تعرّف على محبة الله ودروها في حياتنا من خلال كلمات بسيطة وسهلة.
تتميَّز المَسيحِيَّة عن غَيرِها من الأديان بسُمُوّ تعليمها عن المَحبَّة. فالكِتاب المُقدَّس يُعَلِّم المؤمنين أن يعيشوا حياة تَتَسِّم بالمَحبَّة للآخَرين، وهذه المَحبَّة مُنبَثِقة من مَحبَّةْ الرَّب الكامِلة للإنسان.
فأعظَم ما قد تَصِل إليه المَحبَّة مِن مُستَوی هو أن يَبذُل أحَد نَفْسَهُ عَن أحِبَّائِهِ.
وهذا جَوهَر الإيمان المَسيحي، فَفِي الكِتاب المُقدَّس تَتجَلَّى لنا مَحبَّة الله بِأبهى صورة، فالإله الذي تنازَلَ من مَجدِهِ وصارَ إنساناً ليُقَدِّم نفسَهُ فِداءً عن الشُّعوب وليُخَلِّصَهُم من خَطاياهُم. هوَ المِثال الأعلى في تجسيد المَحبَّة الخالِصة.
ومَحبَّةْ الله بِدَورِها تَنعَكِس على المؤمنين المَسيحِيّين، إذ تدعوهُم الوَصِيَّة لِمَحبَّةْ القَريب كالنَّفْس، ومَحبَّةْ الزَّوج لِزَوجَتِهِ، ومَحبَّةْ الإنسان حتَّى لأعدائِهِ.
وهُنا نُلاحِظ عَظَمَةْ هذهِ الوَصِيَّة، ونَسأل أنفُسَنا إذاً:
ألَيسَت المَحبَّة هيَ الأمْر الأهَمّ الذي قِد يَطلُبهُ الخالِق من البَشَر ؟-
ألا يَجب على الرَّب أن يَدعو للمَحبَّة ولا يَدعو للبُغض ؟-
تُعَلِّم المَسيحِيَّة مَحبَّةْ الأعداء، وتَدعو المؤمِن المَسيحي أن يُصَلِّي للَّذينَ يُسيئونَ إلَيهِ وَأن يُبارِك الَّذينَ يَضطهِدونَهُ ويَلعَنونَهُ.
وَسَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ، وَبَارِكُوا لاعِنِيكُمْ، وَأَحْسِنُوا مُعَامَلَةَ الَّذِينَ يُبْغِضُونَكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَضْطَهِدُونَكُمْ،
إنجيل مَتّى 5: 43-44
لَخَّصَ الرَّب يسوع الشَّريعة كُلّها في المَحبَّة إذ قال:
فَأَجَابَهُ: «أَحِبّ الرَّبَّ إِلهَكَ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَكُلِّ نَفْسِكَ وَكُلِّ فِكْرِكَ! هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الْعُظْمَى الأُولَى.
إنجيل مَتّى 22: 37-38
إذاً يا إخوَتي.. ( الله مَحبَّة )، هكذا يَصِفهُ لنا الكِتاب المُقدَّس، أي أنَّ المَحبَّة هيَ من صِفات الله، من طَبيعَتِهِ، وهذهِ المَحبَّة هيَ التي دَفعَت الله لِخَلق الإنسان، لِكَي يَحيا الإنسان مع الله إلى الأبَد، ويَتَمَتَّع بالشَّرِكة الدائِمة مَعَهُ، لَكِن هذا الإنسان كَسَرَ وَصِيَّةْ الله وأخطَأَ تِجاهَهُ واستَحَقَّ المَوت.
لكن أيضاً هذهِ المَحبَّة نفسها هيَ التي جَعَلَت منَ الله بِذاتِهِ أن يدفَع ثَمَن خَطِيَّة الإنسان، إذ إنَّ العَدالة تتطَلَّب ثَمَن لِلخَطيئة، وهذا الثَّمَن دفَعَهُ الرَّب يسوع نَفْسَهُ لِكَي يُعطي حياة أبَدِيَّة لكُل مَن يتوب ويؤمن بهِ.
مَحبَّة الله تَستَحِق أن تتأمَّل جَيِّداً بِها وتُفَكِّر مَلِيّاً بأهمّيَتِها، فالإله المُحِب يُريد منكَ أن تتعرَّف عَليهِ وتتَمتَّع بمحبَّتهِ.
أَمَّا مَنْ لَا يُحِبُّ، فَهُوَ لَمْ يَتَعَرَّفْ بِاللهِ قَطُّ لأَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ!
يوحَنّا الأولى 4 :8
مقالات مُشابِهة
إيش هي محبة الله؟
آيات عن محبة الله لي
قصة محبة الله