رجل يصلي خلف القضبان في السجن

سُجِنَ ظُلماً بعدما اتُّهِمَ بجريمة لم يرتكبها، لكن العدالة الإلهيَّة كشفت الحقيقة، فمن كان المُجرم؟

كان سامي يبحث في الطُّرقات عن شقيقته منال فهي بعد أن اتَّصلت به وقالت إنَّها قريبة من المنزل وتكاد تصِل، اختفت فجأة ولم تعُد، سألَ عنها وبحثَ حتى خارَت قواه، وعبثاً حاول الاتِّصال بها لكنَّ هاتفها مُغلَق. ركعَ أرضاً ليُصلِّي وفجأةً لم يعُد يُدرِك شيئاً لأنَّ أحدهم ضرَبهُ على رأسهِ بأداة حادَّة من الخَلف، وحين عادَ إلى وعيِه وحاولَ الجُلوس كان رأسه يؤلمه بشدَّة، فنَظرَ حوله ورأى سيَّارت الشُّرطة تُحيط بالمكان وشقيقته مُمدَّدة بقُربهِ ومُضرَّجة بدمائها فعاد وغابَ عن وعيِه مُجدَّداً، وحين استفاقَ مرَّةً أُخرى لم يستوعب ما يُقال من حوله واعتقدَ بأنَّه فقدَ التَّركيز بسبب الضَّربة التي تلقَّاها على رأسه، لكنَّه كان يسمع جُملة واحدة تتكرَّر من المُحقِّق الواقف أمامه والذي يقول: لماذا قتلتَ شقيقتك؟

نظرَ إلى نفسه فرأى بين يديه السِّكِّين التي طُعِنت بها شقيقته طَعنات عدَّة حتَّى فارقت الحياة، ورأى الدَّم يملأ يديه وملابسه، حاولَ أن يصرخ ويقول لا أعلم شيئاً ممَّا تقولون أنا لم أقتل شقيقتي لكن صوته ذهب أدراج الرِّياح وحُكِمَ عليه بالسّجن المؤبَّد، وهكذا صارَ اِبن الثَّالثة والعشرين ربيعاً يقبَع خلف القُضبان ظُلماً وعُدواناً بتُهمةٍ هو منها براء، لكنَّه رفعَ شكواهُ لرَبّ السَّماء لكي يُزيل الظُّلم عنه ويُظهِر براءته.

كشف الحقيقة

وبعد مرور عدَّة أشهُر على وقوع الجريمة، تدخَّلت عدالة السَّماء وكشفت المستور، فقد كان المُجرم الحقيقي هو زوج والدة سامي الذي قتلَ منال لأنَّ هناكَ تأمين على حياتها كانت تدفعه شهريّاً بعد أن خسِرت أباها وأعلنت بأنَّ أخاها هو المُستفيد الوحيد من موتها في حال تعرَّضت لحادثة وماتت. أمَّا زوج والدتها السِّكِّير حين عَلِمَ بأمر التَّأمين على الحياة فقد خطَّطَ ونفَّذَ للتَّخَلُّص من أولاد زوجته بضربة واحدة، وهكذا حصلت زوجته على أموال التَّأمين بعد وفاة ابنتها وسَجن ابنها، وأعطت المبلغ لزوجها مُجبرةً لأنَّه كان يضربها ضرباً مُبرِحاً لكي يحصل على المال.

وفي إحدى اللَّيالي حين كان زوج الأُمّ يجلس في الحانة في حالةِ سُكرٍ شديد، اعترفَ مُتباهِياً بما فعله بأولاد زوجته وكيف خطَّط ونفَّذ جريمته دون أن يكشفه أحد، وفي أثناء ذلك كان أحد العاملين في الحانة يُصوِّر الاعتراف دون أن ينتبه المُجرم لذلك، فأسرع الفتى وأخذَ التَّسجيلات وسلَّمها للشّرطة التي بدورها أطلَقت سَراح سامي وسجنَت المُجرم الحقيقي. بعدها قرَّر سامي أن يُكمِل دراسته ويتخصَّص مُحامياً مُعاهِداً الله ونفسه بأن يُدافع عن كل مظلوم وكل بريء.

مهما كان الظُّلم الذي تُعانيه قَدِّم شكواكَ للرَّب وانتظر حُكمه العادل فهو القاضي الأعلى الذي يعلم بكل شيء. وليكُن لسان حالك دائماً كما قال إبراهيم النَّبي:

“… أَدَيَّانُ الأَرْضِ كُلِّهَا لاَ يُجْرِي عَدْلاً؟” (سِفر التَّكوين 25:18)


مقالات مُشابِهة

من اليأس إلى الفرح
ما يزرعه الإنسان إياه يحصد
قصة سارة


تبغى تتواصل مع مسيحي؟ تواصل معنا بكل امان الحين.