… إِنَّ سِرَّ التَّقْوَى عَظِيمٌ: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ …
رسالة بولُس الرَّسول اﻷولى إلى تيموثاوُس 16:3
إن تَجَسُّد المَسيح هو أعظَم حَدَث في التَّاريخ البَشَري، فهو الذي قَسَمَ التَّاريخ إلى نِصفَين بَينَ ما قَبلَ الميلاد وما بعدَهُ، فَبِميلادِهِ تَجَلَّى صَلاح الله عَبرَ تَتميم وُعودِه للشَّعب، ولا نَزال نَنتَظِر مَجيئَهُ الثَّاني المَجيد. ففي يَوم ميلاد يسوع تأهَّبَت الخَليقة استِعداداً لِتَجَسُّد الخالِق، النُّجوم تَحَرَّكَت خُضوعاً مُعلِنَةً وِلادَة المَسيح لِبَني المَشرِق، والمَلائِكة تَجَمهَرَت سُجوداً مُعلِنَةً وِلادَة المَسيح لِلرُّعاة في الحَقل، لأنَّ المَسيح الخالِق العَظيم واﻹله القَدير الذي كُل شَيء بهِ كان، وبِغَيرِهِ لم يَكُن شَيء مِمَّا كان، قَد صارَ ضَيف بَشَرِيَّتنا بالتَّجَسُّد في ذلكَ اليَوم المُبارَك.
إنَّ حِكمَة الله الكامِلة تُحَتِّم وُجود سَبَب مُهِمّ لِلتَّجَسُّد، فَمِنَ المُستَحيل أن يُبادِر الله بِعَمَلٍ عَظيمٍ كَهذا مِن دون سَبَب، إذاً لا بُدَّ مِن وُجود دافِع مُهِمّ لِتَجَسُّد المَسيح، ولا بُدَّ لنا مِن أن نَبحَث في كَلِمَة الله عن جَواب لهذهِ الأسئلة: لِماذا تَجَسَّدَ المَسيح ؟ لِماذا تَرَكَ السَّماء وصارَ إنساناً مِثلَنا ؟ لِماذا قَبِلَ المَحدودِيَّة الزَّمَنِيَّة بِالمُقارَنة مع سَرمَدِيَّتِهِ المُطلَقة ؟ يَقول مَلاك الرَّب عن يَسوع:
“لأَنَّهُ هُوَ الَّذِي يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ.”
إنجيل متّى 21:1
إذاً غايَة تَجَسُّد المَسيح هيَ لِكَي يُخَلِّصنا، لكِن مِن ماذا يُخَلِّصنا ؟ يقول بولُس الرَّسول:
“وَتَنْتَظِرُوا مِنَ السَّمَاوَاتِ ابْنَهُ الَّذِي أَقَامَهُ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ، يَسُوعَ مُخَلِّصَنَا مِنَ الْغَضَبِ الآتِي.”
رِسالة بولُس الرَّسول الأولى إلى أهل تَسالونيكي 10:1
إنَّ خَلاص المَسيح لنا سَوفَ يَقينا غَضب الله يَوم القِيامة ويُعطينا الحَياة الأبَدِيَّة، ويَجعَلنا نُمضي أبَدِيَّتنا في مَحضَرِهِ في الجَنَّة التي فَقَدناها بِأيدينا. فنَحنُ نَخلُص إن آمَنَّا بِفِداء المَسيح لأنَّهُ الوَحيد الذي قَدَّم كَفَّارة مَقبولة لَدى الله، ولأنَّهُ وَحدَهُ الكامِل بِلا خَطيئة. وهذا يَعني أنَّنا إن كُنَّا في المَسيح فَسَنَحصُل على كُل الصَّلاح والبِرّ مِنهُ، لِأنَّ بِرَّهُ وصَلاحهُ هو كُل ما نَحتاجهُ لِكَي نَستَحِق دُخول الجَنَّة.
مقالات مُشابِهة
هل كل الذنوب متشابهة؟
هل ترك الله يسوع وهو على الصليب؟
يسوع: القادة يقودون بالقدوة