كانَتِ الضَّرباتُ التِّسعةُ الأولى تحذيراتٍ منَ اللهِ لفِرعَوْنَ للسَّماحِ للشَّعبِ بالرَّحيلِ. ما هو الفرقُ بينَها وبينَ الضَّربةِ الأخيرة؟

ماذا يعلِّمُنا هذا عنْ صبرِ اللهِ وحدودِهِ؟

ما هي الطّريقةُ التّي دبَّرَها الرَّبُّ للعبرانيّينَ لإنقاذِهمْ منَ الموتِ؟ وأين تكمُنُ مسؤوليتُهُم في خلاصِهم؟


ذهبَ موسى وهارونُ وفَعَلا كما أخبرَهُما اللهُ. لكنَّ فِرعَوْنَ قسَّى قلبَه تجاهَ النّاسِ وزادَ من أعبائِهِم ورفضَ رحيلَ شعبِ اسرائيلَ منْ مِصرَ على الرَّغمِ منَ المُعجزاتِ الّتي فعلَها موسى.
لذلكَ بدأَ اللهُ بِضربِ مِصرَ، ضربةً تِلْوَ الأخرى لإجبارِ فِرعَوْنَ على إطلاقِ شعبِه، كَضربةِ الضّفادعِ والذُّبابِ والدَّماملِ والبَرَدِ والجرادِ وثلاثَةِ أيّامٍ من الظّلامِ.
تارةً يَعِدُ فِرعَوْنَ بالسَّماحِ للشّعبِ بالرّحيلِ، لكنْ بعدَ مرورِ الابتلاءِ يعودُ فيُخلِف وعدَه ويقسِّي قلبَهُ أكثر.
بعدَ الضَّربَةِ التّاسِعةِ، قالَ اللهُ لموسى: “بَقِيَتْ ضَرْبَةٌ وَاحِدَةٌ أُنْزِلُهَا عَلَى فِرْعَوْنَ وَعَلَى مِصْرَ. بَعْدَ ذَلِكَ يُطْلِقُكُمْ مِنْ هُنَا.”
وقالَ موسى لفِرعَونَ: “قالَ الرّبُّ: ‘سأمُرُّ عِندَ نِصفِ اللَّيلِ على أرضِ مِصْرَ، فيموتُ كُلُّ بِكرٍ فيها، مِنْ بِكْرِ فِرعَونَ الجالسِ على عرشِهِ إلى بكْرِ الجاريةِ الّتي خلفَ الرَّحَى، وكلُّ بِكرِ بهيمةٍ. أمَّا بَنو اِسرائيلَ فلن يَحِلَّ بِهِم أيُّ شيءٍ.’ “
رفضَ فرعونُ الاستماعَ إلى موسى.
قالَ الرَّبُّ لموسى: “أَخبِرْ كلَّ جماعةِ اِسرائيلَ أنْ يأخذَ كلُّ واحدٍ مِنهُم حَمَلًا ابنَ سنةٍ وبِلا عيبٍ. وفي اليومِ الرابعَ عشرَ منْ هذا الشّهرِ، تُذبَحِ الحِمْلانُ عِنْدَ الْمَسَاءِ. وَيُؤْخَذُ الدَّمُ وَيوضعُ عَلَى الْقَائِمَتَيْنِ وَالْعَتَبَةِ الْعُلْيَا فِي الْبُيُوتِ. فَفِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ أَجْتَازُ فِي بِلادِ مِصْرَ وَأَقْتُلُ كُلَّ بِكْرٍ فِيهَا مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ وَأُجْرِي قَضَاءً عَلَى كُلِّ آلِهَةِ الْمِصْرِيِّينَ. أَمَّا أَنْتُمْ فَإِنَّ الدَّمَ الَّذِي عَلَى بُيُوتِكُمُ يَكُونُ الْعَلامَةَ الَّتِي تُمَيِّزُكُمْ، فَأَرَى الدَّمَ وَأَعْبُرُ عَنْكُمْ، فَلا تَنْزِلُ بِكُمْ بَلِيَّةُ الْهَلاكِ حِينَ أَبْتَلِي بِها أَرْضَ مِصْرَ. وَيَكُونُ لَكُمْ هَذَا الْيَوْمُ تَذْكَارًا تَحْتَفِلُونَ بِهِ عِيدًا فِي كلِّ أَجْيَالِكُمْ.”
وَفِي نِصْفِ اللَّيْلِ، حدثَ تمامًا كما قالَ اللهُ. قُتِل بِكْرُ فِرْعَوْنَ وبكرُ كلِّ عائلةٍ وبِكْرُ كُلِّ بَهِيمَةٍ. وَفي تلكَ اللّيلةِ كَانَ صُرَاخٌ عَظِيمٌ فِي مِصْرَ. فَاسْتَدْعَى فِرْعَوْنُ مُوسَى وَقَالَ: “قُمْ وَاخْرُجْ مِنْ مِصرَ، معَ كُلِّ العبرانيّين!”
وهكذا أنقذَ اللهُ الشَّعبَ منَ العبوديَّةِ في مِصرَ كما وَعدَ، وأخرجَهُمْ حتّى يعبُدوهُ بحريّةٍ في الأرضِ الّتي وعدَهُم بها.


تبغى تتواصل مع مسيحي؟ تواصل معنا بكل امان الحين.