under dark blue water

إن طاعة وصايا الإنجيل هي إحدى العلامات على تجديد الإنسان، وأنه صار تلميذ للمسيح، صار يسير على خطوات المسيح. وكما نقرأ في الإنجيل أن المعموديّة هي إحدى وصايا المسيح، حيث قال:

فَاذْهَبُوا إِذَنْ، وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ، وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ؛ وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَعْمَلُوا بِكُلِّ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْتِهَاءِ الزَّمَانِ!
إنجيل متى 28: 19- 20

فالمعموديّة وصيّة، فهي ليست شئ اختياريّ، ولكنها وصيّة وإلتزام؛ لكن متى يمكن للإنسان أن يتعمد؟ أو بطريقة أخرى كيف يعرف الإنسان بأنه مُستعد لهذه الخطوة؟ إن المعموديّة ليست مُجرد خطوة تتخذها عندما تتبع المسيح، ولكن لها استعدادات.

أولها هل انت مٌقتنع ومٌؤمن بأن المسيح هو الله الذي ظهر في العالم لينقذك من حياة الخطيّة عن طريق صلب وقيامة المسيح؟ لأن المعمودية جزء من أهميتها أنها إعلان عن إيمان الشخص أنه مؤمن بهذه الحقيقة؟ حيث مكتوب

أَمْ يَخْفَى عَلَيْكُمْ أَنَّنَا جَمِيعاً، نَحْنُ الَّذِينَ تَعَمَّدْنَا اتِّحَاداً بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ، قَدْ تَعَمَّدْنَا اتِّحَاداً بِمَوْتِهِ؟ وَبِسَبَبِ ذلِكَ دُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ بِمَجْدِ الآبِ، كَذلِكَ نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضاً فِي حَيَاةٍ جَدِيدَةٍ.
الرسالة إلى أهل رومية 6: 3- 4

ثانيّا هل قدمت توبة عن حياتك السابقة؟ وكلمة توبة هنا ليس معناها تذكر الخطايا السابقة، ولكن تعني تسليم كل الحياة السابقة بين يدي الله بثقة وإيمان أنه صانع في الإنسان أمر جديد وحياة جديدة. وأنك لن تعود تسلك كما في السابق لكن تسلك وفقًا للإنجيل. فنجد في أعمال الرسل والإصحاح الثاني عندما وعظ بطرس يوم الخمسين، وبعد أن سمع الجموع رسالة الإنجيل واقتنعوا وآمنوا سألوا: ماذا يجب أن نفعل؟ فقال لهم بطرس: توبوا ثم اعتمدوا. حيث مكتوب:

فَلَمَّا سَمِعُوا نُخِسُوا فِي قُلُوبِهِمْ، وَقَالُوا لِبُطْرُسَ وَلِسَائِرَ الرُّسُلِ: «مَاذَا نَصْنَعُ أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ؟» فَقَالَ لَهُمْ بُطْرُسُ : «تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا، فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. لأَنَّ الْمَوْعِدَ هُوَ لَكُمْ وَلأَوْلاَدِكُمْ وَلِكُلِّ الَّذِينَ عَلَى بُعْدٍ، كُلِّ مَنْ يَدْعُوهُ الرَّبُّ إِلهُنَا.
أعمال الرسل 2: 37-39

ثالثا هل بدأت حياة تلمذة حقيقيّة؟ هل بدأت تدرس الإنجيل وتطيع كلماته وتسير على خُطى المسيح كما هو موجود في الإنجيل؟ حيث مكتوب:

لأَنَّكُمْ، جَمِيعَ الَّذِينَ تَعَمَّدْتُمْ فِي الْمَسِيحِ، قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ. لَا فَرْقَ بَعْدَ الآنَ بَيْنَ يَهُودِيٍّ وَيُونَانِيٍّ، أَوْ عَبْدٍ وَحُرٍّ، أَوْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعاً وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.
الرسالة إلى أهل غلاطية 3: 27-28

بل في متى 28 في وصيّة المسيح نجد أن كلمة “التلمذة” تسبق كلمة “معمودية” بل أن الفعل “تلمذوا” هو الفعل الأساسيّ في الجملة في أصلها اليوناني. فالتلمذة تسبق المعمودية حيث مكتوب:

فَاذْهَبُوا إِذَنْ، وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ، وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ؛ وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَعْمَلُوا بِكُلِّ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْتِهَاءِ الزَّمَانِ!
إنجيل متى 28: 19-20

disciple in arabic

رابعًا: هل بدأت حياتك تتغير وفعلًا بدأت حقيقة دراسة الإنجيل تُصبح جزء من يومك، وبدأت حياتك تتطبع بالصورة الإنسانيّة التي كشفها الله لنا في المسيح في الإنجيل ؟ حيث مكتوب:

جَمِيعاً فِيمَا نَنْظُرُ إِلَى مَجْدِ الرَّبِّ بِوُجُوهٍ كَالْمِرْآةِ لَا حِجَابَ عَلَيْهَا، نَتَجَلَّى مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ لِنُشَابِهَ الصُّورَةَ الْوَاحِدَةَ عَيْنَهَا، وَذَلِكَ بِفِعْلِ الرَّبِّ الرُّوحِ.
الرسالة الثانية إلي أهل كورنثوس 3: 18

فإذا كنت قد اقتنعت من كل فكرك بأن المسيح هو الله الذي ظهر في العالم لينقذ الإنسان، وإذا آمنت بكل قلبك وكيانك بهذه الحقيقة، وقدمت توبة عن حياتك السابقة، وإذا كانت هذه الحقيقة بدأت تُشكّل حياتك وبدأت تسلك على أساسها، وإذا بدأت حياة تلمذة وإلتزام حقيقيّ بطاعة الإنجيل والتغيّر في كل يوم الى صورة المسيح، فأنت مستعد للمعمودية.

الكاتبة: لمياء نور

Masters of Arts in Theology, ETSC


مقالات مُشابِهة

من يجب أن يُعمدني؟
ماهي بركات المعموديّة؟
ماهي شروط المعموديّة؟
ماهي المعموديّة؟


تبغى تتواصل مع مسيحي؟ تواصل معنا بكل امان الحين.