بعدَ المَصائِب والكَوارِث التي حَلَّت بالنَّبي أيُّوب الذي يُضرَب المَثَل في صَبرِهِ، أدرَكَ أخيراً أن لا شَيء في هذهِ الدُّنيا يَعسُر على إرادَة الله ومَشيئَتِه:
قَدْ أَدْرَكْتُ أَنَّكَ تَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ وَلاَ يَتَعَذَّرُ عَلَيْكَ أَمْرٌ.”
سِفر أيُّوب 2:42
وبعدَ أن مَرَرتُ أنا شَخصِيّاً بالعَديد من اﻹختِبارات العَظيمة في حَياتي، لم أَعُد أُصَدِّق أنَّهُ يوجَد في هذهِ الدُّنيا شَيء يُسَمَّى مُستَحيل، فَطالما أنَّ أبي هو صاحِب السُّلطان المُطلَق في هذا الكَون، وطالَما أنّي أنا اِبنَة صانِع المُعجِزات وإله المُستَحيلات الذي يَستَطيع كُل شَيء ولا يَعسُر عليهِ أَمر، إذاً فَليسَ هُناكَ شَيء مُستَحيل.
الصُّعوبات التي تُواجِهنا في حَياتِنا تَجعَلنا نُدرِك أكثَر من هو الله وتُقَرِّبنا مِنهُ أكثَر وأكثَر، وحينَما نَقَع في تَجارِب فذلك سَيُنَمِّي إيماننا ويُقَوِّينا ويَجعَلنا ثابِتين أكثَر في المَرَّات اللَّاحِقة، وذلكَ لأنَّنا سَوفَ نَختَبِر يَد الله الذي يُعَزِّينا في ضيقاتِنا التي سَيُخرِجنا مِنها في النِّهاية، لِكَي نَنتَقِل من حالَة مَعرِفَة الله بِما سَمعناهُ عَنهُ إلى مَعرِفَة الله بِما اختَبَرناهُ مَعَهُ، وهذا ما حَصَلَ مع النَّبي أيُّوب تَماماً عِندَما قالَ عن الله بعدَ اختِباراتِهِ مَعَهُ:
بِسَمْعِ الأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنِي.
سِفر أيُّوب 5:42
جَميعنا نَمُرّ بِمَصاعِب ومَتاعِب في هذهِ الحَياة، وغالِباً لا نَجِد حُلولاً بَشَرِيَّة لِمَشاكِلنا، لكن علينا أن نَتَذَكَّر دائِماً أنَّهُ مَهما بَدَت ظُروفنا سَيِّئة ومَصائِبنا كَبيرة، يوجَد إله عَظيم يَرى ويَسمع ويَشعُر بِكُل ما نَمُر بهِ من ضيقات، وكُل ما علينا فِعلهُ هو أن نُلقي بأحمالِنا لدَيهِ ونَثِق ثِقة عَمياء بأنَّهُ قادِر أن يُحَوِّل اللَّعنات إلى بَرَكات، وأن يَرفَعنا فوقَ الظُّروف، ويَجعَل مِنَّا أبطال في الإيمان، وكَما قالَ يسوع لتَلاميذِه:
…«هَذَا مُسْتَحِيلٌ عِنْدَ النَّاسِ. أَمَّا عِنْدَ اللهِ، فَكُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ!«
إنجيل مَتَّى 26:19
اِدخُل إلى مَحضَر الرَّب وسَلِّم أَمرَك لَهُ واتَّكِل عليه، وضَع مُشكِلَتكَ بينَ يَدَيهِ بِكُل ثِقة، فالذي عِندَهُ لِلمَوت مَخارِج سَيَلقى لكَ مَخرَجاً من ضيقَتِكَ مَهما كانَت صَعبة، فقَط ثِق وآمِن بذلك من كُل قَلبِك.
مقالات مُشابِهة
طرق للصلاة
تأملات
تأملات عيد الميلاد: عيون الإيمان