Woman in field praising God

الصفحة الرئيسية للاختبارات الشخصية

اسمي مريم، خلقت بعائلة مُتديّنة وملتزمة دينيّاً وتعلّمت أُسُس الدّين الصحيح، تعرّضت لبعض المشاكل بطفولتي ومراهقتي وكنت كل ما تزيد مشاكلي إلتجئ لله أكتر وصلّي وصوم وإقرأ جميع أنواع الأدعية يلي موجودة عندي بالكتب، لكن تعبُّدي وقُربي من الله ما منعني من ارتكاب الخطايا والمعاصي، وكنت كل ما حطّ راسي عالمخدّة، فكّر بالموت وخاف من فكرة عذاب القبر وخاف من ذنوبي يلي أنا متأكدة إنها كبيرة كتير وإني لو مهما تُبت وصلّيت وصُمت رح يبقى كتير من ذنوبي مش رح تنغفر، كنت كل مرّة إندم وقول لنفسي يا ريت لو فيّي إرجع إخلَق من جديد حتّى ما إرتكب خطايا أبداً وعيش حياة نقيّة حتّى إطلَع عالجنّة بعد الموت، بس كنت عارفة إنّه مستحيل الإنسان يرجع يخلَق من جديد وينعَطى فرصة جديدة وكأنّه ما عمل أخطاء بحياته.

كنت دَرِّس على أخواتي البنات حتى يلتزمو بالصّلاة وما يقطعو فرض. ودارت السّنين وشاءت الأقدار إني إترُك بلَدي بفترة الحرب وإنتقل على بلد قريب، وبالبلد الجديد تعرّفت على شخص صار يخبّرني عن الدّيانة المسيحيّة وعن يسوع المُخلِّص يلي إجا للعالَم حتى يخلّص البشر من خطاياهم ويعطيهم حياة أبديّة بعد الموت، طبعاً أنا كمان صرت خبّرو عن ديانتي إنو هيّي الدّيانة الحقيقيّة وإنّه هوّي غلطان ولازم يتوب، طلَب مني إقرأ الإنجيل حتى أعرف شو مكتوب فيه للإطّلاع فقط، ووافقت لأن كان عندي فُضول أعرف شو الشي يلي مكتوب بهالإنجيل المحرَّف؟ وشو بيعبدو المسيحيّين يا ترى؟

بلّشت إقرأ بالعهد الجديد وبنَفس الوقت صرت إحضَر بالكنيسة اللي دلّني عليها الشخص اللي ذكرتُه، بلّشت إتأثّر كتير بشخصيّة يسوع المذكورة بالإنجيل وبالشّي اللي عمَلُه عالصّليب وحسّيت إنّه انظَلم كرمال ناس ما بيستاهلو، وبلّشت إتفاجأ لما عرفت إنّه الإنجيل لا يُبيح الزِّنا متل ما كنّا مفكرين، وإنّه ما بيؤمر بعبادة الأصنام والتّماثيل متل ما كنّا نشوف، وما بيسمح بالسُّكْر والخَلاعة، ولا باللِّباس الفاضِح للنّساء متل ما بيِلبسو البنات المسيحيّات والأجنبيّات، وكانت المُفاجأة الكُبرى لمّا اكتشفت إنّه إله المسيحيين إله واحد ومش 3 آلِهة متل ما علَّمونا أهالينا ونحنا صغار، وساعتها عرفت وتأكّدت إنّه الإنجيل اللي عم إقرأ فيه مش محرَّف، بس المسيحيّين هنّي المنحرفين عن الإنجيل وماشيين بخِلاف تعاليمه.

وانجذَبت للمسيحيّة الحقيقيّة اللي شفتها بالإنجيل وللتّعاليم يلي بتحِثّ الإنسان عالطّهارة النّابعة من القلب مش من الفَرض والواجِب. انجذَبت لمحبّة الله يلي حبّها للبشَر ويلي بتخلّي الإنسان يطيع الله محبَّةً فيه مش خوفاً منّه، وبهالوقت كنت عم إحضر قناة (الحياة) المسيحيّة وعم تابع عليها برنامج الأخ رشيد والأخ وحيد، وصارت أساسات ديانتي السّابقة تتزعزع بداخلي لأن صرت شوف الأخطاء والمصايب يلي كلّ عمري كنت إقرأها وحافظتها عن غايب بس بدون ما فَتِّش عن معانيها الأصليّة وأهدافها وأسبابها. حسّيت إني صرت بلا دين لأن ما عدت مقتنعة بديانتي بعد اللي اكتشفتُه عنها وما عدت قادرة مارِس طقوسها وعباداتها من كل قلبي، وبنفس الوقت ما كنت مقتنعة ميّة بالميّة باعتناق الدّيانة المسيحيّة لأن لسّا في خوف جوّاتي من إنّي كون عم إتبع طريق غير الطّريق يلي الله بدُّه ياني إتبعو، وبعد شهرين من الإلحاد بالأديان وصلت وأخيراً للَّحظة الحاسمة بحياتي، ما كان عندي شَكّ بوجود الله ولا واحد بالميّة، بس كنت خايفة موت وروح على جهنّم لأنّي متأكّدة إنّه أكيد لازم يكون في حقيقة وحدة ودستور حقيقي لهالكون وَضَعُه الله لمّا خلَق الخليقة، وإنّه مستحيل يكون الله خلق الدّنيا وترَكنا فيها بدون قوانين وقواعد.

