وعدَ اللهُ ابراهيمَ أنْ يُكثِّرَ نسلَهُ منْ خِلالِ ابنِهِ اسحاق. فكيف يَطلُبُ مِنْهُ في الوقْتِ عَيْنِهِ أنْ يُقدِّمَهُ ذبيحَةً؟

بعدَ أنْ تأكَّدَ اللهُ منْ طاعَةِ ابراهيمَ، لماذا كان لزامًا أنْ يُدبِّرَ لَهُ خروفًا للتَّضحِيَةِ بدلًا منْ ابنِهِ؟

كيف أثَّرَ هذا الاختبارُ في إيمانِ ابراهيمَ وثقتِهِ في الله؟


ولمّا كبِرَ الابنُ، دعا اللهُ ابراهيمَ قائِلًا: “خُذِ اسْحَاقَ ابْنَكَ وَحِيدَكَ الَّذِي تُحِبُّهُ. وقَدِّمْهُ لِي ذَبِيحَةً عَلَى جَبَلٍ سَأُرِيهِ لَكَ.”
فبكَّرَ إبراهيمُ في الغدِ وأسرجَ حمارَهُ، ثُمَّ أخذَ اثنينِ مِنْ خَدمِهِ وإسحَاقَ ابنَهُ وحطبًا وسارَ في طريقِهِ إلى المَوضِعِ الّذي دلَّهُ اللهُ علَيه.
وفي اليومِ الثَّالثِ أبصرَ المكانَ مِنْ بَعيدٍ، فقالَ لخادمَيهِ: “انتظِرا هُنا، وأنا والصَّبـيُّ نذهبُ إلى هُناكَ، فنعبُدُ ثم نرجِعُ.”
وسأل إِسْحاقُ ابْرَاهِيمَ أَبِيهِ: “يَا أَبِي، هَا هِيَ النَّارُ وَالْحَطَبُ، وَلَكِنْ أَيْنَ خَرُوفُ الذَّبيحةِ؟”
قَالَ ابْرَاهِيمُ: “اللهُ يُدَبِّرُ يا بُنَيَّ.”
ولمّا وصلا، رتَّبَ ابراهيمُ الحطبَ ووضعَ عليهِ ابنَه إسحاقَ بعدَما ربَطَهُ. وَأخَذَ السِّكِّينَ لِيَذْبَحَه، فجأةً ناداهُ ملاكُ اللهِ منَ السَّماءِ وقالَ: “ابراهيمُ! ابراهيمُ! لَا تُؤْذِ الصَّبِيَّ، وَلَا تَفْعَلْ بِهِ شَيْئًا. الآنَ عَرَفْتُ أنَّكَ تَخَافُنِي، حَتَّى إنَّكَ لَمْ تَمْنَعْ عَنِّي ابْنَكَ الوَحِيدَ.”
إلتفتَ ابراهيمُ، فَرَأى كَبْشًا عَالِقًا مِنْ قَرْنَيهِ بِشُجَيرَةٍ. فَأخَذَ الكَبْشَ، ثُمَّ قَدَّمَهُ ذَبِيحَةً عِوَضًا عَنِ ابْنِهِ.
وَسَمَّى ابْرَاهِيمُ ذَلِكَ المَكَانَ “الله يُدَبِّرُ.”
ثُمَّ نَادَاه مَلَاكُ اللهِ ثَانِيَةً وقَالَ: “لأنَّكَ لم تَبْخَلْ عَلَيَّ بِابْنِكَ الوَحِيدِ، سأبَارِكُكَ وأُعْطِيكَ أحفَادًا بِعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ وَحَبَّاتِ الرَّملِ.
ويَتَبارَكُ في نَسلِكَ جميعُ أُمَمِ الأرضِ، لِأنَّكَ أطَعْتَنِي.”
ثُمَّ رَجَعَ ابْرَاهِيمُ إِلَى خَادِمَيْهِ، وَعَادُوا كُلُّهُمْ من حيثُ جاؤوا.


تبغى تتواصل مع مسيحي؟ تواصل معنا بكل امان الحين.