ها هو العدم يُسود بلا مُقدمات. والظلمة تُغطى الوجود. وكأن شيء لم يُكن. ورائحة الخراب والسكون في كل أركان المكان. وإذ بالخالق يقول: “ليكن نور” وما إن قال ذلك، إلا وأشرق نور بهِ نفحات الخالق، مُبددًا كل ظلمة وسكون وخراب ودمار.
وبدأ يشهد الكون نسمات حياة تظهر. وها هو الخالق يُبدع في خلق الكون. ويخلق حياة وفرح وسلام. فتمتلئ الخليقة من لمسات الله الإبداعيّة، ثم ها هي الكائنات يدعوها للوجود. فأبدع في خلق الأنواع والأصناف في البحار واليابسة. هذه هي اللوحة الفريدة من نوعها. لم يأت شخص ليرسم مثلها من قبل، ولن يأتي. فكلمات وأيدي الله عندما تتلامس مع كل خراب وظلمة، تتحول إلى جنة. وها هي الخليقة تشهد على ذلك.
فاستيقظ كل يوم مُتأملًا وشاكرًا الله على هذه الخليقة، التي غالبًا ما لا نشعر بقيمتها، رغم أنها أجمل لوحة إبداعيّة تحمل لمسات الخالق. وعندما يطرق الحزن واليأس والصعوبات بابك، فلا تيأس. فكلمات ولمسات الخالق تبدد كل ظلمة وخراب، مُبدعة حياة تُشبه تلك التي في جنة عدن. فهو المكتوب عنه:
قَالَ كَلِمَةً فَكَانَ. وَأَمَرَ فَصَارَ!
مزمور 9: 33
ففي كل يوم، عندما يطرق بابك الحزن أو اليأس أو الفشل، أدعو المسيح لكي يُبددها بكلمة منه، خالقًا لك واقع مملوء بالحياة مثلما فعل في الخلق. قد لا تتغير ظروفك الخارجيّة، لكنه قادر أن يبث حياة داخليّة تُبدد كل حزن ويأس داخليّ، وتمنحك القدرة على التعامل مع مُتغيرات وصعوبات الحياة فهو الذي قال:
وَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ اللهَ يَجْعَلُ جَمِيعَ الأُمُورِ تَعْمَلُ مَعاً لأَجْلِ الْخَيْرِ لِمُحِبِّيهِ، الْمَدْعُوِّينَ بِحَسَبِ قَصْدِهِ.
الرسالة إلى أهل رومية 28: 8
فهو الشخص الوحيد القادر على تغيير كل شر إلى خيّر من أجلك. فقط أدعوهُ. واستمتع بلمساتهُ الإلهيّة التي ما إن دخلت إلى نفسك، شعرت بالجنة تنمو في داخلك. فما الجنة إلا هي الحياة في محضر الله، وفي كنف محبته الإلهيّة. فلا تُضييع يومًا آخر بعيدًا عن اللمسات الإلهيّة، اطلبها في كل وقت وكل حين. هذه هي الحياة الحقيقيّة التي لا تعتمد على الخبز فقط، لكن تعيش بكل لمسه وكلمة تخرج من فم الله.
الكاتبة: لمياء نور
Masters of Arts in Theology, ETSC
مقالات مُشابِهة
سيرتنا في السماوات
علَى خُطَى المسيح
من القتل والذبح والتشريد والتدمير الى الحياة الجديدة
الفرح والسلام الحقيقيّ