three women facing away from camera

تَعَدُّد الزِّيجات أمر مَشروع في أكثَر من رُبع دُوَل العالَم، لكن هل هو مَسموحٌ للمَسيحِيِّين؟

يوجَد جواب في الكِتاب المُقَدَّس، لكن لا يوجَد وَصِيَّة واضِحَة تقول “لا تتَزَوَّج عِدَّة زَوجات”. لِنَغوص بِشَكل أعمَق قَليلاً ونَذهَب إلى كَلِمة الله لِنَرى ماذا لدَى الله لِيَقوله حَول هذا المَوضوع ….

تَعريف الله للزَّواج

إذا ذَهَبنا إلى أوَّل سِفر في الكِتاب المُقَدَّس، نَقرأ كيفَ يُعَرِّف الله الزَّواج: بينَ رَجُل (بصِيغَة المُفرَد) وامرَأة (بصِيغَة المُفرَد) وهاذان الإثنان يُصبِحانِ جَسَداً واحِداً. في الزَّواج الإثنَين يُصبِحان واحِداً، هذا المَفهوم مُهِمّ لكي لِنُبقيهِ في ذِهنِنا وهو أحَد الأُمور التي نَجِدها أيضاً في العَهد الجَديد.

لِهَذَا، فَإِنَّ الرَّجُلَ يَتْرُكُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَصِيرَانِ جَسَداً وَاحِداً.
سِفر التّكوين 24:2

في أوَّل سِفر في الإنجيل نَرى أنَّ يسوع يَعود بِنا إلى المَقطَع المَوجود في سِفر التَّكوين ويُؤَكِّد أنَّ الزَّواج يجِب أن يكون بينَ رَجُل واحِد وامرَأة واحِدة.

وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ بَعْضُ الْفَرِّيسِيِّينَ يُجَرِّبُونَهُ، فَسَأَلُوهُ: «هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ زَوْجَتَهُ لأَيِّ سَبَبٍ؟»
فَأَجَابَهُمْ قَائِلاً: «أَلَمْ تَقْرَأُوا أَنَّ الْخَالِقَ جَعَلَ الإِنْسَانَ مُنْذُ الْبَدْءِ ذَكَراً وَأُنْثَى، وَقَالَ: لِذَلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَتَّحِدُ بِزَوْجَتِهِ، فَيَصِيرُ الاثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً؟ فَلَيْسَا فِي مَا بَعْدُ اثْنَيْنِ، بَلْ جَسَداً وَاحِداً. فَلاَ يُفَرِّقَنَّ الإِنْسَانُ مَا جَمَعَهَ اللهُ!»
إنجيل متَّى 3:19-6

مَرَّة أُخرى نَقرَأ هذهِ الآية كَما دَوَّنَها مَرقُس.

فَيَصِيرُ الاِثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً. فَلاَ يَكُونَانِ بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَداً وَاحِداً.
إنجيل مَرقُس 8:10

مُجَدَّداً نَرى هذا التَّعليم بِشَكل أوضَح بِحَسَب ما يَذكُرهُ بولُس الرَّسول في رسالَتهِ لأهل أفَسُس.

لِذَلِكَ يَسْتَقِلُّ الزَّوْجُ عَنْ أَبِيهِ وَأُمِّهِ، وَيَتَّحِدُ بِزَوْجَتِهِ، فَيَصِيرُ الاثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً. هَذَا السِّرُّ عَظِيمٌ وَلَكِنَّنِي أُشِيرُ بِهِ إِلَى الْمَسِيحِ وَالْكَنِيسَةِ! إِنَّمَا أَنْتُمْ أَيْضاً، كُلٌّ بِمُفْرَدِهِ، لِيُحِبْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ زَوْجَتَهُ كَنَفْسِهِ. وَأَمَّا الزَّوْجَةُ، فَعَلَيْهَا أَنْ تَهَابَ زَوْجَهَا.
رسالة بولُس الرَّسول إلى أهل أفَسُس 31:5-33

أيضاً في الآية أدناه، نَرى تَعريف الزَّواج على أنَّهُ بينَ رَجُل واحِد وامرَأة واحِدة.

