الوِلادة الجديدة هي أمر يصنعهُ الله في حياتنا فيُغيِّر قلبنا الحجَري إلى قلب لَحم ويسكُن فينا بروحهِ القُدُّوس ليقود حياتنا الرُّوحيَّة الجديدة في الإيمان، وبذلك نُسمَّى مؤمنين مَولودين ثانيةً من الرُّوح القدُس، ضامِنين خلاصنا من العذاب الأبدي ومؤكَّدين من حياتنا الأبديَّة بعد الموت، وهذا التَّأكيد مبني على وعود الله الصَّادقة التي أوحاها لنا في كَلمته.
وبعد أن نولَد من جديد تبدأ طبيعتنا القديمة السَّاقِطة بالتَّلاشي شيئاً فشيئاً كُلَّما اقتربنا أكثر من الله، ونبدأ بالنُّموّ في الإيمان كُلَّما انخرَطنا أكثر في الحياة الرُّوحيَّة والخِدمة المسيحيَّة والشَّرِكة الأخويَّة مع المؤمنين.
علَّمَ يسوع بشكل واضِح وصَريح عن الوِلادة الجديدة حين كان يتحدَّث مع شخص ضَليع في الأُمور الدِّينيَّة وهو نيقوديموس مُعلِّم إسرائيل. حيثُ أخبرهُ يسوع كيف أنَّ الإنسان ينبغي أن يولَد من فَوق لكي يستطيع أن يرى مَلكوت الله ويَحيا معهُ إلى الأبد.
“أَجَابَهُ يَسُوعُ: الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَدْخُلَ أَحَدٌ مَلَكُوتَ اللهِ إِلاَّ إِذَا وُلِدَ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ. فَالْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ هُوَ جَسَدٌ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ. فَلاَ تَتَعَجَّبْ إِذَا قُلتُ لَكَ إِنَّكُمْ بِحَاجَةٍ إِلَى الْوِلاَدَةِ مِنْ جَدِيدٍ.” (إنجيل يوحنَّا 5:3-7)
فحوى حديث الرَّب يسوع مع نيقوديموس هو أنَّ الإنسان مهما عَلا شأنه ومهما بلغَ تديُّنه وتعاظَمت أعماله الصَّالِحة، إلَّا أنَّه لا يستطيع أن يدخُل الجنَّة أو يَصِل إلى السَّماء إن لم يولَد ثانيةً من الله.
ما يُميِّز المسيحيَّة الحقيقيَّة هي أنَّ الإيمان بها يتوقَّف على عمل الله وليس على عمل الإنسان، فالله هو الذي يولِدنا ثانيةً وهو الذي يُخلِّصنا ويُغيِّرنا ويُجدِّدنا إن نحنُ آمنَّا بما صنعهُ من أجلِنا على الصَّليب، واتَّكلنا عليه وصدَّقنا وعودهُ لنا بغُفران الخطايا والحُصول على الحياة الأبديَّة معهُ في السَّماء.
“فَرَدَّ يَسُوعُ: أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي، وَإِنْ مَاتَ فَسَيَحْيَا. وَمَنْ كَانَ حَيّاً وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ…” (إنجيل يوحنَّا 25:11-26)
مقالات مُشابِهة
خليقة جديدة في المسيح
من هم المسيحيون؟
أهمية معرفة الكتاب المقدس