open book with light shining in the middle

سفر التكوين، الإصحاح الثاني

وَأَمَرَ الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ قَائِلا: “كُلْ مَا تَشَاءُ مِنْ جَمِيعِ أَشْجَارِ الْجَنَّةِ، وَلَكِنْ إِيَّاكَ أَنْ تَأْكُلَ مِنْ شَجَرَةِ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ لأَنَّكَ حِينَ تَأْكُلُ مِنْهَا حَتْماً تَمُوت”
تكوين 17 – 16: 2

بالرغم من أن الرب أنذر آدم قائلا: إِيَّاكَ أَنْ تَأْكُلَ مِنْ شَجَرَةِ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ لأَنَّكَ حِينَ تَأْكُلُ مِنْهَا حَتْماً تَمُوت، إلا أن آدم لم يطع الرب. لقد سمع آدم كلمات الرب ووصية الرب، لكن لم يعش هذه الكلمات. ونحن في هذه الأيام أعطانا الله كلمته في الإنجيل.

هل نعيش كلمات الله؟!

هل نعيش كلمات الإنجيل فعلًا؟! أم إننا ندع كلمات العالم هي التي تعيش في داخلنا؟! هل ندع طريقة تفكير العالم تحكمنا؟! هل نطلق مُسميّات وكلمات لا يصح أن يستخدمها أبناء الله؟!

لقد أرسل الله كلمته لنا لأنه يريدنا أن نعيش كلمته حيث مكتوب:

سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلامُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي.
مزمور 105: 119

إذا أردنا أن نعيش في النور، لابد أن نعيش كلمة الله. ليس فقط نحفظها أو نقرأها، لكن نحيّا هذه الكلمة. وتكون هذه الكلمة حيّة فينا. بمعنى أن أفعالنا اليوميّة تكون فعلًا على حسب كلمة الله. الله منحنا كلماته، التي هي أنفاس الله.

أنفاس الله في كلماته… قبلات الله في كلماته… محبة الله في كلماته

سمع آدم كلمات الله، لكن لم يعش كلمات الله. هل نحن نفعل هكذا كما فعل آدم؟ هل نفحص ضمائرنا كل يوم ونسأل أنفسنا ما الذي عشناه اليوم من كلمات الله؟ وما الذي لم نعشه اليوم ونحتاج أن نعيشه في اليوم التالي؟!

عش كلمة الله لتحيّا. كلمة الله هي الحياة. أي شيء آخر دون كلمة الله هو موت. قال الله لآدم “حتما تموت” إذا لم تعيش كلمة الله. حتمًا سيموت آدم إذا سمع لكلمة إبليس.

جهزَ الله حياة جميلة للإنسان

عش كلمات الله وأرفض كلمات العالم، أرفض شهوات العالم، أو نظرات العالم، أو أي شيء من العالم، وعش فقط كلمات الله. وإذا تحدث إليك العالم رد عليه بالمكتوب في كلمات الله، لكي تحيّا الحياة الجميلة التي أرادها لك الله. فالله جهز لآدم حياة جميلة حيث مكتوب:

ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: «لَيْسَ جَيِّداً أَنْ يَبْقَى آدَمُ وَحِيداً. سَأَصْنَعُ لَهُ مُعِيناً مُشَابِهاً لَهُ».
تكوين 18:2

ما كل هذا الجمال! ما كل هذا الحب العظيم!

خلق الله حواء من ضلع آدم، لماذا؟

خلق الله حواء من ضلع آدم لكي تكون العلاقة بينهم علاقة عهد.

في كثير من المُجتمعات عندما يقيم شخص عهد مع شخص آخر، لابد أن يتصافحوا بالأيدي أو يتعانقوا لكي يعلنوا أنهم مُرتبطين معًا بهذا العهد. الله فعل ذلك منذ زمان بعيد. أخذ الله ضلع من آدم وخلق منه حواء، لكي يكون بينهم عهد أبديّ فلا ينفصلوا عن بعض مرة أخرى، ولا يمكن أن ينفصلوا أبدًا أيًّا كانت الأسباب لأن العهد لا يُكسر. لذلك عندما نقيم مراسم الزفاف بين عروسين لابد أن يضعوا أيديهم بأيدي بعض ويقيموا عهد، والعهد لا يُكسر.

