بالإضافة إلى الأدلَّة الدَّامغة على صحَّة ما تحتويه الأناجيل من مصادر تاريخيَّة، إلَّا أنَّ هناك دليلاً آخر غالباً ما يكون منسيّاً، لكنَّه يُدعِّم من صحَّة فرضيَّة المصداقيَّة التَّاريخيَّة للأناجيل. سنُسمِّيه في هذا المقال “تطابق من دون سابق تصميم”.
التناقضات بين الأناجيل
كثيراً ما تُتَّهَم الأناجيل بأنَّها تحتوي على تناقضات، لكن هذا الاتِّهام لا يأخذ بالحسبان التَّعريف الصَّحيح للتَّناقض، ولا ينمّ عن معرفة حقيقيَّة بطُرق كتابة تقارير شهود العيان تلك الحقبة وأساليب كتابة السِّيَّر الحياتيَّة تلك الأيَّام. على سبيل المثال، إنَّ ذِكر إنجيل متَّى أنَّ يسوع ذهبَ في طفولته إلى مصر، وتغافُل إنجيل لوقا عن ذِكر هذا الحدث، لا يعني هذا أنَّ تناقضاً قد حصل بين الأناجيل، فعدم ذِكر الأمر لا يعني نَفيَهُ، وإن سمَّى أحد الأناجيل وجود مريَمات عند الصَّليب، وإنجيلاً آخر سمَّى نساء أُخرَيات، فهذا لا يعني أنَّهُنَّ لم يكُنَّ حاضرات جميعهنَّ عند الصَّليب. فالكُتَّاب تلك الأيَّام كانوا يستخدمون أُسلوب تسليط الضَّوء، حيث يتمّ التَّركيز على حدثٍ ما أو سلسلة من الأحداث (مع الإغفال المُتعمَّد عن ذِكر أحداث أُخرى) لكي تشكِّل حبكة سرديَّة ضمن الصُّورة الكبرى للإنجيل. إنَّ تعامُلنا مع الأناجيل على أنَّها كُتِبت لتستوفي الشُّروط الأدبيَّة للقرون الحديثة هو مفارقة تاريخيَّة.
لكي يوجد تناقض بين الأناجيل يجب أن يذكر كاتب أحد الأناجيل حدوث أمرٍ ما بينما ينفيه إنجيل آخر تماماً، لأنَّ تعريف التَّناقض في المصادر التَّاريخيَّة هو استحالة حصول الشَّيء وعدم حصوله في نفس الوقت ونفس الإطار. مثلاً ذكرَ متَّى ذهاب عائلة المسيح إلى مصر في صغره، لكن لوقا يتغافل عن ذِكر هذه الرِّحلة، وهنا يعتبر البعض مخطئين أنَّ هذا تناقضاً. فلو أنَّ لوقا قالَ بالحرف أنَّ المسيح لم يطَأ أرض مصر بتاتاً، لكان هذا تناقضاً، وهكذا فيما يتعلَّق بالأحداث الأُخرى أيضاً. بالإضافة لما سبق وذكرناه، هناك عامل آخر في كون الأناجيل تُظهر اختلافات ظاهريَّة فيما بينها، فتقارير شهود العيان غالباً ما كانت تنتقل شفويّاً في البداية، لذلك من الطَّبيعي حين تُكتَب لاحقاً أن يذكُر كل كاتب معلومات مختلفة عن الآخر بحسب مصادر المعلومات الشَّفويَّة التي حصل عليها، كما تعاملَ كُتَّاب الأناجيل مع حادثة إنكار بطرس للمسيح. لذلك من البديهي أن تبرز اختلافات نسمِّيها “ظاهريَّة”، لأنَّها تبدو تناقضات للوهلة الأولى، لكن وجودها لا يعني أنَّ الكُتَّاب يناقضون بعضهم البعض بل يكمِّلون بعضهم، وهذا بالتَّأكيد لا يعني أنَّ الحدث بذاته غير تاريخي.
