shepherd and sheep by a spring

لذَّات هذا العالَم الزَّائِل تُشبِه ساقِيَة مياه غير صالِحة للشُّرب، في حين أنَّ النَّبع الحقيقي يكمُن في معرفة الله.

انتقلَ مُحسِن الرَّاعي إلى البرِّيَّة لكي يَرعى قطيعهُ كعادتهِ كلَّ يوم، وجلسَ على صخرةٍ عالِية يُراقب القَطيع ويعزِف على النَّاي ألحاناً شَجِيَّة يمتزِج صوتها مع زقزقة العصافير وحَفيف أوراق الشَّجر وخَرير المِياه المُتدفِّقة من النَّبع القريب، فتُشبِه في تناغُمِها لحنَ الحياة والوُجود وكأنَّ الطَّبيعة تُسبِّح خالِقها.

هذا المشهَد اجتذبَ شابّاً تائِها عَطِشاً، وما إن رأى السَّاقِية التي تشرب منها الأغنام حتَّى ركضَ وانحنى إلى البِركة ليَروي عَطشهُ منها، فنزلَ مُحسِن واقتربَ من الشَّاب وقالَ لهُ: ما بالُكَ تروي عطشكَ من هذه البِركة الصَّغيرة الغير صالِحة للشُّرب في حين أنَّ النَّبع المُتدفِّق لا يبعُد عنكَ سِوى دقائق قليلة، فالتَفتَ رئيف وهو غريبٌ عن المِنطقة وقالَ مُتسائِلاً: حقّاً، هل يوجد نبعٌ هُنا؟ فاقتادهُ الرَّاعي إلى النَّبع وقالَ لهُ هيَّا اِشرَب كما شِئت واروِ عطشك.

دلالة القصة

هذا الرَّاعي كان يعرِف مَكان النَّبع، وقد اختبرهُ من قَبل ورَوى عطشهُ منه، ونحنُ يجب أن نكون كهذا الرَّاعي الذي يتمتَّع بعطِيَّة الله ويُريد أن يُشارِكها مع الآخرين، فمعرفتنا بالإله الحقيقي الذي هو ينبوع المياه الحيَّة التي تروي كل عَطشان، هي أمر يجب أن نُشارِكهُ مع جميع النَّاس لكي نَقودهُم بذلك للنَّبع الحقيقي.

وهذا الشَّاب الغريب حالهُ يُشبِه اليوم حال الكثير من النَّاس الذين أضاعوا النَّبع الحقيقي مُحاوِلين أن يَرووا ظَمأهم من ساقِية قد لا تكون صالِحة للشُّرب.

لذلك يجب أن تكون حياتنا شَهادة للرَّب وتسبيحة حيَّة تجتذِب النُّفوس من حولِنا، وحينَ يُلاحظونَ السَّلام الرُّوحي والتَّناغُم الذي نَحياه يجب أن نُرشِدهم لنَبع المياه الحيَّة التي تروي كُل عِطاش الأرض الذينَ عبَثاً يشربونَ من سَواقي المُتعة في هذا العالَم ولا يرتَوون، فقبلَ أن ألتَقي بالرَّب يسوع لم أذُق الشِّبَع الرُّوحي يوماً ومهما حاوَلتُ أن أشربَ من غيرهِ لم أكُن لأرتَوي.

“قَدِ ارْتَكَبَ شَعْبِي شَرَّيْنِ: نَبَذُونِي أَنَا يَنْبُوعَ الْحَيَاةِ، وَحَفَرُوا لأَنْفُسِهِمْ آبَاراً مُشَقَّقَةً لاَ تَضْبُطُ مَاءً.” (سِفر إرميا 13:2)


مقالات مُشابِهة

الأم الثكلى
ما يزرعه الإنسان إياه يحصد
قصة سارة


تبغى تتواصل مع مسيحي؟ تواصل معنا بكل امان الحين.