the book of matthew in arabic

“سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلامُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي.”
مزمور 119: 105

هكذا وصف المُرنم قديمًا كلام الله. إن كلمات الكتاب المقدس كاللؤلؤة الثمينة التي بها تتغيّر شخصيتك لتُصبح مُشابهًا أكثر لصورة المسيح. وإذا كنت حديثًا في طريق نموّك في المسيح، قد يكون من المُفيد أن تبدأ بالعهد الجديد لتتعرف أكثر على شخصيّة المسيح، وتنطبع صورته فيك، فتتلامس وتتنسم جمال الحياة مع المسيح.

الترتيب القانوني

أول سفر في العهد الجديد بحسب الترتيب القانونيّ لأسفار الكتاب المُقدس هو إنجيل متى Κατά Μαθθαίον. أحيانًا بسبب الاستخدام الخاطئ لكلمة “الإنجيل” يعتقد البعض أن إنجيل متى هو الإنجيل المسيحيّ ككل، لكن إنجيل متى هو ليس كتاب مُنفصل عن الكتاب المُقدس بقدر ما انه سفر من أسفار الكتاب المُقدس. فهو واحد من مجموعة أسفار وأجزاء الكتاب المُقدس.

أهميته

يُعتبر إنجيل متى حلقة الوصل بين العهد القديم والعهد الجديد لأنه يركز على إتمام النبوات، لذلك إنه شيء منطقي أن يكون أول سفر في العهد الجديد هو إنجيل متى. بالرغم من أن إنجيل متى هو حلقة الوصل بين العهدين إلا أن متى اهتم بسرد التسلسل الموضوعيّ أكثر من التسلسل الزمنيّ للأحداث. فإنجيل متى غايته هو إثبات أن يسوع هو الملك المنتظر بالنبوات. فقد كتب متى عن يسوع المسيّا المُنتظر، وعن الملك المُنتظر من خلال استخدام نبوات العهد القديم. فشرح وأوجز ووضّح كيف أن هذه النبوات تحققت في شخص المسيح، لكي تكون برهانًا لليهود. لذلك فإن متى اقتبس من العهد القديم أكثر من أي كاتب آخر. وفي حديثه عن المسيح الملك المُنتظر ركز على “ملكوت السماوات” فاستطاع أن ينقل تركيز اليهود من الفكر المادي للمُلك إلى الفكر الروحي السماوي لملكوت الله، للدرجة التي فيها أُطلق عليه “إنجيل الملكوت”.

الكاتب

سُميّ إنجيل متى بهذا الاسم نسبة إلى كاتبه متى الرسول، وهو واحد من تلاميذ المسيح. متى كان يهوديًّا، جابيًّا للضرائب، ثم أصبح تلميذًا للرب يسوع. وقد أوحي بإنجيل متى ما بين عامي 65-55 ميلادية.

يُسَطر إنجيل متى وحيّ وكلمات الله، حيث نتلامس فيه مع صدق الله في تحقق نبوات العهد القديم في المسيح. ليس ذلك فقط بل نرى ألوهية المسيح في مُعجزاته، ومحبة المسيح في تلامسه مع كل مريض وحزين، ونسمع حكمته وهو يُعلم في الموعظة على الجبل. فما أجملها كلمات تلك التي قالها المسيح وسمعتها الأرض ووصلت إلينا بالوحي المُقدس عندما قال” وَسَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ، وَبَارِكُوا لاعِنِيكُمْ، وَأَحْسِنُوا مُعَامَلَةَ الَّذِينَ يُبْغِضُونَكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَضْطَهِدُونَكُمْ.” تلك الكلمات التي من المستحيل أن ينطق بها بشريّ، تلك المحبة التي لا يستطيع أن يعيشها إلا من تلامس واختبر محبة الله. فأبدأ اليوم بقراءة الكتاب المقدس وأبدأ بإنجيل متى لتختبر محبة الله وتغييره.

الكاتبة: لمياء نور

Masters of Arts in Theology, ETSC


مقالات مُشابِهة

الأساسيات في المسيحية
ما هو الإنجيل ؟
إنجيلُ مَرقُسَ فِي ثلاث نقاط
لماذا لم يكتب المسيح الإنجيل؟


تبغى تتواصل مع مسيحي؟ تواصل معنا بكل امان الحين.