ما هي العلاقة بين العهد القديم والعهد الجديد؟

يُؤمن المسيحيّون بالكتاب المُقدس، الذي ينقسم إلى العهد القديم والعهد الجديد. فالكتاب المُقدس كله موحى به من الله حيث مكتوب

إِنَّ الْكِتَابَ بِكُلِّ مَا فِيهِ، قَدْ أَوْحَى بِهِ اللهُ؛ وَهُوَ مُفِيدٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ وَالتَّقْوِيمِ وَتَهْذِيبِ الإِنْسَانِ فِي الْبِرِّ، لِكَيْ يَجْعَلَ إِنْسَانَ اللهِ مُؤَهَّلاً تَأَهُّلاً كَامِلاً، وَمُجَهَّزاً لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ.
الرسالة الثانية إلى تيموثاوس 3: 16-17

فلماذا الكتاب المُقدس منقسم إلى قسمين؟ وما العلاقة بين العهد القديم والجديد؟

إنّ العهد القديم هو الوحيّ قبل ظهور المسيح، أما العهد الجديد فهو الوحيّ بعد صعود المسيح. فظهور المسيح في العالم هو نقطة الفصل والوصل. ويمكننا تلخيص العلاقة بين العهدين في إنها علاقة تشابه وتكامل وتمايز ومُقابلة.

إنَّ العلاقة بين العهد القديم والعهد الجديد هي علاقة تشابه وتكامل. فالعهد القديم يحتوي على أكثر من 330 نبوة عن المسيح. جميع هذه النبوات تحققت بالكامل في العهد الجديد، والعهد الجديد يشرح تحققها. يقول القديس أوغسطينوس عن العلاقة بين العهدين ما يلي: “إنَّ العهد الجديد مخبئًا في العهد القديم، والعهد القديم مكشوف في العهد الجديد”¹

بعض الأمثلة

كما أنَّ العلاقة بين العهد القديم والجديد هي علاقة مُقابلة، حيث نجد في الكتاب المقدس كثير من المُقابلة التي تشرح بعضها البعض في الكتاب المُقدس. سأذكر بعضها على سبيل المثال وليس الحصر، مثل المُقابلة بين المسيح وموسى في العبرانيين، وبين المسيح ويونان في متى 12، وبين المن الذي جاء في العهد القديم والمسيح في يوحنا 6 وغيرها.

إِنَّ مُوسَى كَانَ أَمِيناً فِي كُلِّ بَيْتِ اللهِ، وَلَكِنْ بِصِفَتِهِ خَادِماً. وَكَانَ ذَلِكَ شَهَادَةً لِمَا أَعْلَنَهُ اللهُ فِيمَا بَعْدُ. أَمَّا الْمَسِيحُ، فَهُوَ أَمِينٌ بِصِفَتِهِ ابْناً يَتَرَأَّسُ عَلَى الْبَيْتِ. وَهَذَا الْبَيْتُ هُوَ نَحْنُ الْمُؤْمِنِينَ، عَلَى أَنْ نَتَمَسَّكَ بِالثِّقَةِ وَالافْتِخَارِ بِرَجَائِنَا تَمَسُّكاً ثَابِتاً حَتَّى النِّهَايَةِ.
الرسالة إلى العبرانيين 3: 5-6

فَكَمَا بَقِيَ يُونَانُ فِي جَوْفِ الْحُوتِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاثَ لَيَالٍ، هكَذَا سَيَبْقَى ابْنُ الإِنْسَانِ فِي جَوْفِ الأَرْضِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاثَ لَيَالٍ.
إنجيل متى 12 :40

أَكَلَ أَبَاؤُكُمُ الْمَنَّ فِي الْبَرِّيَّةِ ثُمَّ مَاتُوا، وَلكِنْ هَا هُنَا الْخُبْزُ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ لِيَأْكُلَ مِنْهُ الإِنْسَانُ فَلا يَمُوتُ.
إنجيل يوحنا 6: 49-50

كما أنّ العلاقة بين العهد القديم والجديد هي علاقة تمايز. فإذا كان كلا العهدين متشابهين تمامًا فما الفرق! فبجانب أن الفارق هو التوقيت الزمنيّ بينهما، فالعهد القديم أُنزل بالوحيّ قبل ظهور المسيح والعهد الجديد بعد ظهور المسيح إلا أنه أيضًا العهد الجديد مُتمايز عن السابق، الذي هو العهد القديم. وكلمة تمايز لا تعني اختلاف ولا تعني تناقض فالمسيح أوضح ذلك قائلًا:

لَا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْغِيَ الشَّرِيعَةَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأُلْغِيَ، بَلْ لأُكَمِّلَ.
إنجيل متى 5 :17

ولكن تمايز بالمعنى الذي انتقل فيه الوحي لتحقق هذه النبوات التي انزلت من قَبل في العهد القديم. وانتقل الإنسان ليصبح إنسان الملكوت. وانتقلت العلاقة بين الله والإنسان إلى علاقة بين أب وابنائه، ونجد ذلك بوضوح في العهد الجديد حينما يقول المسيح: سمعتم أنه قيل…. أما أنا فأقول. لكن في الأخير يبقى الكتاب المٌقدس كتاب واحد مُتماسك ومُترابط ومُتكامل ومُتمايز يشرح قصة وعلاقة الله بالإنسان. وأنه أثمن كتاب يمكن أن تقرأه حيث في قراءته تلتقي بمبدع الكوّن، وتجلس معه في حوار صادق لتتعلم عن محبته وكيف تحيّا إرادة الله.

---

مقالات مُشابِهة

ما هو العهد القديم؟
ما هو العهد الجديد؟
مقارنة الأناجيل الأربعة
الاسفار و الاختصارات للعهد القديم

---