globe in the sun

إنّه من الخطأ أن نظُنّ أنَّ من لم يسمع بِشارة الإنجيل ولم تسنَح له الفُرصة أن يرفُضها، لن يُدان من الله. ففي هذا المقال سوف نشرح كيف الجميع هم تحت الدَّينونة وأنَّ الحلّ الوحيد هو المسيح.

من أكثر الأسئلة المليئة بالمشاعر التي ممكن للمؤمن المسيحي أن يسمعها: ماذا يحدث للنَّاس الذين لم يسمعوا بالمسيح؟ وبمعنى آخر، من يطرح هذا السُّؤال يقصد: كيف يمكن لله أن يُدين شخص لأنَّهُ لم يؤمن بالمسيح مع أنَّهُ أصلاً لم يسمع به؟

الدينونة على الجميع

فالكتاب المقدَّس يوضِّح حقيقة أنَّ الإنسان بطبيعته خاطئ ولا يفعل غير الشَّر في عَينيّ الله. ومع هذه الحقيقة، فالله لم يترُكنا بدون أيّ رجاء ولكنَّهُ أرسل المسيح كمُخلِّص. وهذه العِبارة الأخيرة، أي إرسال المسيح كمُخلِّص، هي بحَدّ ذاتها نِعمة، أي أمر لا نستحِقّه والله لم يكُن مُلزَماً بأيِّ شكلٍ من الأشكال بأن يقوم بهذا الأمر.

الله المُعلَن

يوضِّح بولُس الرَّسول في الإصحاح الأوَّل من رسالته إلى المؤمنين المسيحيِّين في روما أنَّ وجود الله هو أمر مُحتَّم ومُدرَك من جميع النَّاس وذلك من خلال صفاته التي بيَّنها لنا في الخليقة التي صنَعها.

“فَإِنَّهُ قَدْ أُعْلِنَ غَضَبُ اللهِ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى جَمِيعِ مَا يَفْعَلُهُ النَّاسُ مِنْ عِصْيَانٍ وَإِثْمٍ الَّذِينَ يَحْجُبُونَ الْحَقَّ بِالإِثْمِ. ذَلِكَ لأَنَّ مَا يُعْرَفُ عَنِ اللهِ وَاضِحٌ بَيْنَهُمْ، إِذْ بَيَّنَهُ اللهُ لَهُمْ. فَإِنَّ مَا لَا يُرَى مِنْ أُمُورِ اللهِ، أَيْ قُدْرَتَهُ الأَزَلِيَّةَ وَأُلُوهَتَهُ، ظَاهِرٌ لِلْعِيَانِ مُنْذُ خَلْقِ الْعَالَمِ، إِذْ تُدْرِكُهُ الْعُقُولُ مِنْ خِلالِ الْمَخْلُوقَاتِ. حَتَّى إِنَّ النَّاسَ بَاتُوا بِلا عُذْرٍ. فَمَعَ أَنَّهُمْ عَرَفُوا اللهَ، لَمْ يُمَجِّدُوهُ بِاعْتِبَارِهِ اللهَ، وَلا شَكَرُوهُ، بَلِ انْصَرَفُوا بِتَفْكِيرِهِمْ إِلَى الْحَمَاقَةِ وَصَارَ قَلْبُهُمْ لِغَبَاوَتِهِ مُظْلِماً.” (رسالة بولس إلى أهل روما 18:1-21)

وعِبارة أنَّ النَّاس باتوا بِلا عُذر هي عِبارة مُخيفة لأنَّ الجميع يعلَم بوجود إله وبأنَّ هذا الإله ديَّان وهم مسؤولين أمامه.

hell in arabic

المسيح المخلّص الوحيد

إنَّ المسيح، اِبن الله، نزل من السَّماء آخِذاً جسَد مِثلنا ومات وقام لكي يفتدينا. ولا يوجد خلاص من الدَّينونة إلَّا بالمسيح المُخلِّص. ولكن هذا الأمر لا يعني أنَّ الله مُلزَم بإعطاء رسالة الخلاص للجميع، فهذا الأمر ينفي تعريف النِّعمة، ألا وهي أنَّها مجَّانيَّة وغير مَشروطة وغير مُستحَقَّة. فلحظة التي نتكلَّم فيها عن أنَّ الله مُلزَم بإعطاء الخلاص، نحن لا نتكلَّم عن نِعمة فيما بعد.

فالله بحسب غِنى رحمته أرسل المسيح، وبحسب مَسرَّته يُرسل المؤمنين به إلى العالَم ليُبشِّروا. فهو أمَر المؤمنين أن يذهبوا إلى العالَم أجمَع ويَكرِزوا بإنجيل الخلاص ولكن من المُهمّ أن نُدرك أنَّ حتَّى سَماع رسالة الإنجيل هو نِعمة من الله. فالشَّخص الذي لم يسمع عن يسوع قَطّ هو مُدان أساساً! وطريقه الوحيد إلى الخلاص هو المسيح.


حتَّى سَماع رسالة الإنجيل هو نِعمة من الله


قصة

أحياناً يعتقد البعض أنَّهُ أفضل أن لا يُخبِروا النَّاس عن المسيح لأنَّهُم سوف يُدانوا إن رَفضوه، ولكن حقيقة الأمر هي أنَّهُم مُدانين أصلاً بسبب خطيَّتهم التي تُعتبَر تَمرُّد على الله. “جيم إليوت” لم يكُن يمتلك هذا التَّفكير وكان عالِماً أنَّ قبيلة الأوكا، التي لم يتمّ التَّخاطُب معها من العالَم الخارِجي قطّ، أي لم تسمع بالمسيح أبداً، سوف تذهب بأكملها إلى جهنَّم لأنَّ سُكَّانها خُطاة. ومع هذا اليَقين بقلبه، ذهبَ جيم إليوت وأربَعة من رفاقه إلى أدغال البيرو وزاروا هذه القَبيلة وشارَكوا معهم رسالة الخلاص المجَّاني بالمسيح. رُغم أنَّ الشُّبَّان الخمسة استشهدوا لأجل تلك الرِّسالة، إلَّا أنَّ الله استخدم بِشارَتهم وخلَّص عدد هائل من تلك القبيلة بفضل نِعمته!

الخاتمة

إنَّ جميع النَّاس ذاهبين إلى الجحيم! وهذه حقيقة مُرّة وصعبة على المؤمن أن يسمعها وأن يعرف أنَّ من حوله في خطَر. ولكن علينا ألَّا نَغُشّ أنفُسنا ونظُنّ أنَّ هؤلاء النَّاس ليسوا بأيّ خطَر لأنَّهُم لم يسمعوا بيسوع، فهُم تحت الدَّينونة وغضَب الله. شارِك بِشارة الإنجيل أيُّها المؤمن، والمسيح الكُلِّيّ النِّعمة يُعطي الحياة لمن يشاء!

الكاتب: الأخ كمال

Minister & Theologian


مقالات مُشابِهة

مؤمن بالمسيح وفي بلد لا يدين بالمسيحية؟ كيف تسوي!!!
صلاة التشبه بالمسيح
من هو بولس الرسول؟


تبغى تتواصل مع مسيحي؟ تواصل معنا بكل امان الحين.