وَلكِنْ، تَجَنُّباً لِلزِّنَا، لِيَكُنْ لِكُلِّ رَجُلٍ زَوْجَتُهُ، وَلِكُلِّ امْرَأَةٍ زَوْجُهَا.
رسالة بولُس الرَّسول الأولى إلى أهل كورِنثوس 2:7

القادَة المَسيحِيُّون مَسموحٌ لَهُم بِزَوجة / زَوج واحِد فقَط

الكِتاب المُقَدَّس واضِح جِدّاً في أنَّ القادَة في الكَنيسة لا يَجِب أن يكونَ لدَيهِم أكثَر من زَوجة / زَوج واحِد.

كَمَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ كُلُّ مُدَبِّرٍ زَوْجاً لامْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ، يُحْسِنُ تَدْبِيرَ أَوْلاَدِهِ وَبَيْتِهِ.
رسالة بولُس الرَّسول الأولى إلى تيموثاوُس 12:3

إِذَنْ، يَجِبُ أَنْ يَكُونَ الرَّاعِي بِلاَ عَيْبٍ، زَوْجاً لامْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ، يَقِظاً عَاقِلاً مُهَذَّباً مِضْيَافاً، قَادِراً عَلَى التَّعْلِيمِ؛
رسالة بولُس الرَّسول الأولى إلى تيموثاوُس 2:3

عَلَى أَنْ يَكُونَ الْوَاحِدُ مِنْهُمْ بَرِيئاً مِنْ كُلِّ تُهْمَةٍ، زَوْجاً لامْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ، أَباً لأَوْلاَدٍ مُؤْمِنِينَ لاَ يُتَّهَمُونَ بِالْخَلاَعَةِ وَالتَّمَرُّدِ.
رسالة بولُس الرَّسول إلى تيطُس6:1

العَهد القَديم سَمَحَ بِتَعَدُّد الزَّوجات (لكِن لَم يُشَجِّعها)

أحَد أقوى الحُجَج عن السَّماح بِتَعَدُّد الزَّوجات أنَّهُ كانَ يوجَد العَديد من الشَّخصِيَّات البارِزَة في العَهد القَديم كانَ لدَيهِم زَوجات مُتَعَدِّدة. البَعض مِنهُم كانَ: لامَك (سِفر التَّكوين 19:4-22)، عيسو (سِفر التَّكوين 2:36)، يعقوب (سِفر التَّكوين 21:29-30)، ألقانَة (سِفر صَموئيل الأوَّل 1:1-2)، جِدعُون (سِفر القُضاة 30:8)، داوُد (سِفر صَموئيل الأوَّل 39:25-44)، وسُلَيمان (سِفر المُلوك الأوَّل 1:11-3). الله لَم يَقُل أيّ شَيء أبَداً ضِد أيّ شَخص من هؤلاء حَولَ تَعَدُّد زَوجاتِهِم. لكن بإمكانِنا رؤية العَواقِب السَّلبِيَّة مع هؤلاء الذينَ لدَينا تَفاصيل عَنهُم:

يعقوب – زَوجاتهُ كُنَّ يَغَرنَ جِدّاً من بَعضِهِنَّ البَعض.

ألقانة – زَوجاته كُنَّ مُتَخاصِمات.

داود – لَم يرضَ بِزَوجة واحِدة وكانَ مُستَعِدّاً لأن يَكذِب، يَرتَكِب الزِّنى، ويَقتُل لِيَحصُل على زَوجاتٍ إضافِيَّة.

سُلَيمان – العَديد من زَوجاتِهِ كُنَّ وَثَنِيَّات وأَمَلنَ قَلبَهُ بَعيداً عن الله.

