تروي هذه القصة كيف أصبحت الأرض شريرة للدرجة التي فيها قرر الله تدمير الأرض ماعدا رجل واحد بار، هو وعائلته والحيوانات التي جلبوها إلى الفلك.
ما هي العلاقة بين الفلك ويسوع المسيح في هذه القصة؟
بعد مرور أجيال قليلة من زمن آدم وحوّاء زاد الشرّ والمكر والعصيان والفسق على الأرض لدرجة أنّ كل فكر الإنسان وكل تخطيط البشر كان لعمل الشرّ. فحزن الله بسبب الشرّ الموجود نتيجة نجاسة قلب وفكر الإنسان، وقرّر أنّه يبيد البشر وكل نفس حيّ عن وجه الأرض.
وكان موجود في هذا الزمن رجال بار وتقي اسمه نوح. والنبي نوح كان مستقيم في قلبه وكلامه وأعماله، فكلّم المولى نوح وقال له: “أمحو الإنسان اللي خلقته من على وجه الأرض مع كل الحيوانات لأني حزنت أنّي خلقتهم.”
وأعلن الله لنوح أنّه يبي يرسل طوفان وسيول تغمر كل الأرض عشان يمحي كل نفس حيّ من وجه الأرض، وأعطى الله النبي نوح تعليمات
كيف يبني سفينة كبيرة، يعني الفلك، عشان تكون ملجأ له ولعائلته.
وبعدين أرسل المولى زوج من كل نوع من أنواع الحيوانات عشان يدخلون الفلك مع نوح وعائلته. وكان عند النبي نوح ثلاث أولاد هم سام وحام ويافث، وهم ساعدوا أبوهم عشان يبني هذا الفلك الضخم. وبعدين دخل نوح وأولاده الثلاثة كلهم مع زوجاتهم داخل الفلك مع زوج من كل نوع من الحيوانات والطيور اللي أرسلهم المولى.
وبعد صعود نوح وكل فرد من أفراد عائلته داخل الفلك ختم الله باب الفلك من الخارج وأرسل الفيضان، أي الطوفان. لأربعين يوم وأربعين ليلة سكب الله الماء من مخازن السماء وجوف الأرض حتى غرقت كل نفس حيّ، بس طبعاً نوح وعائلته كلهم نجوا من غضب وعقاب الله عشان كانوا مستورين داخل الفلك.
وبعد الأربعين يوم وليلة وقّف الله سبحانه السيول والمطر. بعد حوالي عشر شهور انخفض مستوى الماء وبانت رؤوس الجبال، فأرسل نوح حمامة فرجعت للفلك ومعها عرق زيتون أخضر، وكانت علامة أنّ هالماء يتراجع. ومن عقب سبع أيام أطلق اليمامة وما رجعت له.
فنزل نوح وعائلته من الفلك وأطلقوا الحيوانات، وبعدين قدّموا للمولى ذبيحة قربان شكر وحمد لله سبحانه. وبارك الله نوح وعائلته ووعدهم أنّه لن يدمّر الأرض بالكامل بعد، مع أنّ ميول قلب الإنسان شريرة منذ الطفولة. وقال الله بعد “أضع القوس فوق السحاب علامة أنّى احفظ عهدي بيني وبينكم. لن تتحول المياه إلى طوفان يبيد كل حيّ بعد.”
كل شخص عنده رجاء أنّ محبة الله ورحمته هي اللي تسترنا في يوم الدين، وقصة النبي نوح تورّينا أنّ مشيئة الله تعالى هي أنّه فعلاً يستر كل شخص يبي يكون قريب منه. بس مثلما نشوف ولا حتى نوح البار
يقدر يسوّي أي شيء علشان يخْلص من العقاب… الخلاص كان من عند الله والنجاة كانت من تخطيط الله بعد.
لازم نرفع دعاء لسبحانه حتى يهدينا لوسيلة الخلاص اللي هو دبّرها وأمّنها لكل البشر. عشان كذا أرسل الله كلمته سيّدنا عيسى.