picture underwater with rocks

من هم الأشخاص المسموح لهم بأن يُعمدوا اخرين؟

إذا كنت قد بدأت رحلة التغيّير مع المسيح، وبدأت تأخذ خطوات عمليّة في إتباع المسيح، قد تتساءل: من يجب أن يعمدني؟ عندما ندرس وصيّة المسيح بخصوص المعموديّة في متى 28 نجد أن المسيح يوجه وصيّة المعموديّة الى التلاميذ حيث مكتوب:

وَأَمَّا التَّلامِيذُ الأَحَدَ عَشَرَ، فَذَهَبُوا إِلَى مِنْطَقَةِ الْجَلِيلِ، إِلَى الْجَبَلِ الَّذِي عَيَّنَهُ لَهُمْ يَسُوعُ. فَلَمَّا رَأَوْهُ، سَجَدُوا لَهُ. وَلَكِنَّ بَعْضَهُمْ شَكُّوا، فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً: «دُفِعَ إِليَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ. فَاذْهَبُوا إِذَنْ، وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ، وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ
إنجيل متى 28: 16- 19

ومن هم تلاميذ المسيح اليوم؟ إن تلاميذ المسيح هم من آمنوا بالمسيح واتبعوه من كل قلوبهم وفكرهم وكيانهم، وحياتهم تغيرت، وأصبحوا مسيحيين أتقيّاء يشاركون بشارة الخلاص السارة. فعندما نُمعن النظر في المعموديّات التي ذُكرت في الكتاب نجد أن أي شخص مُؤمن بالمسيح يمكنه أن يُعمد. ويظهر ذلك يوضوح في كنيسة كورنثوس عندما أرسل لهم بُولس الرسول بالوحي المقدس يُوضح ان أي شخص عمدكم هو عمدكم على اسم المسيح، وليس اسمه. فالمهم هو اسم المسيح، فيظهر في هذه الآيات أن أي شخص في الكنيسة الأولى كان يُعمد لكن الأهم أن يعمد على اسم المسيح حيث يقول:

فَقَدْ بَلَغَنِي عَنْكُمْ، يَا إِخْوَتِي، عَلَى لِسَانِ عَائِلَةِ خُلُوِي، أَنَّ بَيْنَكُمْ خِلافَاتٍ. أَعْنِي أَنَّ وَاحِداً مِنْكُمْ يَقُولُ: «أَنَا مَعَ بُولُسَ» وَآخَرُ: «أَنَا مَعَ أَبُلُّوسَ»، وَآخَرُ: «أَنَا مَعَ بُطْرُسَ»، وَآخَرُ: «أَنَا مَعَ الْمَسِيحِ». فَهَلْ تَجَزَّأَ الْمَسِيحُ؟ أَمْ أَنَّ بُولُسَ صُلِبَ لأَجْلِكُمْ، أَوْ بِاسْمِ بُولُسَ تَعَمَّدْتُمْ؟ أَشْكُرُ اللهَ لأَنِّي لَمْ أُعَمِّدْ مِنْكُمْ أَحَداً غَيْرَ كِرِيسْبُسَ وَغَايُوسَ، حَتَّى لَا يَقُولَ أَحَدٌ إِنَّكُمْ بِاسْمِي تَعَمَّدْتُمْ. وَمَعَ أَنِّي عَمَّدْتُ أَيْضاً عَائِلَةَ اسْتِفَانَاسَ، فَلا أَذْكُرُ أَنِّي عَمَّدْتُ أَحَداً غَيْرَهُمْ.
الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس 1: 11- 16

فواضح أن أي شخص مؤمن في الكنيسة الأولى كان يُعمد. وتمتلئ صفحات الكتاب المُقدس بالتعليم القائل بأن كل المؤمنين في كل مكان متساويين أمام الله، ولهم نفس الدعوة في الاتحاد بالمسيح، وأنهم سفراء عن المسيح حيث مكتوب:

