يا أبانا السَّماوي، استمع إلى صُراخ قلوبنا
فها أيَّامنا تمضي كعدَّاء يُسرع في سباقه، وسنوات عمرنا تنقضي كطرفة عين.
ساعدنا، يا رب، أن نكون مُستعدِّين للقائِك مثل العذارى الحكيمات
ساهرين، ومصابيحنا مُشتعلة بنور الإيمان
ومُترقِّبين مجيئك بقلوب مُلتهبة بمحبَّتك، لا يُثقلها النُّعاس الرُّوحي
ولا تُشغلها أُمور هذا العالم الزَّائل.
كم نحسد مريم على اختيارها النَّصيب الصَّالح وجُلوسها عند قدميك
بينما نحيا كمَرثا، مُشتَّتين في أُمورٍ كثيرة، ومُنشغلين وقلِقين على ما لا يدوم.
وكم لُمنا بطرس على إنكاره لك، وعلى ضعفه أمام التجربة
لكنَّنا نُنكِرك مراراً حين نضعف أمام مُغريات هذا العالم
وحين نُهمل الصَّلاة والسَّهر معك، مُفضِّلين الرَّاحة الزَّمنيَّة على الجهاد الرُّوحي.
وكم وبَّخنا يهوذا لخيانته لك، لكنَّنا اليوم نخون محبَّتك حين نُدين إخوتنا الصِّغار
وحين نُشارك في النَّميمة ونجرح الآخرين بألسنتنا.
وكم استنكرنا تذمُّر شعبك القديم في البرِّيَّة،
لكنَّنا لا نزال نشتكي ونتذمَّر بدلاً من أن نُسبِّحك على نِعمك الكثيرة.
فاغفر لنا، يا أبانا، وارزقنا الحكمة والنِّعمة، لنحيا أمامك بلا لَوم وبلا خطيئة،
مؤمنين أنَّك القادر على كل شيء، وأنَّك لن تتخلَّى عنَّا رغم كثرة آثامنا.
ساعدنا أن نحيا حياة الاستعداد لمجيئك، وكأنَّك ستأتي في أيِّ لحظة،
وأن نكون مستعدِّين لنصرخ عالياً بفرح: “آمين، تعال أيُّها الرَّب يسوع”
استمع يا رب لصلاتنا وامنحنا نعمة أن نحيا لك إلى الأبد، آمين.
تبغى تتواصل مع مسيحي؟ تواصل معنا بكل امان الحين.
