Man in room with pottery

الصفحة الرئيسية للاختبارات الشخصية

طرح أسئلة صعبة

منذ 4 سنوات كنت طالباً في الجامعة، وفي ذلك الوقت كان لدي بعض الأسئلة التي قد لا يحبّها أتباع ديني السابق، فكنت أتكلّم عنها بحذر. مثلاً كنت أسأل لماذا لم يخلق الله لآدم أربع نساء؟ مع العِلم في ذلك الوقت كان على آدم إنجاب الكثير من الأطفال ليتعمّر الكون ويمتلئ العالم بشعب يقوم بعبادة الرّب ويُعمّر في الأرض. ولِمَ لم يتزوّج أيّ نبي أو رسول أكثر من امرأة؟ ما عدا واحد تزوج 9 نساء. إنّ كل النساء لا ترغب أن يتزوج زوجها بغيرها ولكن الأمر مختلف في جزيرة العرب فهذه عادة قديمة وكثير من النساء تتقبّلها. وأيضاً لماذا توجد أحاديث ضعيفة وقوية ومتوسطة كما قالوا لي في المدرسة؟ وقد سألت أبي عمّا يدور في عقلي بخصوص سيرة حياة الشخصية الدينية التي نبجّلها، وفهمت أن الأحاديث عنها كانت تُروى وتُقال من جيلٍ إلى جيل وهكذا إلى أن جاء شخص لاحق بعد حوالي 300 سنة وبعدما نظر إلى الفُرس ووجدهم يفتخرون بملوكهم وحروبهم وانتصاراتهم، ووجد المسيحيين في مصر والشام يفتخرون بالمسيح ويعرفون حياته بكل التفاصيل ونَسبِه إلى آدم، فأراد هذا الرجل في كُتبه أن يجمع بين سماحة وطيبة تلك الشخصية الدينية التي يبجّلها وبين انتصاراتها وشجاعتها في الحروب.

التحول للإلحاد

وقد قرأت بعضاً من ذاك الكتاب مع العِلم أنّ كل ما جاء فيه قد حدث بعد زمان طويل من حصول الأحداث المذكورة. وكل ذلك جعلني أُشكّك في هذا كلّه، وأثناء بحثي وجدت مقطع فيديو لشخص ينتقد ديانتي، فأغضبني كلامه كثيراً لكنّي عندما ذهبت إلى مكتبة أبي وبحثت فيها، وجدت أن ما يقوله صحيح. كنت أتعجّب لدرجة الجنون، وعندما كنت أسأل رجل دين كان يقول إنّنا نحن شعب الله ننفّذ ولا نفكّر مثل الفلاسفة، فقررت حينها أن أترك ديني لأنّني تأكّدت من خرافات كثيرة حتى وصل بي الحال إلى الإلحاد.

التعرف على الكتاب المقدص

أثناء فتره إلحادي أخبرت أحد أصدقائي، فطلبَ منّي أن أجرّب قراءة الكتاب المقدّس وأن أبدأ بسِفر التكوين في العهد القديم ثم بإنجيل يوحنّا في العهد الجديد ثم رسالة بولس الرسول إلى أهل روما، فقرأت ما قال لي صديقي وبكيت وحزنت لأنني قد أضعت عاماً كاملاً وأنا أُنكر أنّ للكون ربّاً وصانعاً. كان كلام الإنجيل مرتّباً ومفهوماً مع القليل من التأمّل في كلماته وآياته، فأخبرت صديقي أنني أريد أن أعرف سِرّ هذا الرجل الذي يتكلّم عنه هذا الكتاب، فأرسل لي فيلماً عن يسوع المسيح بحسب إنجيل لوقا، فشاهدته وأعلنت بيني وبين نفسي أنّي سوف أتبع يسوع، ثم أخبرت صديقي ففرح كثيراً من أجلي وقال لي إنّ طريق المسيح صعب جداً ولكن عليك بالصلاة وأن لا تفقد إيمانك بالرّب، ودائماً كنت أنا وصديقي نصلّي وقد علّمني كيف أصلّي.

