رجل عند باب الملجئ

ظنَّ أنَّه في أمان وأنَّ الملجأ سيحميه، لكن وفي لحظة لم يتوقَّعها.. أدرَكهُ الموت.

هذه قصَّة حقيقيَّة عايَشتُها في مدينتي أثناء تبادُل القَصف بين أبناء بلدي في الحرب الأهليَّة التي حصدت الكثير من الأرواح.

كان جارنا جهاد يخاف كثيراً من الحرب لدرجة أنَّه كان ينام في الملجأ حتَّى في أثناء وقف القصف المُتبادَل، وذلك لأنَّه لم يكُن يشعر بالأمان إلَّا داخل الملجأ.

وكم حاولت والدته وشقيقته تشجيعه كي يعيش كباقي النَّاس الذين يذهبون إلى أعمالهم في الأيَّام العاديَّة ويهرعون للملاجئ فقط عند تجدُّد القصف، لكنَّ جهاد كان دائماً يرفض الخروج من الملجأ خوفاً من الموت.

وفي أحد الأيَّام ابتدأ القصف وكان جهاد وحدهُ في الملجأ، فخاف كثيراً ووقف عند الباب ينتظر بأن تأتي والدته وأُخته كي تختبآ معه في الملجأ، لكن القذيفة التي طالت باب الملجأ كانت أسرع ووصلَت قبلهما، فماتَ جهاد بالرّغم من عدم مغادرته للملجأ أبداً.

العبرة

لا تفكِّر في الاحتماء بأشياء زائلة لأنَّ الموت قد يطالك في أيّ وقت وأينما كنت، أمَّا الملجأ الحقيقي الذي يحمي ويقوِّي ويشدِّد كل ضعف هو الرَّب يسوع المسيح الذي في يدهِ آجالنا، فالتجِئ إليه واحتَمِ به لأنَّه رَجاء من ليس له رَجاء ومُعين من ليس له مُعين، وهو القادر أن يُحييكَ بعد الموت ليُعطيك الحياة الأبديَّة إن التجأتَ إليه وحده.

“الرَّبُّ صَخْرَتِي وَحِصْنِي وَمُنْقِذِي. إِلَهِي صَخْرَتِي بِهِ أَحْتَمِي. تُرْسِي وَرُكْنُ خَلاَصِي، وَقَلْعَتِي الْحَصِينَةُ.” (مزمور 2:18)


مقالات مُشابِهة

البخيل
عدالة السماء
قصة سارة


تبغى تتواصل مع مسيحي؟ تواصل معنا بكل امان الحين.