طريقة الاختلافات الظَّاهريَّة بين الأناجيل الأربعة طبيعيَّة جدّاً بحسب طريقة استخدام تقارير الشُّهود في الكتابة، والاختلاف الظَّاهري الذي يبدو كمصدر شَكّ، يصبح مصدراً يؤكِّد على الحدث لأنَّه يُظهِر أنَّ أكثر من مصدر معلومات قد توفَّر حول نفس الحادثة وبالتَّالي وجود شهود كثيرين عليه، كما أنَّ الكُتَّاب حينها كانوا مستعدِّين بأنَّ يُضحُّوا بجزئيَّة تاريخيَّة أو ترتيب زمني بهدف إيصال الفكرة كنوع من البلاغة الأدبيَّة الطَّبيعيَّة جدّاً تلك الأيَّام، الأمر الذي تحدَّثنا عنه بشكل كافٍ في مقال آخر.¹
سأختم هذا الجزء قبل الغوص في التَّطابق غير المقصود، باقتباس من كُتَّاب أحد الكُتب المهمَّة التي تقدِّم بحثاً مفصَّلاً عن شخص المسيح التَّاريخي، فبعدما فنَّدَ الكُتَّاب كل الهجومات على مصداقيَّة الأناجيل، قالوا: “وفقاً لمعايير الثَّقافات التي تُهَيمِن عليها تواتر التَّقاليد الشَّفهيَّة، فإنَّ حقيقة أنَّ الأحداث والأقوال تظهر بطُرق مختلفة بشكل ملحوظ في كل إنجيل لا تُشكِّل “تناقضاً”، ولا تؤثِّر بأيّ شكل على صدق القصَّة التَّاريخيَّة أو قدرات كُتَّاب الأناجيل الإيزائيَّة (متَّى، مَرقُس، ولوقا)…. إذا حكَمنا على الأناجيل من خلال الأعراف والقيود الخاصَّة بالسِّياق الثَّقافي السَّائد شفهيّاً لتلك الأيَّام، وقرأناها مع مراعاة وتقدير للتَّقليد الشَّفهي الواسع الذي كُتِبت للتَّعبير عنه، حينها يمكننا النَّظر إلى الأناجيل على أنَّها تُظهِر نوعاً من الاتِّساق الدَّاخلي الواسع الذي يوحي بأنَّ المؤلِّفين جميعهم كانوا يهدفون إلى تسجيل الجوانب الأساسيَّة لحياة يسوع وتعاليمه بأمانة، وبإمكاننا أن نقول، إنَّهم نجحوا تماماً في القيام بذلك.”²
التطابق غير المقصود
يوجد معيار للمصداقيَّة في الأناجيل هو شِبه منسي، إلَّا أنَّني أُريد طرحه في هذا المقال وقد أسميته “تطابق من دون سابق تصميم” وفي الإنجليزيَّة “Undesigned coincidences” تُترجَم حرفيّاً “مصادَفات غير مقصودة” وهي حالة تظهر كثيراً بين الأناجيل لتفسير بعضها البعض بطريقة غير مقصودة. وتُعرِّفها الكاتبة ليديا ماكغرو كما يلي: “المصادَفات غير المقصودة هي ترابط ملحوظ بين تقريرَين أو أكثر أو بين نصوص مختلفة لا يبدو أنَّه خُطِّطَ لحصولها من قِبَل الشَّخص أو الأشخاص الذين قدَّموا هذه التَّقارير. وعلى الرّغم من استقلالها الواضح عن بعضها البعض، إلَّا أنَّ العناصر فيها تتلاءم معاً مثل قِطَع ال Puzzle.”³
وبحسب تعريف العالِم بيتر ويليامز: “المصادَفات غير المقصودة، يُظهِر فيها الكُتَّاب اتِّفاقاً من النَّوع الذي يصعب تخيُّل أنَّه صيغَ عمداً من قِبَل أيّ من المؤلِّفين لجعل القصَّة تبدو حقيقيَّة. غالباً ما يكون الاتِّفاق دقيقاً وغير مباشر لدرجة أنَّه من المحتمَل أن يفوتهُ الجميع باستثناء القارئ الأكثر انتباهاً. إذا افترضتَّ أنَّ كتَبة الأناجيل عقَدوا مثل هذه الاتِّفاقات لجعل رواياتهم تبدو حقيقيَّة، فأنتَ تتخيَّل أنَّهم من بين أكثر المؤلِّفين القدماء ذكاءً. إنَّ فكرة أنَّ العديد من كتَبة الأناجيل ربَّما فعلوا ذلك عن عَمد هي فكرة غير منطقيَّة.”⁴
