صفحة في الكتاب المقدس عليها كتاب العلامة

لقد أبدعَ الوحيّ عندما أرسل لنا كلِمتهُ، الكِتاب المُقدس، بأبعادٍ مُتنوعة. فكما ذكرت فِي مقال سابق كيّف أن أول سِفر فِي العهد الجديد، الذي هُو إنجيل مَتَّى وضّحَ وشرح كيّف أنّ المسيح هو المسيّا، المَلِك المُنتظر؛ جاء إنجيلُ مَرقُسَ يشرح بُعدًا آخر وهو أن المسيح هو الخادم. لذلك فإنّ إنجيلُ مَرقُسَ هُو مِنْ الأسفار التي تعكس حياة الخادم وكيف يكون. وبالرغم مِن أنّ تركيزه على المسيح الخادم إلا أنه ذكر بوضوح ألوهيّة المسيح فِي مُعجِزاته، وسلطانه، وأمثاله، وإرساليّة الملكوت. ولكي نُلِم بكلّ جوانب إنجيلُ مَرقُسَ يُمكننا تقسيم إنجيلُ مَرقُسَ إلى 3 أقسام رئيسيّة كالتالي:

نجد هذا الجزء في الإصحاح الأول، والآيات من 1 إلى 13. فِي هذا الجُزء يُوضح الوحيّ أنّ المسيح لم يأتِ علَى غيّر انتظار. فقد تنبأ عنهُ الأنبياء، ليس ذلك فقط، ولكن أيضًا أرسل الله يُوحنا المعمدان لكي يُمهد الطريق لظهور المسيح. فقد سبق ظُهور المسيح دلالات وعلامات تشير إلى وقت مجيئهُ.

أعمال وتعاليم المسيح

الجُزء الثاني هُو أعمال وتعاليم المسيح. المقصود بأعمال وتعاليم المسيح هِي مُعجزاته، وأمثاله، ووصاياه. هذا هو الجُزء الأكبر مِن إنجيل مَرقُس ونجده بداية مِن الإصحاح الأول، والآية 14، إلى نهايّة الإصحاح 13. وفي هذا الجزء يستخدم الوحيّ مَرقُس الرسول ليُظهر ألوهيّة المسيح فِي إقامة الموتَى، والمعجزات، وتهدئة البحر الهائج، وغيرها. يُوضح أيضًا انهُ مع كل هذا السلطان والقوة الإلهيّة جاءَ المسيح أيضًا خادمًا. مُوضحًا كيّف يجب أنْ تكون حياة كُل فرد فينا خدمة للآخرين. ويذكر الوحيّ في إنجيل مَرقُس مُعجزتيّن ومَثَلْ مِن أمثال المسيح لم يتم ذِكرهم فِي مَتَّى ولوقا ويُوحَنا وهم: مُعجزة شفاء الأصم الأعقد فِي مَرقُس 31: 7 ، ومُعجزة فتح عينيّ الأعمى الذي في بيّت صيّدا فِي مَرقُس 24-22: 8 ، ومَثَلْ البِذار الناميّة فِي مَرقُس 29-26:4.

صلب المسيح وقيامتهُ

الجُزء الثالث مِن إنجيل مَرقُس هُو صلب وقيامة المسيح. نجد هذا الجزء في الإصحاحات من 14 إلى 16. فِي هذا الجزءيشرح الوحيّ مراحل الصلب، وقيامة المسيح، وظهوره وأيضًا. كما يختم الإنجيل بوصيّة الإرساليّة العُظمى

صدق المُرنم قديمًا عندما سبح الله قائلًا: “هلُم انظروا أعمال الله، فعله العجيب بينا.” فلم يأتِ المسيح بالسلطان والمُعجزات فقط، لكنهُ عاش خادمًا مُتواضعًا مُحققًا للبشريّة فعلهُ العجيب، ومُنتزعًا إيانا من براثين الشر والخطيّة. وها الوحي يُسطر بكلماته فِي إنجيل مَرقُس خدمة المسيح وحياتهُ، مُعطيًّا إيّانا قوة وجمال حياة الخادم. فابدأ اليوم ليس فقط معرفة إنجيل مَرقُس، لكن أن تحيًا هذه الكلمات فتعيش كلمة الله حيّة مُعاشه.

الكاتبة: لمياء نور

Masters of Arts in Theology, ETSC


مقالات مُشابِهة

ما هو الإنجيل ؟
إنجيل متى في ثلاث أقسام
لماذا لم يكتب المسيح الإنجيل؟


تبغى تتواصل مع مسيحي؟ تواصل معنا بكل امان الحين.