجّوها كي تتركه وتكمل حياتها، إلَّا أنَّها رفضت كلامهم وتزوَّجت به.
كان الوضع المادِّي لأهل وسيم جيِّداً، ففتحَ له والده متجراً وشيَّد له منزلاً عاشَ فيه مع زوجته يشكُر الرَّب دائماً مع أنَّه مُقعَد أسير كُرسي متحرِّك لا يستطيع مغادرته. وبعد مدَّة حصلَ ما لم يكن في الحسبان، وأُصيبَت عروسه الجميلة بمرضٍ عُضال. وكم بكى وسيم وتوسَّل إلى الله بأن يشفي زوجته وحُبّ حياته، لكنَّ مرضها أفقدَها حياتها بعد علاجاتٍ طويلة وأوجاعٍ أليمة، ففقدَ وسيم شريكة حياته وأمله الذي كان يحيا من أجله.
لكن حين التقيتُه بعد عدَّة سنوات سألتُه كيف هي أحوالك يا وسيم؟ فقال: أشكُر الله لأنَّني اختبرتُ السَّيرَ لسنينٍ عديدة قبل أن أجلِس على هذا الكرسي، بينما غيري لم يستطِع السَّير أبداً منذ وُلِد. وأشكُر الله لأنَّني عرفتُ الحُبّ الحقيقي مع أنَّني خسِرتُ حبيبتي، إلَّا أنَّها أعطتني سنيناً من الحُب تكفيني العُمر كلّه، بينما هناك أُناسٌ لم يذوقوا طعم الحُبّ الحقيقي أبداً.
العبرة
مهما قسَت الظُّروف عليك ومهما قاسَيت من آلام، اِرفع عينيك إلى الله واطلُب العونَ منه فهو وحده القادر أن يسكب تعزيات روحه القدُّوس التي ستساعدك على الاستمرار في هذه الحياة بالرّغم من كل الصُّعوبات.
“ارْفَعُوا الشُّكْرَ فِي كُلِّ حَالٍ: فَهذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ لَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.” (رسالة بولس الأولى إلى أهل تسالونيكي 18:5)
مقالات مُشابِهة
قصة سارة
الرب راعيَّ (قصة حقيقية)
وصيتي الأخيرة (قصة حقيقية)