هل نعيش هذا العهد فعلًا؟

أيضًا الله والإنسان في علاقة عهديّة فلا يجب أن ننفصل عن هذا العهد مع الله. فالخطية هي الانفصال عن الله.

هل فكْرَنَا دومًا بيكون في الله؟ّ!

هل كلمات الله هي الكلمات التي دائمًا تتردد على فمنا؟

هل كل خطواتنا نفعلها على حسب كلمة الله؟

قبل الخطية، قال الله لآدم أن يُسَمِي كل الطيور والحيوانات بأسمائها. وآدم سَمَى كُلَ شيء.

ما كُلْ هذا الذكاء؟

ما كُلْ هذه الاستنارة؟

أما الخطيّة فهي تعمي العيون.

فالخطية تُظلم الفكر، وتُعمي القلب عن المعرفة الحقيقيّة. لذلك يجب علينا أن نعيش حياة إنسانيّة حقيقيّة كما أرادها الله. وألا ندع الخطيّة تشوهنَّا. فنعيش حياتنا مع الله بكلمته. فنعيش كلمة الله وتكون كلمة الله حيّة في قلوبنا. فالله خلقك في العالم من أجل رسالة تؤديها في الحياة.

هل عرفت رسالتك في الحياة؟

هل صليت وعرفت رسالتك في الحياة؟

هل بدأت تعيش رسالتك حسب كلمة الله؟

أنت غالي جدًا على قلب الله، لذلك من المهم أن تعيش مشيئة الله على الأرض.

يااه.. اسمع صوت الله.. اسمع كلمته.. سيملئ الفرح قلبك، ستجد نفسك في شعور لا يُوصف. ستختبر حياة السماء وأنت على الأرض حيث قال المسيح:

وَإِذْ سَأَلَهُ الْفَرِّيسِيُّونَ: «مَتَى يَأْتِي مَلَكُوتُ اللهِ؟» أَجَابَهُمْ قَائِلاً: «إِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ لَا يَأْتِي بِعَلامَةٍ مَنْظُورَةٍ. وَلا يُقَالُ: هَا هُوَ هُنَا، أَوْ: هَا هُوَ هُنَاكَ! فَهَا إِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ فِي دَاخِلِكُمْ!»
إنجيل لوقا 21-20: 17

وأيضًا:

افْرَحُوا فِي الرَّبِّ دَائِماً، وَأَقُولُ أَيْضاً: افْرَحُوا.
الرسالة إلى أهل فيلبي 4: 4

أنت مخلوق على صورة الله….

أنت نفخة من الله….

أنت مدعو لتعيش كلمات الله….

أنت مدعو لتكون نور…. حيث مكتوب:

أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ
إنجيل متى 14:5

ياااه ما كُلْ هذه الجواهر التي أعطاها لنا الله.. ما كُلْ هذا الجمال.. وهذه الروعة أنك تعيش بهذه الكيفيّة!

إنه شعور لا يُوصف عندما يدخل قلبك صوت الله. شعور لا يُوصف من الفرح والسعادة والسلام و من الجمال فعلًا..

تشعر إنك أنت فعلًا ابن الله، تسير مع الله….أنت الابن المدلل .. الذي يسير معك الله ويرعاك ويحميك.

يااه.. ياااه على المحبة الرائعة!

اجعل قلوبنا يارب تمتلئ باشتياق قلبك، كل ما أنت مُشتاق أن يكون عليه الإنسان.

تعالى يارب غيّرنا إلى تلك الصورة عيّنها، وأجعلنا نكون على حسب اشتياق قلبك، اشتياقك فينا. فتنظر وتقول هذا هو الإنسان الذي اشتهيته أن يكون، هذا هو الإنسان الذي خلقته. فبقوتك وسلطانك وعملك يارب في حياتنا وفي حياة كل شخص باسم يسوع المسيح. غيرنا. امين

الرب يبارك حياتكم ويحفظكم 

الكاتب: هبة تسبيح

Intercessory Prayer Leader

مقالات مُشابِهة

كيف نعيش حياة حقيقية؟
عندما تبتسم الحياة
ايش خطة الرب لحياة المؤمنين؟
الأساسيات في المسيحية


تبغى تتواصل مع مسيحي؟ تواصل معنا بكل امان الحين.