ما هو المعيارُ الّذي استخدمَهُ اللهُ عندَ اختيارِهِ داودَ؟

ما الفرقُ بينَ نظرةِ اللهِ ونظرةِ الإنسانِ في الحُكْمِ على النّاسِ؟

ماذا عنْكَ؟ ما هي المعاييرُ الّتي تعتمدُ عليها في تقييمِكَ  وحُكمِكَ على النّاسِ؟


بعد أن غادرَ العبرانيّونَ مِصْرَ، أرضَ العبوديَّةِ، عاشوا في الأرضِ الّتي وعدَهُم اللهُ بها.
اختارَ اللهُ شاولَ ليكونَ ملِكًا على شعبِهِ. ولكنْ سرعانَ ما نَسِيَ شاولُ كلامَ اللهِ ولمْ يُطِعْهُ. لهذا قرَّرَ اللهُ الإطاحةَ بهِ وإعطاءَ السُّلطةِ لشخصٍ آخر، شخصٌ كانَ قلبُهُ مُستقيمًا ومُستعدًّا لِيَتَّبِعَ طُرُقَ اللهِ.
هكذا اختارَ اللهُ الملكَ الجديدَ. أرْسَلَ النَّبيَّ صموئيلَ إلى رجلٍ يُسمىَّ يَسَّى لديه ثمانيةُ أولادٍ وقالَ اللهُ لصموئيلَ: “عندما تصِلُ إلى هناكَ، سأُعلِنُ لكَ عنِ الّذي اخترتُهُ أن يكونَ ملكًا.”
عندما قابلَ صموئيلُ يسّى، أحضرَ يسّى ابنَه الأكبرَ. فرأى صموئيلُ أنّه كانَ وسيمًا وطويلًا وظَنَّ أنَّ هذا هو الرَّجلُ الّذي سيختارُه اللهُ، لكنَّ اللهَ قالَ: “لا تنظرْ إلى مَنظرِهِ وطُولِ قامَتِهِ، فأنا رَفَضتُهُ لأنَّ الرّبَّ لا ينظُرُ كما ينظُرُ الإنسانُ. فالإنسانُ ينظُرُ إلى المَظهَرِ، وأمَّا الرّبُّ فينظُرُ إلى القلبِ.”
وأحضرَ يسَّى ابنَهُ الثّاني إلى النّبيِّ، لكنَّ صموئيلَ أخبرَهُ أنَّ هذا أيضًا لم يختَرْهُ الرَّبُّ.
وهكذا حَصَلَ معَ أبناءِ يسَّى السَّبعة. وأخيرًا، سألَ صموئيلُ يسَّى: “هَلْ لَكَ أَبْنَاءٌ آخَرُونَ؟”
فَأَجَابَ يَسَّى: “بَقِيَ بَعْدُ أَصْغَرُهُمْ وَهُوَ يَرْعَى الْغَنَمَ”
فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِيَسَّى: “أَرْسِلْ مَنْ يَأْتِي بِهِ لأَنَّنَا لَنْ نأكلَ حَتَّى يأتيَ إِلَى هُنَا”
ولمّا جاءَ داودُ، الّذي كانَ مُتَوَقِّدَ اللَّوْنِ وَفِي عَيْنَيْهِ بَرِيقٌ وَوَسِيمًا، قَالَ الرَّبُّ لصموئيلَ: “قُمِ امْسَحْهُ، لأَنَّ هَذَا هُوَ مَنِ اخْتَرْتُهُ ملكًا على شعبي.”
فصنعَ صموئيلُ كما أمرَهُ اللهُ، فحلَّ روحُ اللهِ على داودَ بقوَّةٍ من ذلكَ اليومِ.


تبغى تتواصل مع مسيحي؟ تواصل معنا بكل امان الحين.