حقل مليئ بالسنابل

كانت حقول رمَّاح ووضَّاح تتكاثر وتنمو، في حين أنَّ حقول المُزارعين الآخرين لا تعطي زرعاً جيِّداً. فما القصَّة يا تُرى؟

في إحدى القُرى الرِّيفيَّة، نضجَ القمحُ في أوانهِ واستعدَّ المُزارِعون للحصاد. لكنَّهم لاحظوا أنَّ كل الحقول زَرْعها ليس بجيِّد، باستثناء حقل الأخوَين رمَّاح ووضَّاح الذي كان منظرهُ يُبهج العيون، فالسَّنابل الذَّهبيَّة النَّاضجة كانت مُنحنِية لكثرة امتلائها بالقمح. فتهافتَ المُزارِعون كي يسألوا الأخوَين عن سِرّ حقلِهما، وراحوا يترجَّونَهما كي يُخبِراهما عن طريقة الزَّرع التي اتَّبعاها وعن البِذار من أينَ اشترَياها.

فقال رمَّاح: طريقتنا هي نفس طريقتكم، وبِذارنا نفس بِذاركم، لكن كل ما في الأمر أنَّني حين أرمي البِذار في الجهة المخصَّصة لي من الحقل، أرمي أيضاً في حقل أخي وأقول “يا رب نَمِّ زَرعَ أخي وبارِكهُ كي يستطيع أن يبني بيتاً ويُكوِّن أُسرة”. فقالَ أخوهُ الصَّغير وضَّاح: وأنا أيضاً يا أخي حينَ أرمي البِذار في حَقلي، أرمي نِصفهُ في حقلِك وأتضرَّع إلى الرَّب قائلاً “بارِك يا رب أخي الكبير لأنَّه مُعيلٌ لعائلته وأولاده”.

حينها نظرَ المُزارِعون بعضهم لبعض مُتعجِّبين، فوقفَ كبير القرية بينهم يخاطبهم قائلاً: هذان الأخَوان وَكَّلا الرَّبَّ على رِزقهما، وفكَّرا في بعضهما قبلَ أن يفكِّر أحدهما بنفسه، وصَلَّيا من أجل بعضهما البعض، والرَّب هو الذي أنجحَ زَرعَهما. اذهبوا الآن وتعلَّموا منهما وتمنَّوا الخير لبعضكم كي تحصدوا ثمرَ تعبكم من خلال محبَّتكم لبعضكم، فنحنُ نزرَع لكن الرَّب هو الذي يُنمِّي.

العبرة

أوصانا الرَّب أن نُصلِّي دائماً من أجل بعضنا البعض وأن نتمنَّى الخير لغيرِنا كما نتمنَّاه لأنفُسنا، فعدم الصَّلاة لأجل الآخرين هو تجاهُل للوصيَّة العظمى والتي هي المحبَّة، فليكُن لِسان حالنا جميعاً كما قال صموئيل النَّبي لشعبه:

” وَأَمَّا أَنَا فَحَاشَا لِي أَنْ أُخْطِىءَ إِلَى الرَّبِّ، فَأَكُفَّ عَنِ الصَّلاَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ…” (صموئيل الأوَّل 23:12)


مقالات مُشابِهة

البخيل
عدالة السماء
قصة سارة


تبغى تتواصل مع مسيحي؟ تواصل معنا بكل امان الحين.