خدمَ يوئيل كنبيٍّ لبني إسرائيل بعد العودة من السَّبي البابلي حوالي عام 440 قبل الميلاد. ودعا الشَّعب إلى التوبة مُحذِّراً إيَّاهم من الدَّينونة، ومُبشِّراً برحمة الله للخاطئين التائبين منهم.
الخلفية التاريخية
عاد شعب إسرائيل إلى الأرض بعد سَبيٍ دامَ 70 عاماً، لكنَّهم واجهوا تحدِّيات كبيرة في إعادة بناء حياتهم الرُّوحيَّة والاجتماعيَّة، وكانوا يسعون لاستعادة وَلائهم لله وسط صعوبات على جميع الأصعدة.
الرسالة الرئيسية
ركَّز يوئيل في نبوءته على التَّأديب الإلهي من خلال وباء الجراد الذي اجتاح الأرض، والذي رآه رمزاً لدينونة أعظم مقبلة على الشَّعب إن لم يتوبوا عن خطاياهم. ودعاهم إلى التَّوبة والعودة الصَّادقة لله من خلال الصَّوم والصَّلاة. كما بشَّرهم بوعود الخلاص والبركات إذا أطاعوا الله.
أهمية الرسالة
يؤكِّد سِفر يوئيل أنَّ الله عادل في دينونة الخطايا، لكنَّه أيضاً رحيم ومستعد لإظهار نعمته لمن يتوبون بصدق. كما ينبئ يوئيل عن يوم الرَّب العظيم الذي يحمل دينونة للأشرار لكنَّه يقدِّم الخلاص الأبدي للمؤمنين. كانت إحدى أبرز نبوءاته عن انسكاب روح الله على جميع البشر، وهي نبوءة تحقَّق جزء منها في يوم الخمسين (أعمال الرُّسل 2).
النبي المعاصر
كان يوئيل معاصراً للنَّبي ملاخي (حوالي 430 ق.م) الذي ركَّز أيضاً على دعوة الشَّعب للتَّوبة وإصلاح علاقتهم بالله.
ماذا نتعلم من سفر يوئيل؟
يعلِّمنا سِفر يوئيل أهميَّة التَّوبة الصَّادقة والعودة إلى الله في مواجهة التحدِّيات، وكيف يمكن أن تكون الأزمات وسيلة لإيقاظنا روحيّاً ورجوعنا إليه. ويؤكِّد السِّفر على عدل الله ورحمته ورعايته الدَّائمة لشعبه وأمانته في تتميم وعوده. ممَّا يحثُّنا على الثِّقة برحمة الله والعمل على بناء علاقة متينة وسليمة معه.
مقالات مُشابِهة
ما هو سفر القضاة؟
الصلاة في سفر المزامير
سفر حبقوق