صبي صغير يرتدي قلنسوة حمراء ويبتسم خلف حشد من الناس

بالرغم من أن طابع الحياة بصورة عامة هو الصعوبات، إلا أنها لا تخلو من كثير من لحظات السعادة، خصوصًا عندما تداهمك السعادة بعد لحظات من الإنهيار مباشرة، أو عندما تحدث لك إحدى زيارات السماء فيتراءى لك المسيح في فكرك أو شعورك أو إحساسك أو حتى بمرأى من نظرك، فتختبر تلك السعادة والمحبة من الله التي لا يُبددها ولا يهزها أي صعوبة أخرى، أو عندما تأتيك استجابة السماء لأمر معين بعد طول انتظار، فتشعر بيد الله تحرك لك الظروف والحياة لتنجدك من ألمك، فيتبدد كل حزن.

بالرغم من أن الرد الطبيعيّ المتوقع من الإنسان في مثل هذه الظروف-عندما تبتسم الحياة- هو أن يُقدم الشكر لله، معطيًّا إياه كل الكرامة والمجد، إلا أن الإنسان في كثير من الأحيان عندما تبتسم له الحياة يُصاب بحالة من الاسترخاء للدرجة التي فيها ينسى الإنسان حتى الشكر لله. ولقد حدث هذا في زمن وجود المسيح على الأرض حيث نقرأ في إنجيل لوقا:

وَلَدَى دُخُولِهِ إِحْدَى الْقُرَى، لاقَاهُ عَشَرَةُ رِجَالٍ مُصَابِينَ بِالْبَرَصِ. فَوَقَفُوا مِنْ بَعِيدٍ، وَرَفَعُوا الصَّوْتَ قَائِلِينَ: «يَا يَسُوعُ، يَا سَيِّدُ، ارْحَمْنَا فَرَآهُمْ، وَقَالَ لَهُمْ: «اذْهَبُوا وَاعْرِضُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى الْكَهَنَةِ!» وَفِيمَا كَانُوا ذَاهِبِينَ، طَهَرُوا. فَلَمَّا رَأَى وَاحِدٌ مِنْهُمْ أَنَّهُ قَدْ طَهَرَ، عَادَ وَهُوَ يُمَجِّدُ اللهَ بِصَوْتٍ عَالٍ، وَارْتَمَى عَلَى وَجْهِهِ عِنْدَ قَدَمَيْهِ مُقَدِّماً لَهُ الشُّكْرَ. وَكَانَ هَذَا سَامِرِيًّا. فَتَكَلَّمَ يَسُوعُ قَائِلاً: «أَمَا طَهَرَ الْعَشَرَةُ؟ فَأَيْنَ التِّسْعَةُ؟ أَلَمْ يُوجَدْ مَنْ يَعُودُ وَيُقَدِّمُ الْمَجْدَ لِلهِ سِوَى هَذَا الأَجْنَبِيِّ؟» ثُمَّ قَالَ لَهُ: «قُمْ وَامْضِ فِي سَبِيلِكَ: إِنَّ إِيمَانَكَ قَدْ خَلَّصَكَ!»
إنجيل لوقا 17: 12- 19

فنقرأ في هذا المثل كيف أن العشرة أشخاص نالوا الشفاء بعد أن صرخوا ليسوع أن يشفيهم، أي أنه واضح أن سبب شفائهم هو المسيح إلا أن شخص واحد فقط هو من عاد وقدم المجد لله. وهذا الشخص الوحيد لم يكن حتى يهوديًّا، لقد كان سامريًّا. وسأل يسوع قائلًا أين التسعة الذين تم شفائهم!

في أوقات الراحة قد ينسى الإنسان محدوديتهُ وضعفهُ وأنه معتمد كليًّا في وجودهُ على الله. فبالرغم من أن أوقات الراحة جميلة، إلا إنها خطر إذا لم نعرف كيف نسلك فيها كما ينبغي. ففي أوقات الراحة تذكر دائمًا أن تُقدم الشكر لله، مُعطيًّا له كل الكرامة والفضل في كل الراحة التي تعيشها، وأسأله دائمًا أن يُرشدك كيف تعيش وتستثمر في شخصيتك في مثل هذه الأوقات. فأيضًا بالرغم من أنها قد تكون أوقات خطر، قد تكون أيضًا أوقات اثمار روحي فيها تُستنار عينيك، فتدرك الله أكثر وأنت تلاحظ يد الله وهي تعمل في ظروفك وحياتك. تذكر دائمًا أننا عابرون في هذه الحياة، وأنها مجرد مرحلة نجتاز بها. وأن السعادة الحقيقيّة التي تدوم تكمن فقط في علاقتك بالله وإدراكك لحياة الإنسان السماويّ الذي يعيش مُحققًا مشيئة الله.

الكاتبة: لمياء نور

Masters of Arts in Theology, ETSC

مقالات مُشابِهة

هل نعيش كلمات الله؟
كيف نعيش حياة حقيقية؟
ايش خطة الرب لحياة المؤمنين؟
الأساسيات في المسيحية


تبغى تتواصل مع مسيحي؟ تواصل معنا بكل امان الحين.