Jesus and the disciples

من البديهي أن نتكلّم عن المسيحيّين كونهم يشكّلون أكبر ديانة في العالم، وهذا ما سنفعله في هذا المقال. سوف نرى كيفيّة نشأة المسيحيّين وإلى من ينتسبون وكيف يمكن للإنسان أن يصبح مسيحيّاً.

نشأة التسمية

نشأت تسمية “مسيحيّ” نسبةً إلى المسيح. هذا الرجل الذي عاش في القرن الأوّل الميلادي وأثبت من خلال أعماله وعجائبه وقيامته من الموت أنّه المسيح المُنتظَر، أي المخلّص الوحيد، الذي تنبّأ عنه الأنبياء منذ القديم.

فكما أنّ كلّ من هو من ألمانيا يُدعي ألمانيّ، كذلك الأمر بالنّسبة للمسيح. كلّ من ينتمي للمسيح يُدعى مسيحيّ.

ودُعيَ أتباع المسيح بهذا اللّقب أوّلاً في مدينة أنطاكية:

“فَحَدَثَ أَنَّهُمَا ٱجْتَمَعَا فِي ٱلْكَنِيسَةِ سَنَةً كَامِلَةً وَعَلَّمَا جَمْعًا غَفِيرًا. وَدُعِيَ ٱلتَّلَامِيذُ «مَسِيحِيِّينَ» فِي أَنْطَاكِيَةَ أَوَّلًا.”
ﺍﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺮﺳﻞ 11 :26

church in arabic

كيفية الانتساب إلى المسيح

جاء المسيح إلى العالم مولود من عذراء، متمّماً النّبوءات. كان سبب قدوم المسيح إلى العالم واضح، فهو صرّح أنّه أتى لكي “يطلب ويخلّص كلّ ما قد هلَك”

“لِأَنَّ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ.”
ﻟﻮﻗﺎ 19 :10

ويصرّح الكتاب المقدّس أنّ جميع النّاس هالكين لأنّ جميع النّاس أخطأوا. فالمسيح جاء بخطّة إنقاذ إلهيّة! مات وقام من الموت لكي يضمّ إلى عائلته كلّ من يؤمن به وبفدائه.

الانتماء الوطني أو العائلي غالباً ما يكون منذ الولادة، وغير طوعي ولا اختياري. فالإنسان ينتمي إلى وطن معيّن حسب جنسيّة أهله. والولد ينتمي إلى عائلة معيّنة بحسب العائلة التي ولد فيها. أمّا الانتماء إلى عائلة الله يحدُث فقط من خلال الولادة الجديدة، بحيث يجعل الله الشّخص ولداً من أولاده بالتّبنّي. كلّ من يتوب عن خطاياه ويؤمن بالمسيح، يُصبح اِبناً لله بفضل عمل المسيح.


كلّ من يتوب عن خطاياه ويؤمن بالمسيح، يُصبح اِبناً لله بفضل عمل المسيح.


الانتماء المزيّف

كثيراً ما نرى أشخاصاً محسوبين على شخص معيّن أو بلد معيّن أو حتّى عائلة معيّنة ولكنهم يجلبون العار على من ينتسبون له. وما أكثر هذا الأمر في المسيحيّة!

يُنسَب لقب “مسيحيّ” لكلّ شخص يولد في عائلة مسيحيّة، وذلك بناءً على انتساب بحسب الهويّة. ولكن الهويّة المسيحيّة الحقيقيّة تكمُن في القلب! فالله لا تهمّه المظاهر، ولا يهمّه شخص “مسيحي على الهويّة” ولكنّه يكسر جميع وصايا الله ولم يتُب بعد عن خطاياه ولا يتّكل على المسيح للخلاص.

وهذا الأمر غالباً ما يشكّل أزمة للمسيحيّين الحقيقييّن، أي الذينَ وَلَدهُم الله ثانيةً من خلال إيمانهم بالمسيح وحده، واضعين اتّكالهم عليه للخلاص من دينونة الله على الخطيئة. فيُجبَر هؤلاء الأشخاص الأُمَناء بشرح ما هي المسيحيّة الحقيقيّة للأشخاص من خلفيّات مختلفة، موضّحين لهم أنّ ليس كلّ من له هويّة مسيحيّة هو مسيحي، وبالتّالي مُمثِّل للمسيح.

تمثيل المسيح

فكما يمثّل السّفير الصّيني بلده في الاغتراب، هكذا على المسيحيّين الحقيقيّين أن يُمثِّلوا المسيح. قال الرّب يسوع: “مِن ثِمارهم تَعرفونهم”. وبالتّالي، كلّ من لا يُنتج ثمار، أي أعمال حسَنة تجلب المجد إلى اِسم المسيح، يكون مُمثِّل مزيّف عن المسيح.

ليس مسيحيّاً حقيقيّاً من لا يهمّه سُمعة الرّب يسوع على هذه الأرض. إن رأينا شخصاً يابانيّاً في بلدنا يتصرّف بطريقة لا تليق بنا، سوف نظنّ أنّ جميع اليابانيّين لا يحترمون البلاد الأجنبيّة. بالرّغم من عدم صحّة هذا الظّن، هذا الشّخص جلب العار على بلده. فالأمر مُماثل بالتّمام بالنّسبة إلى المسيح. إذا قام أيّ شخص مسيحيّ بأمرٍ لا يرضى عنه الرّب أمام النّاس، سوف يُفسِد هذا الشّخص سُمعة المسيح في العالم.

الخاتمة

كلّ مؤمن بالمسيح هو مُمثِّل له. ولا يوجد مسيحي حقيقي إلّا الذي اختبر خلاص يسوع المسيح وفداؤه.

“وَأَمَّا كُلُّ ٱلَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلَادَ ٱللهِ، أَيِ ٱلْمُؤْمِنُونَ بِٱسْمِهِ.”
ﻳﻮﺣﻨﺎ 1 :12

فمسؤوليّة المسيحيّ كبيرة جدّاً، لأنّه مُمثِّل لربّ هذا الكون وخالقه، من جاء إلى العالم وعاش حياة مثاليّة، ثمّ مات وقام لكي يحصل كلّ الذين يؤمنون به على حياة أبديّة.

الكاتب: الأخ كمال

Minister & Theologian


مقالات مُشابِهة

لماذا يصلي المسيحيون قبل أن يأكلوا؟
ماهي الأشياء الأساسية التي يؤمن بها المسيحيون؟
كيف وليش يصلوا المسيحيون؟


تبغى تتواصل مع مسيحي؟ تواصل معنا بكل امان الحين.