a pink flower in the hands of a woman

“مَنْ أَصَمَّ أُذُنَهُ عَنْ صُرَاخِ الْمِسْكِينِ، يَصْرُخُ هُوَ أَيْضاً وَلاَ مِنْ مُجِيبٍ.” (سِفر الأمثال 13:21)
كُلُّنا لَدَينا أُمور خاصَّة وبحاجة لأن يَتَدَخَّل الرَّب بِها ويَحُلّها، لذلك عِندَما نَحتاج لأيّ أَمر مُلِحّ لا نَستَطيع حَلّهُ بِأنفُسِنا نَأتي إلى مَحضَر الله ونَتَضَرَّع لَهُ من كُل قُلوبِنا ونَضَع أمامَه أثقالنا ونُصَلِّي بِلَجاجة وأحياناً بِدُموع طالِبين مِنهُ أن يَتَدَخَّل ويَحُلّ مُشكِلَتنا، ونَطلُب مِنهُ ذلك مُلتَمِسين تَدَخُّله المُعجِزي في حَلّ أصعَب المَشاكِل.
لكن تَخَيَّل مَعي صُعوبَة أن يَحجُب الله وَجههُ عَنكَ وأنتَ في أمَسّ الحاجة إلَيه، فَتُصَلِّي ولا يَسمَع لَك، تَدعوهُ ولا يَستَجيب، تَتَضَرَّع لَهُ ولا يُعيرك اهتِمامه، فكيفَ سَيَكون شُعوركَ حينَها؟ حالَكَ سَيَكون كَحَالِ المُحتاج الواقِف أمامَ بَيتِك، الذي قَصَدَكَ لأنَّ لَدَيهِ مُشكِلة أساسِيَّة لا يَملِك حَلّها وهي “الجُوع”، يُسَمِّيهِ الكِتاب المُقدَّس بِالمِسكين لأنَّ ظُروف العَوَز اضطَرَّتهُ لِكَي يَكسِر نَفسَهُ ويَطلُب مِن النَّاس ما يَسُدّ بِهِ رَمَقَهُ، فهو بِحاجة لِلَفتَة مِنكَ ونَظرَة اهتِمام، لكِنَّكَ تَتَجاهَل وُجودَهُ وتَتَغاضى عن طَلَبِهِ، مُقنِعاً نَفسَكَ بِأنَّ لَهُ خالِق سَيَتَكَفَّل في سَدِّ احتِياجاتِهِ ولَن يَنساه، مُتَناسِياً وَصِيَّة هذا الخالِق الذي يُريد أن يَستَخدِمكَ أنتَ في ذلك بِقَولِهِ:
“مَنْ يُحْسِنْ إِلَى الْفَقِيرِ لاَ يُدْرِكْهُ عَوَزٌ وَمَنْ يَحْجِبُ عَيْنَيْهِ عَنْهُ تَنْصَبُّ عَلَيْهِ لَعَنَاتٌ كَثِيرَةٌ.” (سِفر الأمثال 27:28)

لَطالَما وَعَدَ الله بِالبَرَكات لِلمُعطي المَسرور ونَجِد ذلك في آيات عَديدة من الكِتاب المُقدَّس، لكِنَّهُ أيضاً نَبَّهَ في أكثَر من آية إلى أنَّ الذي يَحجُب عَينَيهِ عن الفَقير فإنَّهُ سَيَشرَب من نَفس الكَأس عِندَما يَحتاج لِشَيءٍ يَطلُبهُ من الله.
إله العَطاء أعطانا ابنَهُ الوَحيد لِكَي يَسُدّ عَوَزنا الرُّوحي ويَهَبنا الحَياة الأبَدِيَّة، وهو لم يَبخَل علينا في شَيء، لذلك علينا أن لا نُقَسِّي قُلوبنا وأن نَكون رَحومين ونَتَمَثَّل بِهِ ولا نَحجُب أعيُننا عن الفُقَراء والمَساكين، ولا نَصُمّ آذاننا عن المُحتاجين والمَظلومين، لِكَي يَلتَفِت الله إلى صُراخِنا ويَسمَع تَضَرُّعاتِنا عِندَما نَحتاجه.
كُلُّنا نَعرِف أشخاص مُحتاجينَ حَقّاً، ومِنهُم مَن لا تَسمَح لَهُ نَفسهُ بِأن يَطلُب المُساعَدة من أحَد، لكن إن كانَ الله قَد أنعَمَ عليكَ بِتَسديد الاِحتياج، فَشارِك بِقَدرِ استِطاعَتِك ولا تَبخَل في سَدِّ إعوازِ أحَد، وتَذَكَّر دائِماً بِأنَّ من يَزرَع بِالبَرَكات يَحصُد أيضاً بِالبَرَكات وأنَّ مَن يُعطي بِسُرور يُحِبُّهُ الله. فهو الذي يُعطينا القُوّة لِكَي نَعمَل ونُسَدِّد احتِياجاتنا، وهو الذي يَرزُقنا ويَفيض علينا بِبَرَكاتِهِ التي لا تُعَدّ ولا تُحصى.


إله العَطاء أعطانا ابنَهُ الوَحيد لِكَي يَسُدّ عَوَزنا الرُّوحي ويَهَبنا الحَياة الأبَدِيَّة


“فَلْيَتَبَرَّعْ كُلُّ وَاحِدٍ بِمَا نَوَى فِي قَلْبِهِ، لاَ بِأَسَفٍ وَلاَ عَنِ اضْطِرَارٍ، لأَنَّ اللهَ يُحِبُّ مَنْ يُعْطِي بِسُرُورٍ.” (رِسالة بولُس الرَّسول الثَّانِية إلى أهل كورِنثوس 7:9)


مقالات مُشابِهة

في ذكرى القيامة
اضمن حياتك..
هل حَقّاً صُلِبَ المَسيح ؟


تبغى تتواصل مع مسيحي؟ تواصل معنا بكل امان الحين.