سنتحدَّث في هذا المقال عن موقع عَدْن الجُغرافي وأهميَّة هذا المكان. كما سنرى أهميَّة ما حدث في هذا المكان بالنِّسبة للجِنس البشَري.
هو أحَد أهمّ الأماكن الجغرافيَّة في الكتاب المقدَّس لأجل أهميَّتهِ اللَّاهوتيَّة. ففي عَدن، أوَّل رَجُل وامرَأة في التَّاريخ البشَري، اقتَرفا أوَّل خطيَّة في التَّاريخ البشَري بحيث قاما بعِصيان الله الخالِق! وجرَّاء ذلك الحدَث، طُرِدَ آدَم وامرَأته حوَّاء من عَدن وسادَت الخطيَّة على كلّ الأرض وعلى كلّ ساكِنيها.
موقع عدن
بعدَ أن خَلق الله البشَر، وضعهُم في هذا المكان ليهتمُّوا به. ائتَمنَ الرَّب آدَم وامرأتهُ على هذا المكان وأوصاهُما بألَّا يأكُلا من شَجرةٍ واحِدة مُحدَّدة، ولكنَّهُما لم يُطيعاه.
أمَّا بالنِّسبة للمكان، تصِف الآية العاشِرة من الإصحاح الثَّاني من سِفر التَّكوين التَّالي:
(تكوين 10:2) “وَكَانَ نَهْرٌ يَجْرِي فِي عَدْنٍ لِيَسْقِيَ الْجَنَّةَ، وَمَا يَلْبَثُ أَنْ يَنْقَسِمَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى أَرْبَعَةِ أَنْهارٍ”
فيظهر المكان وكأنَّهُ في وَسط أربعَة أنهُر. ويصعب بالتَّالي تحديد موقِع عَدن الجُغرافي بسبَب عدَم معرفَة اثنانِ من الأنهُر الأربعة المذكورة.
أوّل نَهر اسمهُ فيشون (الآية 11)
ثاني نَهر اسمهُ جيحون (الآية 13)
ثالث نَهر اسمهُ حِدَّاقِل (الآية 14)
رابع نَهر، وأشهرهُم، اسمهُ الفُرات (الآية 14)
وبسبب عدَم معرفة مكان فيشون وجيحون، يتوجَّه المُفسِّرون نحو تحديد مكان عَدن في شَرق فلسطين وشَمال الخليج الفارِسي، وذلك بسبَب ذِكر نهرَي الفُرات وحِدَّاقِل. ومع ذلك تكون عَدن في جنوب ما نعرفهُ بالعِراق اليوم، وذلك تَصديقاً للمناخ الدَّافئ الَّذي نستنتجهُ من الكتاب المقدَّس، بسبَب وجود الأشجار 1الكثيرة وكميَّة المياه الكبيرة. كما نُلاحظ ذِكر أوراق التِّين وعدَم وجود مَلابس لآدَم وحوَّاء (تكوين 7:3)
العودة إلى عدن
وبعدَ إخراج آدَم وحوَّاء من عَدن وإعلان اللَّعنة على الجِنس البشَري والأرض كُلّها، نحن نعيش اليوم في ظِلّ خطيئَة عَدن. فالخَطيئة تَسود على الجميع الآن بسبَب ما حدثَ في عَدن. ولكنَّ الله في مُخطَّطهِ الإلهي العظيم، خطَّطَ للفِداء عالِماً أنَّ السُّقوط سوف يحدُث ووَعدَ بالفِداء فَوراً بعد السُّقوط:
(تكوين 15:3) “وَأُثِيرُ عَدَاوَةً دَائِمَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَكَذَلِكَ بَيْنَ نَسْلَيْكُمَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ وَأَنْتِ تَلْدَغِينَ عَقِبَهُ.”
فالله وَعدَ بالمُخَلِّص من نَسل المَرأة، أي يسوع المسيح، الذي وُلِدَ من امرأة دونَ رَجُل وعاشَ حياةً كامِلةً، مليئةً بالطَّاعة، مُبطِلاً ما فعلهُ آدَم ومُتمِّماً ما لم يقدر أن يفعلهُ آدَم. ماتَ المسيح ومن ثمَّ قامَ لأجل تَبرير كلّ من يؤمن بهذا الفِداء. وهذه هي الطَّريقة الوَحيدة للعَودة إلى “عَدن” أو ما ترمز إليهِ عَدن، أي السَّماء.
مُبطِلاً ما فعلهُ آدَم ومُتمِّماً ما لم يقدر أن يفعلهُ آدَم
الخاتمة
لعنَ الله الجِنس البشَري كلّهُ بسبَب ما حدثَ في عَدن. فبالرَّغم من عدَم مَعرفَتنا لمكان الجنَّة المُحدَّد، لكن لا تزال أهميَّتهِ اللَّاهوتيَّة خصوصاً فيما يتعلَّق بتاريخ الفِداء هو أمر فائِق الأهميَّة. والآن كلّ من يؤمن بالمسيح، الَّذي وَعدَ الله فيه منذُ خطيئَة عَدن، يحصُل على حياة أبديَّة مع الله، وبالتَّالي يحصُل على ما هو أفضَل من عَدن بمئَة ضِعف!
الكاتب: الأخ كمال
Minister & Theologian
- Zondervan NIV Atlas of the Bible. Carl G. Rasmussen.
مقالات مُشابِهة
هل السماء لها أوقات تفتح فيها؟
آيات عن السماء
الدخول إلى مملكة السماء