off road vehicle going down a path into a dark forest

تشبَّثَ في رأيه ولم يستمع للنَّصيحة ظنّاً منه بأنَّه سيجد مَخرَج قريب، فوصلَ إلى طريق لا تُحمَد عُقباه.

قرَّرت عائلة رمزي الذَّهاب في رحلة تخييم على ضِفاف أحد الأنهار، فابتدأوا بتحضيرٍ استمرَّ لأُسبوع مع حَماس كبير لليوم المَوعود الذي ينتظرونه بفارغ الصَّبر، فاشتروا الخيمة التي سيقضونَ فيها ليلتهم في الرِّحلة، وحضَّروا بعض أنواع اللُّحوم للشَّوي على النَّار التي سيوقدونها هناك، وجهَّزوا قِصص ومسابقات وألعاب سيلعبونها في رحلتهم.

ثمَّ جاء اليوم المُنتظَر، فاستفاقوا في الصَّباح الباكِر وانطلقوا في سيَّارتهم، وكانوا يغنُّون ويضحكون طوال الطَّريق مُتلهِّفين للحظة الوصول، لكن في منتصف الطَّريق أحسَّ رمزي بأنَّه دخلَ في مفرق خاطئ إلَّا أنَّه لم يُعاوِد الرُّجوع ظنّاً منه بأنَّه سيجد مفرقاً آخَر يُعيده إلى ذات الطَّريق التي يُريدها.

التشبث بالرأي

أحسَّت زوجة رمزي بعدم الارتياح فقالت لزوجها لا تتقدَّم أكثر بل اِرجع إلى الوراء ولنسلُك الطَّريق الأولى التي نعرفها، لكنَّه لم يستمع لها واستمرَّ في التقدُّم أكثر وأكثر إلى أن وصلَ إلى طريق ضيِّق مُتعرِّج لا مَخرَج له، فقرَّر أن يعود أدراجهُ وبدأ بعدَّة مُحاولات للالتفاف من أجل سُلوك طريق العودة، وهكذا تضرَّرت عجلات السيَّارة بسبب الصُّخور المنتشرة في هذا الطَّريق، وابتدأت اللُّحوم التي يحملونها تفسُد بسبب حرارة الطَّقس، ومضى النَّهار وشارفت الشَّمس على المغيب، ثمَّ أخيراً وصلوا وجهتهم مُنهَكين من التَّعب فناموا في السيَّارة دون أن ينصُبوا خيمتهم، وفي الصَّباح عادوا إلى بيتهم بقَهر لأنَّ ليلتهم المزعومة المُنتظَرة قد ضاعت منهم بسبب خطأ كان يبدو بسيطاً في بدايته.

المغزى من القصة

إن كنتَ تُدرك بأنَّك دخلت مفرق خطِر وخاطِئ فلا تتردَّد بالرُّجوع فوراً، ولا تستمرّ في السَّير به لأنَّك قد لا تستطيع العودة لاحقاً. هكذا الأمر إن ابتعدَ الإنسان عن الرَّب وانغمسَ في طريق الخطيئة فإنَّه سوف يصِل إلى طَريق مسدود وسيجد نفسه مُقيَّداً بعوائق كثيرة تسلِبه قُدرته على الرُّجوع، وحينها ستكون تكلفة العودة أكبر بكثير ممَّا كان يظُنّ.

“رُبَّ طَرِيقٍ تَبْدُو لِلإِنْسَانِ قَوِيمَةً، وَلَكِنَّ عَاقِبَتَهَا هُوَّةُ الْمَوْتِ.” (سِفر الأمثال 12:14)


مقالات مُشابِهة

الأم الثكلى
ما يزرعه الإنسان إياه يحصد
قصة سارة


تبغى تتواصل مع مسيحي؟ تواصل معنا بكل امان الحين.