open tomb that is empty

يظُنّ البَعض أنَّ عيد القِيامة هو مُجرَّد عيد وَثَني تمَّ جَعلهُ مَسيحِيّاً، ولكن عيد القِيامة هو احتِفال المَسيحِيِّين بإلهِهم يسوع المسيح الذي ليسَ للمَوت أيّ سُلطة عليه، بل غَلَبَ المَوت وقامَ من الأموات لكي يُخَلِّص كُل من يؤمِن به.

تُطرَح الكثير من الاِتِّهامات على الأعياد المسيحِيَّة الكُبرى كالكريسماس والإيستِر بأنَّهُما أعياد ذات أُصول وَثَنِيَّة. ولكِنَّها اتِّهامات فارِغة وخالِية من الصِّحَّة. سوفَ نَرى ضعف تِلكَ الاِدِّعاءات ونَقوم بتَوضيح ما هو هذا العيد بالحَقيقة.

أصول كلمة إيستر

الكلمة الإنكليزيَّة “إيستر” (easter) تُوازي الكلمة الألمانِيَّة “ostern” والتي على الأغلَب انشَقَّت من العِبارة اللَّاتينِيَّة التي كانَت تُعَبِّر عن الأُسبوع الذي يَسبِق عيد القِيامة، (in albis) وهي جَمع لكلمة “alba” والتي تعني “فَجر”. انتَقلَت هذه الكلمة إلى اللُّغة الألمانِيَّة القديمة ككلمة “eostarum”.
كما أنَّ الكلمة التي تعني “إيستر” في اللَّاتيني واليوناني هي كلمة “pascha” أي “الفِصح” والتي انتَقلَت إلى اللُّغة الفَرنسِيَّة مُباشَرةً ككلمة “paques“.
فإنَّ كلمة “إيستر” هي مُجرَّد ترجَمة للعِبارة التي كانَت تُستَخدَم منذُ القَرن الأوَّل للإشارة إلى قِيامَة المسيح من الموت. وأمَّا تَصريح أنَّ كلمة “إيستر” تأتي من اِسم الإلهة الوَثَنِيَّة “أستارة” فهذا الأمر ليسَ صَحيحاً. المؤرِّخ الإنكليزي “بيد” كَتبَ هذا الأمر في كِتاب من كُتُبهِ في القَرن الثَّامِن!1

salvation in arabic

هل عيد الإيستر هو عيد وثني؟

غالِباً ما نَسمَع أنَّ عيد القِيامة حَلَّ مَكان عيد وَثَني ولكن هذا الأمر خالي من الصِّحَّة، كَون المَسيحِيِّين الأوائِل كانوا يَحتَفِلون بقِيامَة المسيح في أيَّام الفِصح اليَهودي كَونه صُلِبَ وقام في تِلكَ الفَترة.
في مَجمَع نيقيّة في القَرن الرَّابِع تمَّ تَفرِقة عيد القيامة عن عيد الفِصح اليَهودي باعتِبارهِ الفِصح المَسيحي. تمَّ تَحديد تاريخ هذا العيد في أوَّل أحَّد الذي يَلي أوَّل قَمَر مُكتَمِل بعدَ الاِعتِدال الرَّبيعي.

وماذا عن تقليد الأرانب والبيض في هذا العيد؟

تَقليد “بَيض العيد” أتى بسَبَب سَلق البَيض خِلال فترَة الصِّيام التَّقليدِيَّة لكي يُؤكَل بعد انتِهاء الصَّوم. وكان أهل الشَّرق الأوسَط يُلَوِّنونَ البَيض باللَّون الأحمَر للإشارة إلى دَم المسيح. لا يوجد أيّ عَلاقة البَتَّة بينَ تَقليد بَيض العيد والإلهة الوَثَنِيَّة عَشتاروت التي يُظَنّ أنّها كانَت “تَبيض”!

أمَّا بالنِّسبة لتَقليد الأرانِب، فهذا كانَ اختِراع من اللُّوثَرِيِّين الألمان الذينَ قاموا بإخبار الأولاد أنَّ أرنَب العيد هو مثل “بابا نويل” الذي يُكافِئ الأولاد!
حقيقة الإيستر
أمَّا حَقيقَة هذا العيد وسَبَب الاِحتِفال بهِ فيَتمَحوَران حَولَ شَخص الرَّب يسوع المسيح، الذي صُلِبَ في أيَّام الفِصح اليَهودي وقامَ في اليَوم الثَّالِث كما سَبَقَ وتَنَبَّأ! بقِيامَة يسوع من المَوت، غَلَبَ سُلطَة المَوت وبَرهَنَ سُلطانه. بعدَ قِيامَة الرَّب يسوع من المَوت اكتَسَبَ تَلاميذهُ القوَّة مع نَوالِهم الرُّوح القُدُس وذَهَبوا مُبَشِّرين بإنجيل الخَلاص. وقَد نَشَأت العادة منذُ تِلكَ الأيَّام بالاِحتِفال بنُصرَة المسيح. وكَون المسيح قَد قامَ في يَوم الأحَّد، فيُعتَبَر يَوم الأحَّد هو اليَوم الذي يَعبُد فيه المَسيحِيُّون الله من خِلال احتِفالهِم بذِكرى القِيامة. فكُلّ يَوم هو يَوم احتِفال بعَمَل المسيح الفِدائي على الصَّليب وقِيامَتهِ بعدَها من المَوت.
“المَسيح قام، وبقِيامَتهِ، تمَّ تَصديق بِرّه. الآب السَّماوي أظهَرَ رِضاه عن ما قامَ بهِ الاِبن على الصَّليب، وكأنَّهُ يقول لهُ: نِعِمّاً أيُّها العَبد الصَّالِح والأمين!2


وقامَ في اليَوم الثَّالِث كما سَبَقَ وتَنَبَّأ!


الخاتمة

رغم مُحاوَلات القِيام بتَشويه عيد القِيامة، لكن حَقيقَة أنَّ المسيح قَد قامَ مُنتَصِراً من المَوت بعدَ أن صُلِب لا تَتغيَّر. وبعدَ أن تَمَّمَ المسيح عَمَل الفِداء هذا، هو جالِس الآن عن يَمين عَرش الله مُنتَظِراً لكي يَصير أعداؤهُ مَوطِئاً لقَدَمَيه، ولكن المسيح ليسَ ببَعيد! فهو مُقَدَّم مَجَّاناً بالإنجيل لكُلّ من يَتوب ويؤمِن بعَمَلِه الكامِل.
“بَلْ أَيْضاً مِنْ أَجْلِنَا، نَحْنُ الَّذِينَ سَيُحْسَبُ ذَلِكَ لَنَا إِذْ نُؤْمِنُ بِمَنْ أَقَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ يَسُوعَ رَبَّنَا الَّذِي أُسْلِمَ لِلْمَوْتِ مِنْ أَجْلِ مَعَاصِينَا ثُمَّ أُقِيمَ مِنْ أَجْلِ تَبْرِيرِنَا.” (رسالة بولُس الرَّسول إلى أهل روما 24:4-25)

الكاتب: الأخ كمال

Minister & Theologian


مقالات مُشابِهة

ما هو عيد الفصح؟
آيات عن عيد الفصح
متى صلب المسيح؟


تبغى تتواصل مع مسيحي؟ تواصل معنا بكل امان الحين.