Man repenting of his sins

كم سأل رامز نفسه إن كان يستحق خلاص المسيح. وبعد سنوات من التساؤل والبحث، توصَّل أخيراً إلى الجواب.

تربَّى رامز منذ نعومة أظفاره على محبَّة الرَّب. نشأ في مدارس الأحَّد، حيث تعهَّد بقلبه الفتِيّ ألَّا يُخطئ أبداً. كانت خطاياه في البداية بسيطة وصغيرة، لكنَّها تفاقمت مع مرور الزَّمن. كان يتألَّم بشدَّة عندما يقع في الخطيئة، سواء بالقول أو الفعل أو الفكر، فيهرع ليركع أمام الرَّب طالباً مغفرته. وفي كل مرَّة، كان يجد راحته بالصَّلاة ويخلُد إلى النَّوم بسلام، لكنَّه سرعان ما يعود ليقع في الخطيئة مرَّة أُخرى، ليبدأ الدَّورة ذاتها من التَّوبة والنَّدم.

مرَّت السَّنوات، واهتزَّ إيمان رامز بأحداث الحياة وصعوباتها الكثيرة، لكنَّه كان ينهض بعد كل سُقوط.

نقطة التحول

في أحد الأيَّام، حضر رامز مؤتمراً للصَّلاة. وهناك قرَّر أن يواجه مخاوفه ويتحدَّث إلى راعي الكنيسة عن شُكوكه وضَعفاته وسَقطاته. ثمَّ صارحَ الرَّاعي بكل ما يُثقِل قلبه وسأله: “بعد كل ما أخبرتك به، هل أستحِقُّ خلاص المسيح؟”

ردَّ الرَّاعي مُستنيراً بالرُّوح القدُس: “يا رامز، هل من أحدٍ منَّا يستحقّ خلاص المسيح؟ كلُّنا نستحق الموت، لأنَّ أُجرة الخطيئة هي الموت. لكن يسوع الكامل، الذي بلا خطيئة، مات عنَّا ومن أجلنا. وخلاصنا ليس باستحقاقنا، بل بنعمته.”

أضاف الرَّاعي قائلاً: “تعلَّم أن تضبط نفسك، واملأ وقتك بأُمورٍ مفيدة، واهرب من الخطيئة. فحتَّى داود الذي أخطأ، كان رجُلاً حسب قلب الله، لأنَّ الرَّب يُحب القلب التَّائب.” ونصحَه بالزَّواج ليعيش حياة طاهرة تُلبِّي احتياجاته الجسديَّة ضمن الإطار المقدَّس.

غادر رامز المؤتمر بقلبٍ مُتجدِّد، مُتسلِّحاً بإيمانٍ قويٍّ وتوبة حقيقيَّة. وصار ينظر إلى السُّقوط كجزءٍ من رحلة النِّضال ضد الخطيئة، وليس نهاية لمسيرة المؤمن. وأصبح يردِّد مع المرنِّم داود: “ارْحَمْنِي يَا اللهُ حَسَبَ رَحْمَتِكَ، وَامْحُ مَعَاصِيَّ حَسَبَ كَثْرَةِ رَأْفَتِكَ.” (مزمور 1:51).

العبرة

لا تدَع سَقطاتك تُبعدك عن الرَّب. فمهما كانت أخطاؤك كبيرة، تذكَّر أنَّ التَّوبة تفتح أبواب الرَّحمة. وكرِّر بثقة: “لَا تَشْمَتِي بِي يَا عَدُوَّتِي، لأَنِّي إِنْ سَقَطْتُ أَقُومُ، وَإِنْ جَلَسْتُ فِي الظُّلْمَةِ يَكُونُ الرَّبُّ نُوراً لِي.” (ميخا 8:7). اِخضع لله، اهجُر الخطيئة، واهرُب منها، واسأل الله أن يمحو آثامك برحمته التي لا تنتهي.


مقالات مُشابِهة

قيود الشهوة وحرية التوبة
عدالة السماء
قصة سارة


تبغى تتواصل مع مسيحي؟ تواصل معنا بكل امان الحين.