لم يشعر أيمن بحاجته للرَّب طوال حياته، لكن المواجهة مع الموت غيَّرت مصيره الأبدي، فما الذي حصل مع أيمن؟
لطالما ركعت مها أرضاً وقرعَت على صدرها راجيةً الرَّب أن يرحم وحيدها أيمن ويُخلِّص نفسه كي ﻻ يهلك ويكون مصيره نار جهنَّم، فوحيدها مُلحِد ﻻ يؤمن بوجود الله، وكم حاولت أن تعِظهُ، لكن دون فائدة تُرجى.
مرَّت السَّنوات وتزوَّج أيمن وأنشأَ عائلةً علمانيَّة لا تؤمن بالله، حتَّى أنَّه تزوَّج خارج الكنيسة زواجاً “مدنيّاً”، وقد آلمَ هذا الأمر أُمّه كثيراً.
وكم كانت صدمتها كبيرة حين علِمت ذاتَ يوم أنَّ ابنها وحيدها تعرَّض لحادث سَير مُرعِب وهو الآن يرقد في المستشفى يصارع بين الحياة والموت.
فصرخت بأعلى صوتها وركعت تُصلِّي بدموع وتطلب من الله أن يُنقذ ابنها وتقول: يا سيِّدي وإلهي، يا إله الفرصة الجديدة، أتوسَّل إليك أن تمنح ابني فرصة ثانية في العيش وأن لا تسمح بمَوته قبل أن يتعرَّف عليكَ ويؤمن بكَ وينال الخلاص، أعلم يا ربِّي إنَّك على كلِّ شيءٍ قدير وأنَّه لا يعسُر عليك أمر، أرجوكَ استجب صلاتي يا سامع الصَّلاة.
المعجزة
لكن جميع محاولات الأطبَّاء في إنقاذ حياة أيمن باءت بالفشل، وخرجَ الطَّبيب المسؤول معلناً بأسَف عن توقف النَّبض في قلب أيمن. فراحت أمه تصرخ بأعلى صوتها وتقول: يا من تُقيم الأموات أقِم ابني الآن، يا إله المعجزات أعِد الحياة لابني وامنحه فرصة جديدة للخلاص. وفجأةً خرج مسرعاً من غرفة الإنعاش أحد الممرِّضين وراح يقول: معجزة، معجزة، لقد عاد قلب الميِّت للنَّبض من جديد ولا أعلم كيف حدث ذلك. حينها سجدت أُم أيمن باكيةً على الأرض وصارت تشكر الله أمام الجميع على استجابته لصلاتها، وسطَ ذُهولٍ وتأثُّرٍ من كل الذين حولها.
وبعد أقلّ من عام على فرصة أيمن الجديدة في الحياة، آمنَ واعتمدَ هو وزوجته وأولاده، وصار يمجِّد الله في حياته ويشكره على خلاصه العجيب ومحبَّته اللَّامتناهية.
العبرة
عادةً، لا يتذكَّر الإنسان ربَّهُ إلَّا عندما يُشارف على الموت، حينها يُدرك حقيقة الخوف من المصير المجهول. لذلك، لا تنتظر اقتراب أجَلك كي تتذكَّر إلهك، فقد يأتي الموت في وقتٍ لا تتوقَّعه، وقد لا تكون أمامك فرصة ثانية للتَّوبة كما حصلَ مع أيمن. تقول الآية على لِسان النَّبي سُليمان:
“فَاذْكُرْ خَالِقَكَ فِي أَيَّامِ حَدَاثَتِكَ قَبْلَ أَنْ تُقْبِلَ عَلَيْكَ أَيَّامُ الشَّرِّ، أَوْ تَغْلِبَ عَلَيْكَ السِّنُونَ،…” (سِفر الجامعة 1:12)
مقالات مُشابِهة
حين تتحول البركة إلى لعنة
عدالة السماء
قصة سارة