لأُعطيكم مثالاً توضيحيّاً، راجعوا الصُّورة لهذا المقال أعلى الصَّفحة. لم يكُن الطَّائر يقصد أن يكون منقاره على طرف القمر بهذه الطَّريقة ولا القمر تقصَّد بأن يكون موجوداً في هذا الوقت بالذَّات حين فتحَ الطَّائر منقاره. هذه الصُّورة الجميلة توحي بأنَّها مرتَّبة مسبقاً، لكنَّها في الواقع محض صدفة بحتة. وكمثال آخر تخيَّل معي بأنَّ مُحقِّقاً يسأل شاهدَين لا يعرف أحدهما الآخر عن جريمة حصلت في مكانٍ ما، والشَّاهدان يدَّعِيان بأنَّهما تواجَدا لحظة وقوع الجريمة في نفس المكان، والمُحقِّق يريد أن يتأكَّد من هذا الأمر فراحَ يُطيل بالأسئلة على كلٍّ منهما لكي يتيقَّن من صدقهما. ثمَّ تعذَّرَ أحدهما عن وصف مرتكب الجريمة لأنَّ الرُّؤية لم تكُن واضحة بما فيه الكفاية حينها بحسب قوله، بينما قال الآخر أنَّ بعض الأنوار كانت مطفأة آنذاك، قالا ذلك دون أن يسمعا بعضهما أو يتَّفقا مسبقاً. ما حصل هو مجرَّد تصادُف غير مقصود. وبذلك سيتأكَّد المُحقِّق من أنَّ الشَّهادة حول تواجدهما في المكان نفسه صحيحة، كَونهما أدلَيا بمعلومات مشابهة كمَّلت بعضها البعض دون سابق تصميم منهما. هكذا تفسِّر الأناجيل بعضها بعضاً بطريقة غير مقصودة، ممَّا يعطيها المصداقيَّة في ذكرها للأحداث.
هكذا تفسِّر الأناجيل بعضها بعضاً بطريقة غير مقصودة، ممَّا يعطيها المصداقيَّة في ذكرها للأحداث
أمثلة من الأناجيل
- في (إنجيل مَرقُس 31:6) وفي النَّص الذي يتحدَّث عن إطعام الخمسة آلاف، قال يسوع لتلاميذه: “…«تَعَالَوْا أَنْتُمْ عَلَى انْفِرَادٍ إِلَى مَكَانٍ خَالٍ، وَاسْتَرِيحُوا قَلِيلاً». فَقَدْ كَانَ الْقَادِمُونَ وَالذَّاهِبُونَ كَثِيرِينَ حَتَّى لَمْ يَدَعُوا لَهُمْ فُرْصَةً لِلأَكْلِ”. لا يخبرنا هذا الإنجيل عن سبب كثرة الجموع في هذا الوقت بالذَّات، بل ولا يعطي للأمر أهميَّة كافية، لكنَّ يوحنَّا حين يذكر هذه الحادثة يحلّ لنا هذا اللُّغز إذ يقول: “وَكَانَ عِيدُ الْفِصْحِ الْيَهُودِيُّ قَدِ اقْتَرَبَ” (إنجيل يوحنَّا 4:6)، يفسِّر يوحنَّا سبب تواجد الجموع الكثيرة التي يذكرها مَرقُس على أنَّه اجتماع النَّاس وتحضيرهم لعيد الفصح. ففي هذا العيد بحسب المؤرِّخ اليهودي يوسيفوس يجتمع اليهود من كل مكان للاحتفال معاً، ويُقارب عددهم المليونين.⁵ سواء كان هذا الرَّقم مُبالَغ فيه أم لا، إلَّا أنَّه يخبرنا عن حقيقة تاريخيَّة وهي تجَمهُر النَّاس في اليهوديَّة وقدومهم إلى أورشَليم في أعداد غفيرة للاحتفال بهذا العيد.