في العَهد القَديم نَرى على الأقَل أربَعة أمثِلَة مُنفَصِلة عن القَوانين التي أُعطِيَت للذينَ لدَيهِم أكثَر من زَوجة (سِفر الخُروج 10:21-11، سِفر اللَّاويِّين 16:16، سِفر التَّثنِيَة 17:17، سِفر التَّثنِيَة 15:21-17). بالإضافة إلى سِفر التَّثنِيَة 5:25-6، بذلك يَبدو أنَّ هُناكَ حالة حَيثُ يكون فيها تَعَدُّد الزَّوجات إلزامِيّاً عندما يَموت زَوج المَرأة ويَكون بِلا وَريث. في هذهِ الحالة أخو الزَّوج المُتَوفِّي سيَكون بِحاجَة لِأن يَأخُذ المَرأة كزَوجَة لَهُ لكي يُقيمَ نَسلاً بإسم الرَّجُل المُتَوَفِّي. لا يُمكِنُنا أن نَتَسَرَّع بالقَول أنَّ هذا يَسمَح بِتَعَدُّد الزَّوجات، كما أنَّنا نَتعَلَّم من المسيح في إنجيل مَرقُس 5:10 أنَّ الله أعطى بَعض القَوانين، مِثل الحَق في الطَّلاق، بِسَبَب قَساوَة قُلوب النَّاس. إذاً السَّماح للنَّاس بأن يتَزَوَّجوا بِعِدَّة أزواج كانَ مُمكِناً أن يكون بِسَبَب قَساوَة قُلوبِهِم، لكِنَّنا لا نَملِك دَليلاً قاطِعاً عن ذلك.

كيف يُطَبَّق ذلك في الكَنيسة اليَوم

الكِتابات في العَهد الجَديد توضِح ما حَدَّدَهُ الله من البَدء: الزَّواج يجب أن يكون بينَ رَجُل واحِد وامرَأة واحِدة.

إذا جاءَ أحَدٌ ما للإيمان وكانَ لدَيهِ زَوجاتٌ مُتَعَدِّدَة، لَيسَ عَليهِ أن يُطَلِّق (وهو خَطَأ واضِح) لكِن بَدَلاً من ذلكَ يَبقى كما هو عَليه (رسالة بولُس الرَّسول الأولى إلى أهل كورِنثوس 20:7).

إذا قَرَّر شَخص مَسيحي أن يكون له زيجات متعددة، فلَيسَ بإمكانِهِ أن يكونَ في مَوقِع قِيادَة في الكَنيسة. ما عَدا ذلك، يَبدو أنَّهُ لا توجَد أُسُس كِتابِيَّة واضِحة للقَول أنهم مُخطِئين بِكَونِهِم مُتَزَوِّجين زِيجاتٍ مُتَعَدِّدَة.

مَوقِف الكَنيسة اليَوم يَسمَح بِتَعَدُّد الزِّيجات فقَط في حالاتٍ نادِرَة جِدّاً.

بالنِّسبَة لأولئِكَ الذينَ يُفَكِّرونَ بِتَعَدُّد الزِّيجات، اسألوا أنفُسَكُم:

إن كانَ الله قَد عَرَّفَ الزَّواج على أنَّهُ بينَ رَجُل واحِد وامرَأة واحِدة…
إن كُنَّا نَرى الزَّواج المُتَعَدِّد في العَهد القَديم يَحمِل مَشاكِل بارِزَة…
إن كانَ يسوع أكَّدَ على أنَّ الزَّواج يكون بينَ رَجُل واحِد وامرَأة واحِدة…
إن كانَ بولُس قَد قَيَّدَ قادَة الكَنيسة من أولئِكَ الذينَ لدَيهِم أكثَر من زَوج…
إن كُنتَ تُريد أن تُحِب وتَحتَرِم زَوجَك الحالي…

هل يُمكِنكَ أن تَكون راضي الضَّمير بأن تَفعَل ذلكَ بِناءً على كَلِمة الله؟

لوثر، مارتِن. دي ويت II، 459، المَرجِع نَفسه، pp. 330-329


مقالات مُشابِهة

ما هو مفهوم الزواج في الإيمان المسيحيّ؟
لماذا يتزوج الرجل المسيحيّ امرأة واحدة؟
ما هو مفهوم الزواج في الإيمان المسيحيّ؟


تبغى تتواصل مع مسيحي؟ تواصل معنا بكل امان الحين.