تعني كلمة الانجيل “البشرى السارة”، ونعني بها كل ما تتضمنه الرسالة التي أتى بها المسيح. تطلق أيضا تسمية الانجيل على الكتب التي تروي لنا سيرة حياة يسوع وهي جزء من العهد الجديد في الكتاب المقدس.
كانت نعمة هي الاِبنة الوحيدة لزوجين انتظرا الإنجاب لفترة طويلة من الزَّمن، لكن وبعد عشرين عاماً من الصَّلاة والانتظار، وهبَهما الله فتاةً جميلة فأطلقا عليها اِسم “نعمة” ليتذكَّرا دائماً نعمة الرَّب في حياتهما. كبُرت نعمة وكبُرت معها نعمة الرَّب عليها، فهي خلوقة مهذَّبة ذكيَّة حفِظت الكثير من آيات الكتاب المقدَّس عن ظهر قلب وكانت ترنِّم في الكنيسة بصوتها الشَّجي وتُعلِّم الأطفال في مدرسة الأحد، وكان أبوَيها حليم وريما يشكُران الرَّب عليها دائماً.
وفي حادثٍ مؤسف ومُفاجئ توفِّيَت نعمة، فانهار أبوَيها جداً وصارا يُعاتبان الرَّب على فقدان ابنتهما. ومن شدَّة الصَّدمة، دخلت الأُم في غيبوبة بعد أن وقعَت وارتطمَ رأسها بالأرض ممَّا أدَّى إلى إصابتها بنزيف داخلي حادّ. لكن سنَّها الكبير جعل الأطباء ينصحون زوجها ألَّا يتكلَّف ويُبقيها على أجهزة الإنعاش لأنَّ وضعها بحسب تعبيرهم مَيؤوس منه. لكنَّ حليم رفض هذا الخيار وأصرَّ على إعطاء زوجته ورفيقة دربه وكل من بقي له من عائلته فرصةً لتستفيق مجدَّداً.
ومرَّت الشُّهور على حليم بالألم والحسرة إلى أن استفاقت زوجته بقدرة إلهيَّة وراحت تُخبره عمَّا رأته في أثناء غيبوبتها، قالت له: رأيتُ ابنتنا نعمة تجلس في مكان يفوق الوصف من شدَّة نقائه وجماله، وسمعتُ صوت الرَّب يطلب منِّي أن أُعزِّيكَ وأُطمئنكَ عن نعمة كي لا تقلق عليها أبداً.
وهكذا أمضى هذان الزَّوجان ما بقِيَ من حياتهما يشكُران الرَّب الذي لم يتخلَّ عنهما يوماً. وحين كان يسألهما أحد كيف تجاوَزا مُصابهما الأليم بابنتهما الوحيدة؟ كانا يقولان: الرَّب أعطى والرَّب أخذ، فليَكُن اِسم الرَّب مُباركاً.
العبرة
مع الرَّب، النِّهاية دائماً سعيدة، لكن النِّهاية قد لا تكون دائماً على هذه الأرض، فنحن في زمن غُربتنا على هذه الفانية، لكن إيماننا بالله يمنحنا قدرة فائقة على تخطِّي المِحَن، لأنَّ رجاءنا الأكيد هو في الحياة الأبديَّة (حياة الخُلود) التي وعدَنا بها الله في المسيح يسوع.
“وَمَادُمْنَا مُتْنَا مَعَ الْمَسِيحِ، فَنَحْنُ نُؤْمِنُ أَنَّنَا سَنَحْيَا أَيْضاً مَعَهُ،” (رسالة بولس الرسول إلى أهل روما 8:6)
مقالات مُشابِهة
حين تتحول البركة إلى لعنة
حين لا ينفع الندم
قصة سارة