وفي الحادثة نفسها يخبرنا مَرقُس أنَّ العشب كان أخضراً عندما طلبَ المسيح من الجموع أن يجلسوا في صُفوف (إنجيل مَرقُس 39:6)، لكن العشب الأخضر لم يكن يوجد على مدار السَّنة، بل يكون مُصفَرّاً معظم أيَّام السَّنة ما عدا في فصل الربيع، وهذا ما يؤكِّده إنجيل يوحنَّا بقوله إنَّ عيد الفصح كان قد حضَر، العيد الذي يأتي في الرَّبيع.
هذه مصادَفة غير مقصودة، ولو اعترضَ أحد وقال إنَّ يوحنَّا أراد تفسير مَرقُس لهدفٍ ما، نقول له إنَّ هذا من المُستبعَد جدّاً لأنَّه لو كان الأمر كذلك لاتَّبعَ يوحنَّا هذا النَّمط في أُمور أوضح وأهمّ، ولو كان اهتمام كُتَّاب الأناجيل شرح غموض بعضهم عن عَمد، لما كان هناك حاجة أصلاً للرَّد على شُبهات تتعلَّق بتناقضات الأناجيل، ولو كان هذا ما يقوم به يوحنَّا لكانَ رتَّب الأحداث بطريقة لا تجعلنا نلاحظ أنَّه يروي القصَّة من وجهة نظره هو في نَصّ لا يظهر فيه أيّ دليل على نَسخ ولصق من مَرقُس.
- تكمُن قوَّة الحجَّة في عدد المصادَفات الحاصلة في الأناجيل من دون سابق تصميم، وقد نجد فيها العشرات منها، ناهيكم عن التي نراها بين أعمال الرُّسل ورسائل بولُس. إليكم مثالاً آخر من نفس الحادثة وفيها نرى كيف تشرح ثلاثة أناجيل بعضها البعض. وردَ في إنجيل لوقا أنَّ معجزة إطعام الجموع حصلت في بيت صيدا (إنجيل لوقا 10:9-11)، وفي (إنجيل يوحنَّا 5:6) يسأل يسوع تلميذه فيلِبُّس أين يمكن لهم أن يبتاعوا خبزاً كي يطعموا هذه الجموع. لكن لماذا سألَ يسوع فيلِبُّس تحديداً؟ يجيبنا عن هذا يوحنَّا في موضع لا يتحدَّث فيه عن هذه المعجزة، ويقول إنَّ فيلِبُّس هو من بيت صيدا، ممَّا يحلّ اللُّغز ويجيب عن التَّساؤلات بأنَّ فيلِبُّس اِبن هذه المدينة وهو أدرى من غيره بمكان بَيع الخبز.
إنجيل متَّى أيضاً يكمِّل هذه القصَّة، وقبل أن يذكر حصول المعجزات في بيت صيدا، يسجِّل هذا القول ليسوع: “فَقَالَ: «الْوَيْلُ لَكِ يَاكُورَزِينُ! الْوَيْلُ لَكِ يَا بَيْتَ صَيْدَا! فَلَوْ أُجْرِيَ فِي صُورَ وَصَيْدَا مَا أُجْرِيَ فِيكُمَا مِنَ الْمُعْجِزَاتِ، لَتَابَ أَهْلُهُمَا مُنْذُ الْقَدِيمِ لابَسِينَ الْمُسُوحَ فِي وَسَطِ الرَّمَادِ.” (متَّى 21:11). أيّ معجزات حصلت في بيت صيدا ولم يذكرها متَّى؟ الإجابة تسجِّلها الأناجيل الأُخرى، وهي المعجزة التي كنَّا في صدد الحديث عنها.