وَكُلُّ شَيْءٍ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ الَّذِي صَالَحَنَا مَعَ نَفْسِهِ بِالْمَسِيحِ، ثُمَّ سَلَّمَنَا خِدْمَةَ هَذِهِ الْمُصَالَحَةِ. ذَلِكَ أَنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحاً الْعَالَمَ مَعَ نَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ عَلَيْهِمْ خَطَايَاهُمْ، وَقَدْ وَضَعَ بَيْنَ أَيْدِينَا رِسَالَةَ هَذِهِ الْمُصَالَحَةِ. فَنَحْنُ إِذَنْ سُفَرَاءُ الْمَسِيحِ، وَكَأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِنَا نُنَادِي عَنِ الْمَسِيحِ: «تَصَالَحُوا مَعَ اللهِ!»
الرسالة الثانية إلي أهل كورنثوس 5: 18 – 20

ففي الآية السابقة يتحدث الوحيّ المُقدس على لسان بُولس الرسُول أن الله سلّمنا خدمة المُصالحة، أي أن نُبشر بالإنجيل، وفي رسالة تيموثاوس الثانية يُكمل فيقول أن كُلنا مدعويين لذلك فيوصي تيموثاوس أن يُعلم آخرين، وهؤلاء الآخرين يعلموا آخرين ليصيروا مؤمنين دون أن يحدد قيد أو شرط سوى أنهم تعلموا وصاروا تلاميذ جديرين بالثقة حيث يقول:

وَأَنْتَ يَا وَلَدِي، فَكُنْ قَوِيًّا فِي النِّعْمَةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. وَالتَّعَالِيمُ الَّتِي سَمِعْتَهَا مِنِّي بِحُضُورِ شُهُودٍ عَدِيدِينَ، أَوْدِعْهَا أَمَانَةً بَيْنَ أَيْدِي أُنَاسٍ جَدِيرِينَ بِالثِّقَةِ، يَكُونُونَ قَادِرِينَ عَلَى تَعْلِيمِ الآخَرِينَ.
الرسالة الثانية إلى تيموثاوس 2: 1-2

فكلنا كمؤنين بالمسيح مدعويين أن نُعلم الآخرين عن حقيقة خلاص المسيح، وبالتالي معموديتهم. فهذا التعليم يملئ صفحات الإنجيل عن أن كل المؤمنين بالمسيح أيًّا كانت وظائف هم تلاميذ وكهنة وملوك لله ومدعويين لأن يعلموا آخرين. حيث مكتوب:

وَأَمَّا أَنْتُمْ، فَإِنَّكُمْ تُشَكِّلُونَ جمَاعَةَ كَهَنَةٍ مُلُوكِيَّةً، وَسُلالَةً اخْتَارَهَا اللهُ، وَأُمَّةً كَرَّسَهَا لِنَفْسِهِ، وَشَعْباً امْتَلَكَهُ. وَذَلِكَ لِكَيْ تُخْبِرُوا بِفَضَائِلِ الرَّبِّ، الَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ الظَّلامِ إِلَى نُورِهِ الْعَجِيبِ!
رسالة بطرس الرسول الأولى 2: 9

فيمكننا القول أن أي شخص تلميذ تقيّ يتبع المسيح يُمكنه أن يٌعمد آخرين. وبالتأكيد أنت لديك مُرشد روحيّ يُتلمذك ويُعلمك ويدرس معك الإنجيل، فهذا الشخص يُمكنه أن يُعمدك أيضًا. والعامل في المعموديّة هو الله لأنك ستعتمد على اسم المسيح. فليس المهم الأشخاص البشر الذين يقومون بالمعموديّة لكن الأهم هو توجه قلبك ورغبتك في الاتحاد بالمسيح أكثر. وبصورة عامة في رحلة حياتك الروحيّة ثبت نظرك على المسيح وليس على أشخاص بشر.

الكاتبة: لمياء نور

Masters of Arts in Theology, ETSC


مقالات مُشابِهة

متى يجب أن أتعمد؟
ماهي بركات المعموديّة؟
ماهي شروط المعموديّة؟
ماهي المعموديّة؟


تبغى تتواصل مع مسيحي؟ تواصل معنا بكل امان الحين.