waters at a lake

إذا كانت معنى المعموديّة هو إعلان أو علامة خارجيّة لتغيير قلب الإنسان وتوبته من الخطيّة، وأنه بدأ يتبع المسيح، فلماذا اعتمد المسيح؟ بل أن يُوحنا المعمدان نفسه صُدم عندما اقترب منه يسوع لكي يعتمد من يوحنا فقال:

حِينَئِذٍ جَاءَ يَسُوعُ مِنَ الْجَلِيلِ إِلَى الأُرْدُنِّ إِلَى يُوحَنَّا لِيَعْتَمِدَ مِنْهُ. وَلكِنْ يُوحَنَّا مَنَعَهُ قَائِلًا: «أَنَا مُحْتَاجٌ أَنْ أَعْتَمِدَ مِنْكَ، وَأَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ!
إنجيل متى 3: 13- 14

فيوحنا المعمدان أدرك أن يسوع لم تكن له خطيّة ليحتاج أن يتوب عنها. بالعكس أن يوحنا رأى أن الترتيب الصحيح هو أن يوحنا يعتمد من المسيح. وعندما قال يوحنا ذلك للمسيح، المسيح لم ينكر كلام يوحنا، ولم يقل ليوحنا أن ما ذكره غير صحيح لأن المسيح فعليًّا لا يحتاج إلى معمودية ليتوب عن الخطية. فلماذا أعتمد المسيح؟

اعتمد المسيح لعدة أسباب تظهر بوضوح في الآيات التي تلت استغراب يوحنا عندما اقترب منه المسيح ليعتمد منه في متى 3: 15- 17 :

 فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «اسْمَحِ الآنَ، لأَنَّهُ هكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرّ». حِينَئِذٍ سَمَحَ لَهُ. فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ، وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ، فَرَأَى رُوحَ اللهِ نَازِلًا مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِيًا عَلَيْهِ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلًا: « هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ.

وأيضًا في يوحنا 1: 32- 34 :

 وشهد يوحنا قائلا: إني قد رأيت الروح نازلا مثل حمامة من السماء فاستقر عليه. وأنا لم أكن أعرفه، لكن الذي أرسلني لأعمد بالماء، ذاك قال لي: الذي ترى الروح نازلا ومستقرا عليه، فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس. وأنا قد رأيت وشهدت أن هذا هو ابن الله

فأولى الأسباب هو تحقيق النبوة والتي تُعتبر علامة على أنه المسيّا المنتظر ابن الله. فيشرح يوحنا المعمدان أن هذه هي النبوة عن المُخلص المُنتظر. فما حدث في معموديّة المسيح هو دليل عن من هو المسيح، وماهي رسالته. كما أن معمودية المسيح توضح وتشرح رسالة المسيح التي كانت ومازلت أن الله لم يظهر في العالم ليدين العالم بل ليخلص العالم. وأن الله ليس ضدنا لكنه جاء ليتحد بنا في خطيتنا فتنازل ونزل ليتحد بنا ويخرجنا من خطيتنا. فعندما نزل إلى المعمودية ليس لانه إنسان خاطي، ولكن نزل إلينا في قاع حالة خطيتنا لكي يخلصنا. فهو يقدم برهان مادي على انه اتحد بنا في حالتنا لكي يحمل خطيتنا معه على الصليب، لكي يتمكن من أن يمثلنا شرعًا أمام العدالة الإلهيّة. ما كان يمكن أن يحمل خطايا البشرية على الصليب لو لم يتحد بنا أولًا لكي يأخذ جسد بشريتنا إلى الصليب. فالمعمودية هي إعلان اتحاده بنا نحن الخطاه لكي يمثلنا وينوب عنّا ويحمل عنّا خطيتنا. وهذا الاتحاد صادقت عليه السماء فسُمع صوت من السماء ونزل الروح القدس.

الكاتبة: لمياء نور

Masters of Arts in Theology, ETSC


مقالات مُشابِهة

متى يجب أن أتعمد؟
من يجب أن يُعمدني؟
ماهي بركات المعموديّة؟
ماهي المعموديّة؟


تبغى تتواصل مع مسيحي؟ تواصل معنا بكل امان الحين.