- إليكم مثالاً أخيراً، هذه المرَّة من حديث يسوع مع الوالي بيلاطُس البُنطي. وردَ في (إنجيل لوقا 2:23-4): “وَبَدَأُوا يَتَّهِمُونَهُ قَائِلِينَ: «تَبَيَّنَ لَنَا أَنَّ هَذَا يُضَلِّلُ أُمَّتَنَا، وَيَمْنَعُ أَنْ تُدْفَعَ الْجِزْيَةُ لِلْقَيْصَرِ وَيَدَّعِي أَنَّهُ الْمَسِيحُ الْمَلِكُ!» فَسَأَلَهُ بِيلاَطُسُ: «أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» فَأَجَابَهُ: «أَنْتَ قُلْتَ!» فَقَالَ بِيلاَطُسُ لِرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْجُمُوعِ: «لاَ أَجِدُ ذَنْباً فِي هَذَا الإِنْسَانِ!»”. والسُّؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: كيف يمكن لبيلاطُس أن يُطلِق المسيح؟ مع العِلم أنَّ المسيح اعترفَ أمامه بأنَّه ملِك خِلافاً لأعراف الدَّولة الرُّومانيَّة بأن لا ملِك إلَّا قيصر وبأنَّ كل الملوك الآخرين الموجودين ضمن نِطاق الإمبراطوريَّة هم معيَّنون من قِبَل قيصر. هذا اعتراف صريح بتهمة تستوجب الموت، فلماذا يُبرِّئه بيلاطُس؟ الجواب في (إنجيل يوحنَّا 10:18): “أَجَابَ يَسُوعُ: «لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. وَلَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هَذَا الْعَالَمِ، لَكَانَ حُرَّاسِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. أَمَّا الآنَ فَمَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هُنَا».” جواب يسوع الكامل المسجَّل في إنجيل يوحنَّا يوضح لماذا لم يُحمِّل بيلاطُس هذه التُّهمة للمسيح، وذلك لأنَّه قال إنَّ مملَكته روحيَّة، ممَّا جعلَ بيلاطُس يظنّ أنَّه مجرَّد فيلسوف أو مُعلِّم روحاني كالذين عهِدهم تلك الأيَّام، وأن لا خطَر على الإمبراطوريَّة الرُّومانيَّة منه.
التَّطابق من دون سابق تصميم يكمِّل الأدلَّة الأُخرى التي نقدِّمها كمسيحيِّين للدِّفاع عن سلامة المعلومات التَّاريخيَّة الموجودة في الأناجيل. معايير النَّقد التي تُطبَّق على الأناجيل دائماً ما تكون عالية جدّاً، فقد خضعت الأناجيل وشخص المسيح التَّاريخي في القرون القليلة الماضية إلى شتَّى أنواع النَّقد المُمنهَج بحسب مبادئ حديثة في النَّقد التَّاريخي، ولو طُبِّقت هذه المعايير على أيّ مصادر تاريخيَّة أُخرى لما استطعنا أن نعرف شيئاً عن التَّاريخ، وليس فقط القديم جدّاً بل القديم نسبيّاً أيضاً. لكن الأناجيل وعلى الرّغم من كل ذلك تبقى صامدة أمام الهجَمات وتظلّ ومصدر إلهام مستمرّ، لأنَّها دُوِّنَت بوَحيٍ إلهيّ وحوفِظَ عليها مِمَّن أوحاها لكي يعلِن لنا عن الحقّ الإلهي المتمثِّل بشخص المسيح.
الكاتب: الأخ فرح
Minister & Theologian
- هل توجد تناقضات في الأناجيل؟. annamu-fi-almassih.com.
- The Jesus Legend: A Case for the Historical Reliability of the Synoptic Jesus Tradition. Paul Rhodes Eddy, Boyd, Gregory A.
- Hidden in Plain View: Undesigned Coincidences in the Gospels and Acts. McGrew, Lydia, Wallace, J Warner, Keener, Craig.
- Can We Trust the Gospels? Peter J. Williams.
- The Jewish War. Flavius Josephus.
مقالات مُشابِهة
مصادر خارجية تؤكد على أحداث ذكرها العهد الجديد
هل بإمكاننا أن نعرف من كتب الأناجيل؟
متى كتبت الأناجيل؟