حسَبَ رأيِكَ، لماذا انتظرَ اللهُ حتّى لم يكنْ بمقدورِ ابراهيمَ وسارةَ الإنجابَ ليباركَهُما بطفلٍ؟
قطعَ اللهُ عهدًا معَ ابراهيمَ. حسَبَ رأيِكَ، لماذا كانَتْ علامةُ العهدِ جسديَّةً؟
بعدَ ثلاثَ عشَرَةَ سنةً لمّا صارَ عمرُ ابراهيمَ تسعًا وتسعينَ سنةً، ظهرَ لَهُ الربُّ مرَّةً أُخرى قائلًا: “سأُقيمُ عَهدي بَيني وبَينَكَ، وبَينَ نَسلِكَ مِنْ بَعدِكَ، جيلٌ بعدَ جيلٍ. سأكونُ إلهًا لكَ ولِنَسلِكَ مِنْ بَعدِكَ. وسأُعطيكَ أرضَ غُربَتِكَ ولِنَسلِكَ مِنْ بَعدِكَ.”
وأعطى اللهُ ابراهيمَ الخِتانَ علامةً للعهدِ. وطلبَ إِلَيْهِ أنْ يُختَنَ كلُّ ذكرٍ في البيتِ، سَواءً أكانَ منْ عائلتِهِ أو خَدَمِهِ أو حتّى من عبيدِهِ. وكانَتْ هذهِ العلامةُ الجسديَّةُ رمزًا ملموسًا للعهدِ الأبديِّ الّذي عمِلَه اللهُ معَ ابراهيمَ وذُرِّيَتِه. والّذي لم يُختَنْ يُقطَعُ منَ الشَّعبِ لأنَّهُ كَسَرَ العهدَ.
وأضافَ اللهُ قائلًا إنَّهُ سيبارِكُ سارةَ بأنْ يُعطيَها ابنًا كما وعدَ بالفعلِ. وَضَحِكَ قَائِلاً فِي نَفْسِهِ: “أَيُوْلَدُ ابْنٌ لِمَنْ بَلَغَ الْمِئَةَ مِنْ عُمْرِهِ؟ وَهَلْ تُنْجِبُ سَارَةُ وَهِيَ فِي التِّسْعِينَ مِنْ عُمْرِهَا؟”
وقَالَ اِبْرَاهِيمُ لِلهِ: “لَيْتَ اسْمَاعِيلَ يَحْيَا فِي رِعَايَتِكَ.”
فَأَجَابَ الرَّبُّ: “إِنَّ سَارَةَ زَوْجَتَكَ ستَلِدُ لَكَ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ إِسْحاقَ. وَأُقِيمُ عَهْدِي مَعَهُ وَمَعَ ذُرِّيَّتِهِ مِنْ بَعْدِهِ عهدًا أبديًّا. أمّا اسماعيلُ، فقد استجبْتُ لطلبتِكَ منْ أجلِهِ. سأُبارِكُهُ حقًّا، وأجعلُه مُثمِرًا، وأُكَثِّرُ ذُرِّيَّتَهُ جِدًّا، ويُصبِحُ أُمَّةً كبيرةً. غيرَ أنَّ عهدي أُبرِمُهُ مع إِسحاق الّذي تُنجِبُه لك سارة في مثلِ هذا الوقتِ من السّنةِ القادمةِ.”
وَفِي ذَلِكَ الْيَوْمِ بِعَيْنِهِ خُتِنَ ابراهيمُ واسماعيلُ وكلُّ الذّكورِ في بيتهِ.
وبالفعلِ، حبِلَتْ سارةُ كما قالَ اللهُ وأُعطِيَ ابْراهيمُ ابنًا ودُعِيَ اسمُهُ اسحق.