كان النَّبي ميخا أحد أنبياء العهد القديم الذين أرسلهم الله لتحذير مملكتي إسرائيل ويهوذا من عواقب خطاياهم، وقد خدمَ كنبيّ لمملكة يهوذا بين 742-687 ق.م. في فترةٍ شهدت اضطرابات دينيَّة وسياسيَّة، حيث انتشر الفساد والظُّلم وتحوَّلت قلوب النَّاس عن عبادة الله إلى عبادة الأصنام. دعا ميخا إلى التوبة والإصلاح، وحذَّر من الدَّمار القادم بسبب الابتعاد عن شريعة الله.
الخلفية التاريخية
شهدت فترة خدمة ميخا انحرافاً دينيّاً كبيراً في مملكة يهوذا، حيث أقام الملك آحاز أصناماً وثنيَّة في الهيكل. كما عانت يهوذا من تهديدات خارجيَّة زادت الوضع تعقيداً. وعند تولِّي الملِك حزقيَّا الحكم، بدأت المملكة تتعافى على المستوى الدِّيني والاقتصادي. ويبدو أنَّ حزقيا تأثَّر بنبوَّة ميخا، حيث قام بإصلاحات دينيَّة كبيرة، ممَّا ساعد في استعادة بعض الاستقرار للمملكة.
الرسالة الرئيسية
تنبَّأ ميخا بسقوط مملكتَي إسرائيل ويهوذا كدينونة مُستحقَّة عليهما بسبب انتشار الظُّلم والفساد وعبادة الأصنام، لكن حُكم حزقيَّا الصَّالح ساهم في تأجيل عقاب مملكة يهوذا. تؤكِّد رسالة ميخا أنَّ الله لا يتجاهل الظُّلم والشَّر، وأنَّه سيُعاقب الملوك والقادة الفاسدين، وسيُنزل عقابه على أولئك الذين يعبدون الأصنام ويتجاهلون وصاياه. ورغم هذه التَّحذيرات، قدَّم ميخا وعوداً مستقبليَّة بأنَّ الله لن يتخلَّى عن شعبه بالرغم من كل شيء، وأنَّ هذه البركة ستتحقَّق بواسطة المسيح المُنتظَر.
أهمية الرسالة
شدَّد ميخا على أنَّ تأديب الله ليس عشوائيّاً، بل هو وسيلة لإرشاد البشر إلى الطَّريق الصَّحيح. فالله ومن خلال أنبيائه، يقدِّم التَّحذيرات والفُرص للعودة إليه، ممَّا يفتح باب الرَّجاء لكل من يتوب ويعود إلى طريق الحق. كما يؤكِّد سِفر ميخا أنَّ العدل والطاعة هما الأساسان اللذان يبنيان مجتمعاً مُستقرّاً ومُزدهراً بعيداً عن الفساد والدَّمار.
الأنبياء المعاصرون
هوشع (753-715 ق.م.)، إشعياء (740-681 ق.م.)
دروس من نبوءة ميخا
لا تزال رسالة ميخا تُخاطب النَّاس إلى يومنا هذا، إذ تُذكِّرنا بأهميَّة الابتعاد عن الفساد والظُّلم، والتَّمسُّك بالحق والعدل. كما أنَّها تُبرز عدل الله ورحمته، فهو يعاقب الخطيئة لكنَّه يفتح دائماً باب التَّوبة.
سواء في زمن ميخا أو في عصرنا الحالي، تبقى دعوة الله واضحة: العودة إليه، والالتزام بوصاياه، والسَّير في طريق البِرّ. وذلك لأنَّ الرب هو وحده الذي يمنح السَّلام الحقيقي والاستقرار الدَّائم.
مقالات مُشابِهة
تبغى تتواصل مع مسيحي؟ تواصل معنا بكل امان الحين.
