chains in a swamp

جمع بين بِرّ والدته وعبودية شهواته، حتى أدرك حاجته للخلاص الحقيقي.

هذه قصَّة حقيقيَّة، وهي واحدة من آلاف القصص التي تخبرنا عن أُناس يظنُّون أنَّهم يُرضون الله، لكنَّهم في الحقيقة لا يُرضون سِوى شهواتهم ورغباتهم الشَّيطانيَّة. كان هناك رجل اسمه زياد، وقد وَرثَ الكثير من العقارات والأموال عن أبيه، لكنَّ أباهُ لم يورِّثه فقط الممتلكات الدُّنيَويَّة، بل ترك له وصيَّة اعتبرها الأهم: “اِرضِ ربَّك يا زياد، وكُن بارّاً بوالدتك”.

وفعلاً كان زياد يهتم بوالدته اهتماماً بالغاً، فيزورها صباحاً ومساءً، يُقبِّل يدها ويطلب رضاها، بل وعيَّنَ لها ممرِّضةً خاصَّة لترعاها. لكنَّه من جهة أُخرى كان إنساناً شهوانيّاً يسعى لإرضاء رغباته، حيثُ تزوَّج وطلَّقَ أكثر من عشر مرَّات. وكان يعتقد أنَّ اهتمامه بوالدته ورضاها عنه يكفي ليُرضي ربَّه، وكان يُخدِّر ضميره بهذه الفكرة.

وفي أحد الأيَّام وقعَ زياد في المحظور. فقد تعوَّد الحصول على كل فتاة يشتهيها، معتمداً في ذلك على ثروَته ونُفوذه. إلَّا أنَّ إحدى الفتيات رفضته ولم تقبل عُروضه، ممَّا أثار غضبه وجعله يغرق أكثر في مُستنقع الخطيئة التي تُكبِّله، فاغتصبها مُستغِلّاً سُلطة المجتمع الذُّكوري الذي يعيش فيه. ولم تستطع الفتاة أن تبلغ أحداً عن ما حصل معها خوفاً على نفسها من الفضيحة.

الاستفاقة

في إحدى اللَّيالي بدأ زياد يتذكَّر صُراخ الفتاة وتوسُّلها إليه حين فعل فعلته الشَّنيعة معها، فصَحا ضميره لأوَّل مرَّة وأدركَ أنَّه أسير شهواته وأنَّه عبدٌ لها. فراح يبكي وحاولَ أن يغتسل ويتطهَّر ليُصلِّي، لكنَّه أحسَّ بأنَّه لن يستطيع أن يَسجُد أمام الله وهو مُتَّسِخ بكل تلك الذُّنوب القذرة. وأدركَ حينها أن لا شيء يستطيع أن يُعيده إلى محضر الله، فدخلَ في حالة اكتئاب لعدَّة أسابيع.

وفي أحد الأيام سمع عبر قناة تلفزيونيَّة عن فداء المسيح وعن السَّلام الذي يمنحه الله للإنسان التَّائب، وعن عجز النَّفس البشريَّة في إرضاء الله بعيداً عن دم المسيح. فراح زياد يفكِّر في الأمر، ولأوَّل مرَّة في حياته حَمَّل تطبيق الكتاب المقدَّس على هاتفه وبدأ يقرأ الأناجيل، فتأثَّر بها وشعر بالحاجة لزيارة إحدى الكنائس، وهناك سمعَ الواعظ يدعو النَّاس للتَّوبة ويخبرهم بأنَّ الفرصة لا تزال مُتاحة أمام كل خاطئ كي يتوب ويرجع عن طُرقه الرَّديئة.

تابَ زياد بصدق بعدما تعرَّف على الإله الحقيقي. تغيَّرت حياته بالكامل، وصارَ يُكفِّر عن ذنوبه السَّابقة بعد أن أدركَ أنَّ الرَّب هو الوحيد القادر على التَّحرير من عُقدة الذُّنوب والقادر أن يغفر جميع الخطايا ويطهِّر الضَّمائر النَّجسة.

وها هو اليوم يعيش مع زوجته الأولى وأُم أطفاله الثَّلاثة، وقد عاهدها أمام الله أنَّها ستكون الأخيرة في حياته.

العبرة

للخطيئة قيود وتداعيات، وما أكثر الذين يعتقدون أنَّهم أحرار وهم بالحقيقة ليسوا إلَّا عبيد لإبليس ومقيَّدين بسلاسله. وها صلاتنا أن تلمس قصَّة زياد قلوب الكثير من الذين هم بحاجة للتَّحرُّر من عبوديَّة الخطيئة، فالمسيح وحده القادر على أن يحرِّر ويُجدِّد ويُغيِّر.

“فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الاِبْنُ تَصِيرُوا بِالْحَقِّ أَحْرَاراً.” (إنجيل يوحنَّا 36:8)


مقالات مُشابِهة

الكنز الفاني
عدالة السماء
قصة سارة


تبغى تتواصل مع مسيحي؟ تواصل معنا بكل امان الحين.