لقد مَنحَ الله لنا عدة طُرق بها نستطيع أن نختبر الحياة الإنسانيّة التي أرادها لنا الله، ولكي ننمو فيها. إحدى هذه الأمور هو الصوّم. فكيّف يُمكن مُمارسة الصوّم؟ أو كيّف يصوم المسيحيّون؟
هذا السؤال مُرتبط ارتباط مُباشر بمفهومنا عن الصوّم. فإذا كان الصوّم في الإيمان المسيحيّ ليس هدفًا في حد ذاته، ولكنه وسيلة؛ فإذًا ليس المُهم طريقة الصوّم على قدر أهميّة كيّف يُمكن للصوّم أن يُحقق هدفه. لذلك لم يضع الكتاب المُقدس ولم يحدد طريقه للصوّم مُعينه لأنه ما المغزى والمعنى إذا مارست الصوّم بأسلوب معيّن مفروض عليك لكنك لم تتلامس حقيقتًا مع الهدف من الصوّم ولم تُحققه حيث مكتوب:
فَلا يَحْكُمْ عَلَيْكُمْ أَحَدٌ فِي قَضِيَّةِ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ، أَوْ فِي الْقَضَايَا الْمُتَعَلِّقَةِ بِالأَعْيَادِ وَرُؤُوسِ الشُّهُورِ وَالسُّبُوتِ.
الرسالة إلى أهل كولوسي 2: 16
لكن بوجه عام يُوجد عدة طرق لمُمارسة الصوّم. يوجد نوعيّن من الصوّم: صوّم فرديّ وصوّم جماعيّ. إنّ الصوّم الفرديّ هو أن يقرر الشخص أن يصوم بمفرده، وهذا مذكور في الإنجيل عندما صام المسيح بمفرده حيث نقرأ:
وَبَعْدَمَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، جَاعَ أَخِيراً.
إنجيل متى 4: 2
أما الصوّم الجماعيّ فهو عندما تُقرر مجموعة مُعينة أو تُقرر الكنيسة أن تصوم معًا لفترة مُعينة من الزمن. وهذا نجده في عدة مواضع في الكتاب المُقدس عندما كان يُصوم التلاميذ معًا من أجل أمر مُعين، أو قبل بدأ خدمة مُعينة أو قبل أخذ قرار مُعين، لكي يكونوا في حالة روحيّة تسمح لهم بأن يسلكوا حسب إرادة الله مثلما فعل بُولس وبرنابا حيث مكتوب في الوحيّ:
وَعَيَّنَا لِلتَّلامِيذِ شُيُوخاً فِي كُلِّ كَنِيسَةٍ. ثُمَّ صَلَّيَا بِأَصْوَامٍ وَأَسْلَمَا الْجَمِيعَ وَدِيعَةً بَيْنَ يَدَيِ الرَّبِّ الَّذِي آمَنُوا بِهِ
أعمال الرسل 14: 23
فمثلّا يُمكن أن تُقرر أنت بمفردك أو مع المجموعة التي تدرس معها الكتاب المُقدس أن تصوموا معًا لأجل أمر مُعين. قد تقرر بعض الكنائس الصوّم معًا كشعب قبل عيد القيامة وعيد الميلاد لكي يستعدوا معًا لكي يعيشوا لحظات هذه الذكرى المُميزة معًا ويختبروها بطريقة أعمق. وقد يصوم بعض الأشخاص أول ثلاث أيام من كل شهر لكي يُقدموا الشهر لله ويضعوه بين يدي الله ويسمعوا من الله إرادته لهم في هذا الشهر. فيمكنك أن تُحدد أنت وقت صومك وطريقته لكن الأهم أن يكون الصوّم مصحوب بالصلاة والإلتصاق بالله.
فيُمكنك أن تحدد أنت طريقة صوّمك لكن في الأغلب يصوم مُعظم المؤمنين بالمسيح عن الطعام من منتصف الليل إلى العصر مثلًا. البعض يصوم عن الطعام فقط لكن يشربوا مشروبات. والبعض الآخر يصوم عن الطعام والشراب. يُمكنك أن تصوم بأي طريقة، وفي أي وقت، لكن الأهم أن تكون طوال لحظات صوّمك مُصليًّا لله وفي محضر الله لتختبر لحظات حيّه حقيقيّة من قدس أقداس الله.
الكاتبة: لمياء نور
Masters of Arts in Theology, ETSC
مقالات مُشابِهة
صفحة الصوم الكبير
الهدف الحقيقي من الصوم
ما هو مفهوم الصوم في الإيمان المسيحيّ؟
طرق للصيام