مازال الإنسان، الذي لم يكتشف الحقيقة بعد، مُدمرًا. فمازال يعاني من نتيجة الخطيّة، والابتعاد عن معنى الإنسانيّة الحقيقيّة. وفي حياته يُدمر كل ما هو جميل، رافضًا قيّم الملكوت، راغبًّا في فرض سيطرته على كل ما هو مُختلف عنه. فالخطية شوهت ودمرت القيّم والمفاهيم. وها هي المرأة يصيب اسمها هذا التشوه. فالخطيّة دفعت البشريّة إلى الصراعات، إحدى هذه الصراعات هي مكانة المرأة. فما هي مكانة المرأة في المسيحيّة؟
للأسف لقد وجدت المرأة نفسها في مُجتمعات تنادي بأنها أقل من الرجل بل وأحيانًا يتم اعتبارها ناقصة في العقل وفي الدين. إنه لشيء مُحزن جدًا أن نرى هذا التشوه الحادث في المُجتمع. مع أنه من البداية، من بداية الخلق، خلق الله الرجل والمرأة في حالة تساوي حيث يقول الكتاب:
ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: «لَيْسَ جَيِّداً أَنْ يَبْقَى آدَمُ وَحِيداً. سَأَصْنَعُ لَهُ مُعِيناً مُشَابِهاً لَهُ».
تكوين 18:2
فلقد رأى الله أن آدم ينقصه المرأة. فآدم في احتياج للمرأة. كما أن كلمة نظيره وكلمة مشابهًا له تعني أنهم متساويين في القيمة؛ ليس ذلك فقط بل يُكمل الكتاب المُقدس شرحه الدقيق فيوضح أنهم متساويين في نظر الله أيضًا حيث مكتوب:
غَيْرَ أَنَّهُ فِي الرَّبِّ لَيْسَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ دُونِ الرَّجُلِ، وَلا الرَّجُلُ مِنْ دُونِ الْمَرْأَةِ.
الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس 11: 11
فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ
تكوين 27: 1
أحيانًّا عندما يتم ذكر كلمة “إنسان” يُفهم منها الرجل فقط. ولكن هذه الآيات السابقة توضح ان كلمة إنسان لا تعني ذكر فقط، بل تعني ذكرًا أو أنثى. فعندما يوجه الله حقوق أو واجبات أو حديث للإنسان، تعني أنه يوجهه إلى كلًا من الذكر والأنثى. ففي الأمور الروحيّة نستخدم كلمة إنسان لأن كلًا من الذكر والأنثى متساويين أمام الله. بل في بعض الأحيان تُعطى المرأة قيمة أكبر حيث نقرأ:
مَنْ يَعْثُرُ عَلَى الْمَرْأَةِ الْفَاضِلَةِ؟ إِنَّ قِيمَتَهَا تَفُوقُ اللَّآلِئَ.
أمثال 10: 31
إن الرجل والمرأة مختلفين فسيولوجيًّا وماديًّا، ومختلفين في الأدوار؛ لكن كإنسان كلاهما متساويين في المكانة وفي الحقوق وفي القيمة. يوضح الكتاب المقدس هذه الحقيقة في عدة مواضع حيث نقرأ:
فَإِنَّكُمْ جَمِيعاً أَبْنَاءُ اللهِ بِالإِيمَانِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ. لأَنَّكُمْ، جَمِيعَ الَّذِينَ تَعَمَّدْتُمْ فِي الْمَسِيحِ، قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ. لَا فَرْقَ بَعْدَ الآنَ بَيْنَ يَهُودِيٍّ وَيُونَانِيٍّ، أَوْ عَبْدٍ وَحُرٍّ، أَوْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعاً وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.
الرسالة إلى أهل غلاطية 3: 26-28
ففي المسيح لا يوجد اختلاف أو تفرقة بسبب الجنس أو اللون أو العرق أو البلد أو المكانة الاجتماعية. فالمسيح صُلب من أجل الجميع. والجميع مدعوون ليصيروا في علاقة مع الله. فالمرأة مساوية للرجل روحيّا وأدبيًّا في المكانة وفي القيمة. فما يميزك حقًا ليس ما يخص الأمور الماديّة والجسد بل إلى أي مدى أخذت خطوات عمليّة في طريق التلمذة واتباع المسيح. فثبت نظرك على ذلك الذي صلب من أجلك، سواء كنت ذكرًا أو أنثى وعش كما يحق لإنجيل المسيح.
الكاتبة: لمياء نور
Masters of Arts in Theology, ETSC
مقالات مُشابِهة
ماذا يُعلِّم الكتاب المقدس عن الحشمة؟
اِمرَأة في الثَّغَر