الشهادة للآخرين

في ذلك الوقت كان لي صديقة من ديني السابق، فأخبرتها أنّني صرت مؤمناً بالرّب وأنّنا إن كنا سنتزوج فعليها أن تؤمن هي أيضاً، لكنّها رفضت الإيمان فتركتها حتى لا يستخدمها الشيطان ضدّي، فأنا أصلّي من أجلها حتى الآن مع العِلم أنّها الآن متزوجة، وكنت في ذلك الوقت أتقرّب من الرّب أكثر في صلاتي إلى أن جاء يوم تخرّجي من الجامعة. كنت فرحاً جداً فأخيراً سأصير فنّاناً. لكنّي صرت أعمل بالمقاولات في مصر، ومن أكثر الأشياء التي حزنت من أجلها هي انتقال صديقي الذي عرّفني على الإيمان المسيحي إلى كندا، فأوصلته إلى المطار وودّعته لكنّه أوصاني بالصلاة، كما علّمني أن أُعامل النّاس كما كان يتعامل يسوع المسيح بالمحبّة مع كل الناس، وأن أتأكّد أن الرّب يراني ويرعاني.

هل يقبلني الله

كنت وحيداً بدون صديقي، فكنت أصلّي كثيراً في السِّر وكنت أتمنّى أن يقبَلني الرّب وأصير اِبناً له وأن أتعمّد. في وقت من الأوقات أوشَكت على فقدان إيماني، فقد سنحت لي فرصة للسّفر إلى السعودية، فظننت أنّ يسوع قد ابتعد عني، فكيف سأستطيع الصلاة في بلد لا توجد فيه أيّ كلمة من الرّب حسب نظرتي في ذلك الوقت، لكنني كنت أصلي في السرّ، وفي إحدى المرّات صلّيت ليسوع المسيح وأنا أبكي وأقول له لماذا لا تقبَلني يا رب؟ هل أنا سَيّء لهذه الدرجة لتجعلني بعيداً عنك؟ وبعدها وجدت تطبيقاً للكتاب المقدّس وتواصلت مع شخص لا أتذكّر اسمه، تحدّثت معه وسألته هل الرّب لا يقبَلني؟ فأجابني بأنّ الرّب يقبَل الجميع لكن لا يتقرّب منه أحد إلّا عبر المسيح، فأخبرته أنني في مدينة من المستحيل أن يوجد فيها شخص يمجّد الرّب، فأجابني بأن يسوع المسيح يستطيع أن يفعل المستحيل.


بأنّ الرّب يقبَل الجميع لكن لا يتقرّب منه أحد إلّا عبر المسيح


حلم قوي ومؤثر

اتّفقت معه ولكنّي لم أكن أؤمن بأن الرّب يستطيع أن يفعل المستحيل إلى أن تعرّفت على أخوة وأخوات في الرب، ولأوّل مرّة في حياتي دخل لحن الرّب إليّ، فقد كانت أوّل مرّة قرأت فيها ترنيمة للرّب ووقتها شعرت بأنّ الرّب معي وحولي لكن كان في قلبي بعض الخوف البسيط. لكن عندما ذهبت إلى شقّتي واستعدّيت للنّوم كنت فرحان جدّاً ومطمئنّاً لأن الرّب بقربي وشعرت بذلك، وقد راودني حلم فقد رأيت يسوع المسيح في حلمي وتحدّث إليّ بلُغتي وبلَهجتي، وطمأنني وأوصاني أن لا أخاف أو أحزن لأيّ سبب من الأسباب وأنّه هو من سيتدبّر أمري، وأوصاني أن أتعرّف على كلمته أكثر، كما أوصاني بعائلتي في مصر وودّعني واختفى، ثم استيقظت في الصباح لكي أبدأ يومي لكن عندما رجعت إلى المنزل قابلني جاري وأخبرني أنّه قد رأى نوراً من شقّتي، لكنّي دائماً أنام والجوّ مظلم. هنا قد جنّ جنون عقلي وتساءلت هل يمكن أن يكون هذا ليس مجرّد حلم! لكن كيف ذلك فأنا متأكّد من أن مصابيح الإضاءة كانت مُطفأة؟ وحتى الآن عقلي لا يصدّق ما حدث.


مقالات مُشابِهة

الله يستخدم الناس العاديين
كيف يمكنك أن تكتب اختبارك الشخصي؟
قصة وليد
قصة منى


تبغى تتواصل مع مسيحي؟ تواصل معنا بكل امان الحين.