ما الدّليلُ على أنَّ وِلادةَ يسوعَ العذروية لم تكنْ صُدفَةً؟
حسبَ هذهِ القصَّةِ، منْ كانَ المَولودُ الجديدُ؟ وما كانَتْ إرساليَّتُهُ؟
الآنَ حَلَّ الزَّمَنُ الّذي تتَحقَّقُ فيه النّبوّاتُ الّتي قيلتْ على لسانِ الأنبياءِ.
كما قالَ النّبيُّ إشعياءُ: “سَنُعْطَى ابنًا يوَطِّدُ عرشَ داودَ، ويُدعَى رئيسَ السَّلامِ وإِلهًا قديرًا. مُلكُهُ يدومُ وَسَلامُهُ يَسودُ عَلَيْنا.“
ولمّا كانَ شعبُ الرَّبِّ تحتَ حُكْمِ الرّومانِ، أرسلَ الرَّبُّ الملاكَ جبرائيلَ إلى مدينةِ النّاصِرَةِ، إلى فتاةٍ تُدعى مريم، مخطوبةً لرجلٍ منْ نسلِ داودَ، اسمُهُ يوسُفَ.
قالَ الملاكُ لمريمَ: “السّلامُ عليكِ أيَّتُها المُنعَمُ علَيها، مُبَارَكَةٌ أَنْتِ بَيْنَ ٱلنِّسَاءِ.”
فاضطرَبَتْ مَريَمُ لِكلامِ المَلاكِ وَقالَتْ في نَفسِها: “ما مَعنى هذِهِ التّحيةِ؟”
فقالَ لها الملاكُ: “لَا تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، فقَدْ نِلْتِ نِعْمَةً منَ ٱللهِ. وهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ٱبْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. سيَكونُ عَظيمًا، وَلَنْ يَكُونَ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ.”
فقالتْ لهُ مريمُ: “كَيْفَ يُمْكِنُ هَذَا وَأَنَا عَذْرَاءُ؟”
فأجابَها الملاكُ: “الرّوحُ القُدْسُ يَحِلُّ علَيكِ، لذلِكَ فالقدّوسُ الّذي يولَدُ مِنكِ يُدعى ابْنَ اللهِ.”
عِنْدَها قالَتْ مَريَمُ: “ها أنا آمَة الرَّبِّ: ليكُنْ لي بِحسَبِ قولِكَ.”
ومَضى مِنْ عِندِها المَلاكُ. فصارَ كلُّ ما قيلَ لها منْ قِبَلِ الرَّبِّ.
ولمّا عَرَفَ خطيبُ مريمَ أنّها حُبلى، قرَّرَ أنْ يترُكَها في السِّرِّ. لكنَّ مَلَاكَ ٱلرَّبِّ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلُمٍ قَائِلًا: “يَا يُوسُفُ ٱبْنَ دَاوُدَ، لَا تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَةً لكَ. فَهيَ حُبْلى مِنَ الرّوحِ القُدْسِ. وسَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو ٱسْمَهُ يَسُوعَ. لِأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ.”
ولمّا فَهِمَ يوسُفُ أنَّ كلَّ هذا هوَ منَ الرَّبِّ، أطاعَهُ وقبِلَ كلامَهُ.
ولمّا تَمَّتْ أيّامُها لِتَلِدَ، كانَ يوسُفُ ومريمُ في زيارةٍ إلى بيتَ لحم، بِلادُ أجدادِ يوسُفَ، ومدينةُ داودَ وذرِّيَّتِهِ.
ولمْ يَجِدا مكانًا للمبيتِ في بيتَ لحمٍ كُلِّها، لِيَقضِيا اللَّيلةَ في اسْطَبْلٍ، فَوَلَدَتِ ابْنَهَا ٱلْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَوَضَعَتْهُ فِي مِذْوَدٍ.