يا نفسي، هل تذكُرين
كيفَ قَضيتِ كل هذه السِّنين؟
كيفَ جُعتِ وعَطِشتِ، وكُنتِ الحُبَّ تشحَذين؟
هل تذكُرين كيفَ خانوكِ أقرب المُقرَّبين،
وكيفَ بسِياطِ ألسِنَتهم كُنتِ تُجلَدين؟
ألا تذكُرين كَم فتَّشتِ عن الحُبِّ والارتِواء،
وبغَيرِ أماكِنهم كُنتِ تبحثين؟
هل تذكُرين ذلكَ اللِّقاء بيسوع،
وكيفَ جَعلكِ تتغيَّرين؟
كيفَ حرَّركِ وشَفاكِ، وجَعلكِ ترتَوين،
وكيفَ من بُؤرَةِ الفَساد انتشلَكِ،
وجَعلكِ ابنةً بمَصافِّ القدِّيسين؟
هل تذكُرين
كم كانَ يبحثُ عنكِ ويطرُق بابَ قلبكِ،
وأنتِ عنهُ لا تعلمين؟
فكيفَ يا نفسي عن بُشرى خَلاصهِ تصمُتين
ولا تُنادي وتُخبِري عن عظيمِ إحساناتهِ وتَهتفين؟
يا نفسي، إيَّاكِ أن تنسي مراحِمهُ،
وكيفَ أنسى وخطايايَ وآثامي أمامي كلَّ حين
كيفَ أنسى روعةَ إلهي الذي أحياني
حينَ كنتُ في عِدادِ المائِتين،
كيفَ أنسى غُفرانه الثَّمين
وكيفَ لا أهتفُ باسمهِ
طوالَ ما بقي في عمري من دقائق أو أيَّام أو شهور أو سِنين؟
مقالات مُشابِهة
شعر: بذكرى ميلادك ربي
شعر: سيد كل الشعوب
شعر: ابن آدم