الصفحة الرئيسية للاختبارات الشخصية
اختبار حياة الأخ نجم
سلام المسيح لقلوبكم أنا الأخ نجم من اليمن، أبلغ من العمر 23 سنة. سأخبركم قصّتي وكيف تعرّفت على الرب. نشأت في مدينة إب في عائلة محافظة، لكن حين بلغت عمر 18 بدأت أرى أحلاماً مرعبة، كنت أرى في منامي حيّة كبيرة الحجم تلتفّ على جسمي وتبتلعني فأصرخ بأعلى صوتي حتى أُفزِع كل من في البيت، وكان هذا الحلم يأتيني كل أسبوع أو عشرة أيام. فقَلِق عليّ أبوَيّ من هذا الوضع وأخذوني لكبار مفسّري الأحلام، ومنهم من قال إنّه سحر أسود ومنهم من قال هذا عدوّ يلاحقه، والكثير من التفاسير المختلفة.
استمرار تدهور الحالة
استمر الوضع بالاستياء وقَلِق عليّ والدَيّ كثيراً، فقال لهم أحد الأشخاص أن يأخذوني إلى أحد رجال الدّين ليقرأ عليّ أدعية من كتاب يُفترض أنّه من الله، ولم يتردّدوا في ذلك لأنّهم كانو مهتمّين وخائفين عليّ من الوضع الذي أمرّ فيه. ذهبنا إلى أحد رجال الدّين، فقرأ عليّ لكن لم يتغيّر شيء وأعطاني بعض الماء المقروء عليه وطلب منّي أن أضع هذا الكتاب عند رأسي حينما أنام وطلب منّي أيضاً قراءة الأذكار، وهذا ما فعلته لكن دون فائدة تُذكَر. فعلت كل ذلك ولكن الحلم استمر. ذهبنا لرجل دين ثاني وثالث ولا فائدة، إلى أن أشار علينا أحدهم بمغادرة المدينة والانتقال إلى مدينة أخرى. كان القرار صعباً لأن والدَيّ لا يستطيعون الذهاب معي ولا يريدون مفارقتي وأنا في هذه الحالة، لكنّهم يريدون أن أتخلّص من هذا الحلم المرعب فأرسلوني إلى ابن عمّي في مدينة مأرب، لكن ذلك الحلم لم يفارقني.
استسلمت في النهاية فلم أجد حلّاً واستمرّيت على نفس الحال، وكان هذا الحلم يسبّب لي إحراجاً مع من حولي بسبب الصّراخ العالي الذي أصرخه حين أراه ممّا يجعل الجميع يستيقظون من نومهم، حتّى أنّ الجيران أصبحوا يعلمون بوضعي. جلست محتاراً ويائساً ومللت من كثرة الأدعية والقراءات والصلوات دون فائدة. وكان الأمر وكأنّي أطرق باباً مقفلاً، لدرجة أنّي فقدت كل أمل.
التغيير بعمل المسيح
وصل بي الحال إلى أنّني شعرت في نفسي أنّه يوجد أمر خاطئ توجّب عليّ تغييره. وفي ليلة من الليالي رأيت رؤيا مختلفة تماماً، إذ رأيت أنّي واقع في حفرة وأحاول الصّعود منها وفجأة يأتيني شخص على وجهه نور ويمدّ يده لي ويساعدني لكي أصعد، لم أرَ سوى أصابع يده من شدّة النور الذي على وجهه. فصحوت من النّوم وأنا فرحان جداً ولكن لم أكن أعلم ما معنى ذلك، وبعد مرور ثلاثة أيّام من الحلم وحين كنت أتصفّح في الجوّال، أتاني رابط دخلت عليه وكان هذا الرّابط مجموعة مسيحيّين عرب يقومون بتعليم الكتاب المقدّس وتعريف النّاس على الرّب. تواصلت معهم على البريد الإلكتروني وردّت عليّ واحدة منهم على الخاص، وهي أخت مباركة، الرّب يحفظها ويباركها، هي من أفضل الأشخاص الذين تعرّفت عليهم في حياتي، فقامت بتعريفي على الرّب وسمعت منها كلاماً لم أسمعه من قبل وكان هو الكلام الذي كنت أبحث عنه، وعرّفتني على الرّب المحبّ معطي السّلام والذي رغبت في التّعرف عليه أكثر.
لامَس الكلام قلبي، وقامت الأخت بتسجيل صوت فيه صلاة من أجلي. أغمضت عينيّ وردّدت معها الصّلاة وعندما انتهيت شعرت بشعور لم أشعر به من قبل. فتحت عينيّ بعد الصلاة وصرت أرى حياة جديدة غير حياتي السّابقة، واستمرّيت معها في تعلّم الكتاب المقدّس. وهنا المعجزة فقد ذهبت تلك الرّؤيا من حياتي نهائيّاً. زاد هذا من قوّة إيماني وتأكّدت أنّي أمشي في الطريق الصحيح واستمرّيت في تعّلم الكتاب المقدّس والصّلاة.
حياة جديدة في المسيح
كنت أُكثِر من طلب صلاة من هذه الأخت بسب شعور الراحة النفسيّة الذي كان يراودني، فكنت أشعر أنّ هناك من يسمعني وأشعر براحة نفسيّة وطمأنينة مختلفة لم أشعر بها من قبل. وهكذا أنعم الرّب عليّ بمعرفته واستمرّيت بتعلّم الكتاب المقدّس، ثم أتيت إلى بلد عربي آخر وأنعم الرب عليّ بالتعرّف على أشخاص رائعين من دول مختلفة وأصبحوا عائلتي في بلد الغربة، وقد تعلّمت منهم الكثير وأنا مستمر بالتواصل معهم، ورأيت محبّة الرّب لي فيهم، رأيت فيهم المسيحي الحقيقي المليء بالسلام والمحبّة. أشكر الرّب لأنّه جعلني أحد أبنائه وأخرجني من الظّلمة ولأنّه عرّفني على هؤلاء الناس الرائعين.
وفي النهاية أقول لكم أنّي حصلت على تفسير الحلم الصحيح الذي اقتنعت به، وقد فسّره لي أحد الإخوة المسيحيّين، وهو أنّ تلك الحيّة السوداء هي الحياة المظلمة التي كنت أعيشها بعيداً عن الرّب، والمنام كان تحذيراً من الرّب لي وكان السّبب في معرفتي له، وفي الرّؤيا الأخيرة فإنّ الشخص الذي كان يغطّي وجهه النور هو الرّب يسوع وقد مدّ يده إليّ وأخرجني من تلك الظّلمة وبدأت معه حياة جديدة. هذه هي قصّتي في معرفة الرّب. وفي النهاية أريد أن أخبركم أنّ والدَيّ يعلمان أنّ ذلك الحلم ذهب من حياتي لكن لا يعلمان السّبب في ذلك ولا أستطيع أن أخبرهما لأنّهما متمسّكان بدينهما ولن يتقبّلا هذا الأمر، ولكن أُصلّي وأطلب منكم أن تُصلّوا معي لكي يفتح الرّب قلبيهما ويُريهما الحقيقة كي يصبحا من أبناء وشعب الرّب، بِاسم يسوع آمين.
مقالات مُشابِهة
الله يستخدم الناس العاديين
كيف يمكنك أن تكتب اختبارك الشخصي؟
قصة وليد
قصة فوزي