سيدة عربية تكنس المنزل

دفعَ ثمن عدم تقديره لزوجته الصَّالحة بسبب نزوة وقتيّة، لكنَّه لم يُدركَ ذلك إلَّا بعد فوات الأوان.

على الرّغم من ثراء والدها ومستواها التَّعليمي العالي والفرق الشَّاسِع بين عائلتها وعائلة حسَّان، إلَّا أنَّ هدى أحبَّته وقرَّرت أن تتخلَّى عن كلِّ شيء لتبقى بقربه وتتزوَّجه. أضاعت هدى أجمل سنوات عمرها معه غير عابِئة بالرَّسائل التي كانت تصِلها من أهلها لكي تأخذ أولادها وتسافر للولايات المتَّحدة حيث يقيمون، بل بقيت بجانب زوجها وعائلته تخدمهم بكل طواعية منها.

نَسِيَت هدى نفسها بسبب انشغالها في العمل وتنظيف المنزل وتحضير الطَّعام وشراء الحاجيَّات والاهتمام بأدوية حموَيها، ولم تعُد تهتمّ بترتيب مظهرها الخارجي بل كان جُلّ اهتمامها أن تُتمِّم واجباتها نحو العائلة والأطفال. مرَّت السَّنوات وسَمِعَت بالصُّدفة حواراً بين زوجها ووالدته حين كانت تمرّ من أمام غُرفة حماتها، كان زوجها يقول: يا أُمّي أُريدُ مباركتكِ على هذه الخطوة التي أنا مُقدِمٌ عليها، فالمرأة التي سأتزوَّجها هي جميلة جدّاً وصغيرة في السِّن. ردَّت عليه والدته: لكن يا بُنَيّ ماذا سيحصل لنا لو عرفَت زوجتك بأنَّك ستتزوَّج مرَّة أُخرى؟ مؤكَّد أنها ستغضب جداً، لذلك لا تخبرها بشيء طالما أنَّ الزَّوجة الثانيّة ستسكُن في بيت منفصل عن بيتنا.

الصدمة

حين سَمِعَت هدى كلام زوجها وحماتها التي كانت تُحبُّها كوالدتها، صُدِمَت وأحسَّت بعدم التَّقدير وأدركَت عدم استحقاق زوجها وأهله لمحبَّتها وتفانيها في خدمتهم طوال العمر الذي مضى، وبدون أن تتفَّوه بكلمة، بدأت بتحضير معاملات السَّفر دونَ عِلم زوجها، فذهبت للسَّفارة الأمريكيَّة وقدّمت طلباً للهجرة كي تلتحق بأهلها هناك، وبدون أن تُخبِر أحد أخذَت أولادها وسافرت. وحين وصلت رفعت دعوى طلاق على زوجها الذي لم يَعُد يعرف ماذا يفعل في غيابها، فهي التي كانت مسؤولة عن كل شيء في المنزل، وهو لم يكُن يعرف حتَّى كيف يُعطي الدَّواء لوالديه العجوزَين، حتَّى أنَّه أوكلَ هذه المهمَّة لزوجته الجديدة. وبعد فترة قصيرة سَمِعَ مُحادثة تلفونيَّة بين زوجته ووالدتها حيث كانت تقول لها: لم أّعُد أُطيق العَيش مع هذين العجوزَين، وأتمنَّى أن أرتاح منهما قريباً فأنا لا أُعطيهما أدويتهما بانتِظام. حينها صُعِقَ حسَّان ممَّا سَمِع وأدركَ في تلك اللَّحظة قيمة زوجته السَّابقة التي خَسِرها بسبب أنانيَّته وعدم تقديره لها.

العبرة

لا تُفَرِّط بالكنز الثَّمين الموجود في حياتك بسبب شهوة رديَّة أو نزوة وقتيَّة، تمسَّك بما عندك وقدِّر برَكَة الرَّب عليك لكي لا تخسرها وتندم حين لا ينفع النَّدم.

“مَنْ يَعْثُرُ عَلَى الْمَرْأَةِ الْفَاضِلَةِ؟ إِنَّ قِيمَتَهَا تَفُوقُ اللَّآلِئَ.” (سِفر الأمثال 10:31)

الكاتبة: الأخت غادة

Author & Novelist


مقالات مُشابِهة

الاختبار
الأبواب الموصدة
الكنة الحكيمة


تبغى تتواصل مع مسيحي؟ تواصل معنا بكل امان الحين.