السلطات الدينية في المعبد تتحدث معا

لقد تناولنا في مقال سابق موضوع الشك، وكيف أن الشك ليس خطيّة ولا كفر كما يدعي البعض بل أحيانًا يكون الشك هو أول خطوة على طريق معرفة الحقيقة. وبالرغم من أن الشك غير مريح إلا أنه ضروري كأول خطوة على طريق الاقتناع الحقيقيّ ورفض المُسلمات، فالشك مؤلم. فهل يوجد حل للشك؟

إن الشك في حد ذاته ليس مشكلة، وليس خطيّة؛ لكن المشكلة هو كيف نتعامل مع الشك. فالشك يقودنا إلى رفض الأمور غير الحقيقيّة وغير المُقنعة لكنه أيضًا يفتح عيوننا على الحقيقية وعلى الأمور المقبولة عقليًا. فكيف نتخطى مرحلة الشك؟ هل يوجد حل؟ هل ممكن أن يرتاح عقلنا وقلبنا معًا للحقيقة أم أن الحقيقة غير مُقنعه؟

إن الإيمان الذي لا يتحمل الأسئلة والشك هو إيمان هش وغير صادق ولا تستطيع أن تبني حياتك عليه. لكن الإيمان الحقيقي لديه إجابات بل الإله الحقيقي يدعونا لأن نُعمل عقولنا ونسأل. لذلك يدعونا الله في الكتاب المقدس إلى أن نسأل فيقول إرميا 33:3 “اُدْعُنِي فَأُجِيبَكَ وَأُخْبِرَكَ بِعَظَائِمَ وَعَوَائِصَ لَمْ تَعْرِفْهَا.” فالله لا يخاف من أسئلتنا لكن أعطنا العقل لنبحث به عن الحقيقة.

فكل ما تحتاجه هو أولًا أن تطلب الله ليجيبك. فيقول في مزمور 15:50 : “وادعني في يوم الضيق أنقذك فتمجدني” إذا طلبت من الله أن يجيبك فسيجيبك. ثانيًا حاول أن تعتمد على نقطة مرجعيّة أساسيّة ثابته مثل الكتاب المقدس. ثالثًا اجتهد أن تطرح أسئلتك على المتخصصين. حاول أن تناقش أصدقائك أو مرشديك. وإذا بذلت الجهد واتصلت بنقاط مرجعيّة صحيحة ستجد على الأقل الإجابة على أهم أسئلتك.

لا تفعل كما يفعل بعض الكسالى إذ يجدوا أنفسهم يشكون، فيرمون بكل القضية ويريحون عقولهم ويستسلمون للمعتاد والمألوف. ولا تفعل كما يفعل آخرون عندما يعممون المشكلة ويدّعون أنه لا يوجد إجابات لأسئلتهم. بل إن الإجابات موجودة لمن يبحثون عنها. والاجتهاد فضيلة فلا تفقده من حياتك.

الكاتبة: لمياء نور

Masters of Arts in Theology, ETSC


مقالات مُشابِهة

هل الشك في الأفكار الإيمانيّة خطيّة؟
هل الإيمان ضد المنطق؟
الحرب الروحية


تبغى تتواصل مع مسيحي؟ تواصل معنا بكل امان الحين.