The prophet Haggai

حجَّي هو أحد الأنبياء الذين خدَموا في مملكة يهوذا بعد العودة من السَّبي البابلي، ويُعتبَر سِفر حجَّي رسالة هامَّة في تاريخ الشَّعب اليهودي لأنَّها تأتي في وقتٍ حرِج حيث كان النَّاس في حالة من الفوضى الرُّوحيَّة والمادِّيَّة، بعد أن فقَدوا وطنهم وهيكلهم. يعود بنا تاريخ حجَّي إلى فترة حاسمة، حيث كان يُعتبر بناء الهيكل رمزاً لهويَّة الشَّعب اليهودي وإعادة إحياء إيمانهم. وفي ظِل هذه الظُّروف، كان لحجَّي دور أساسي في توجيه الشَّعب نحو إعادة بناء علاقتهم بالله من خلال إعادة بناء هيكله.

الخلفية التاريخية

تمَّ سَبي شعب يهوذا إلى مملكة بابل عام 586 قبل الميلاد، وتمَّ تدمير مدينة القدس/أورشليم والهيكل. في هذه الفترة العصيبة، عاش الشَّعب تحت وطأة الغربة وفقدان الهويَّة. وخلال حُكم كورش، ملِك الفُرس، تمَّ منح اليهود فرصة العودة إلى يهوذا وإعادة بناء هيكلهم.

الرسالة الرئيسية

عاد النَّاس إلى القدس/أورشليم لبدء إعادة بناء الهيكل، لكنَّهم لم يُكملوا العمل لأنَّ مشاغل الحياة ومصاعبها ألهَتهم عن تتميم البناء، ممَّا أدى إلى تأخير المشروع المقدَّس. وقد شجَّعت رسالة النَّبي حجَّي الشَّعب على استئناف العمل، مشدِّدةً على أهميَّة وجود الهيكل في حياتهم الرُّوحيَّة.

أهمية الرسالة

ظلَّ الهيكل نصف مكتملاً بينما كان النَّاس يعيشون في منازل جميلة. وقد حذَّرهم حجَّي من جعل ممتلكاتهم وأعمالهم أهمّ من الله، مشيراً إلى أنَّ الاكتفاء الذَّاتي والرَّاحة لن تعود عليهم بالخير إذا ما غفلوا عن واجباتهم الرُّوحيَّة. كان حجَّي يدعوهم لإعادة ترتيب أولويَّاتهم، مؤكِّداً على أنَّ التَّقدُّم الرُّوحي يجب أن يأتي أوَّلاً.

النبي المعاصر

زكريَّا (520-480 قبل الميلاد).

ماذا نتعلم من سِفر حجي؟

يُظهر لنا هذا السِّفر أهميَّة جعل الله في المقدِّمة في حياتنا. ففي عالَم يمتلئ بالمشاغل والضُّغوط قد نغفل أحياناً عن أولويَّاتنا الرُّوحيَّة. يُذكِّرنا سِفر حجَّي بأنَّه لا يمكننا تحقيق السَّعادة الحقيقيَّة والازدهار دون الإخلاص في علاقتنا مع الله. حيث يجب أن نعمل على بناء هيكل قلوبنا، ونجعل الإيمان والالتزام أولويَّتنا، لنُعيد توازن حياتنا ونحقِّق السَّلام الدَّاخلي.


مقالات مُشابِهة

ما هو عيد الفصح؟
إعطاء العشر
ما هو سفر القضاة؟


تبغى تتواصل مع مسيحي؟ تواصل معنا بكل امان الحين.