وباللّيلة الحاسمة وقبل ما نام، صرت إحكي مع الله وإبكي من قلب محروق وقول دخيلك يا رب ما تسمح إنّي موت قبل ما أعرف طريق الحق، دخيلك يا رب امسكني من إيدي وقودني لطريقك، دخيلك يا رب عرِّفني عالحق، إذا كان الدّين المسيحي هوّي الدّين الصّحيح فأنا مستعدّة إتبعك مهما كان الثَّمَن، وإذا كانت ديانتي السّابقة هيّي الدّيانة الصّحيحة فأنا كمان مستعدّة إتبعك حتّى لو بدّي إخسر كل شي بحياتي. وبعد ساعات متواصلة من البُكاء والضَّياع والرُّعب من إنّي موت قبل ما أعرف الحق، نمت وشفت منام مش ممكن إنساه بحياتي، شفت صليب كبير كتير والمسيح معلّق عليه، وأنا صغيرة كتير وعم إبرُم حوالي الصّليب وإتأمَّل بيسوع، وكلّ أهلي وأقربائي مجتمعين مع بعضهم بمطرح بعيد كتير وعم يحكو كلّهم سوا وفي ضجّة عندهم وأصوات كتيرة حواليهم. وأنا لحالي واقفة جمب الصّليب وعم إتطلّع عالمسيح.

وعيت من النّوم ودموعي على خدودي وعرفت بلحظتها إنّه هاي رسالة من الله لإلي وكانت الرّسالة واضحة كتير، فرحت كتير لأن الله كلّمني بالمنام وعرّفني على طريقُه الحقيقي. وبنفس اليوم وبالصُّدفة تواصلت معي زوجة قسّيس الكنيسة يلي كنت إحضر فيها وعَزمتني لعندهم، وبدون ما فكِّر دغري وافقت إنّي زورهم، مع العِلم إنّها كانت دائماً تعزمني وكنت كل مرّة أرفض بدون ما أعرف ليش. ورحت لعندهم يومها وحكينا كتير أنا والقسّيس وسَألتُه عن أشياء كتير وخبّرتُه المنام، وصلّيت معُه صلاة التّوبة والمغفرة على ذنوبي القديمة وقبِلت فِداء يسوع لإلي وطلَبت من الرّب إنّه يسكُن بقلبي ويولدني من جديد ويغيّر حياتي، واكتشفت يومها إنّه تَواصُل زوجة القسّيس معي بنَفس اليوم اللي شفت فيه المنام ما كان صُدفة أبداً، بل كان تَدبير من الرَّب ومشيئة إلهيّة لتتغيّر حياتي. من هداك اليوم وأنا عم أعبُد الرّب وأخدمُه وطيعُه من كل قلبي مش خوفاً منُّه بل محبّةً فيه وتقديراً على العمل العظيم يلي صنعُه كرمالي عالصّليب.

طبعاً مُحارَبات إبليس ما وقفت، وأهلي عرفو إنّي ترَكت ديني وصرت مسيحيّة، وهدّدوني بالقتل وقاطَعوني كلّهم سوا وبقيو فترة كبيرة ما يحكو معي، لكن من كتر ما صلّيت للرّب حتّى يفتح بصيرتهم ويهديهم لطريق الصّواب ويلَيِّن قلوبهم، رجعو تواصلو معي عن جديد. وما زِلت لليوم عم صلّيلهم حتّى يعرفو الحق اللي عرفتو أنا ويِضمَنو حياتهم الأبديّة بعد الموت قبل فَوات الأوان، متل ما أنا انغَفرِت كلّ ذنوبي لمّا انوَلَدت من جديد وضَمَنت حياتي بيَسوع وحصَلت عالخَلاص من جهنّم بفَضل دمُّه الطّاهر اللي انسَكب عالصّليب حتى يفديني ويفدي كلّ الخُطاة.


مقالات مُشابِهة

الله يستخدم الناس العاديين
كيف يمكنك أن تكتب اختبارك الشخصي؟
قصة فهد
قصة منى


تبغى تتواصل مع مسيحي؟ تواصل معنا بكل امان الحين.