في رحلة اقتناء الجواهر الثمينة، عثر وسام على جوهرة غامضة تكشف سِرّاً عن الحياة. فما هو هذا السِّر؟
ورثَ وسام ثروة طائلة من عائلته، وكرَّس وقته للسَّفر عبر العالم، يجمع أندر الجواهر ليُضيفها إلى مجموعته. وفي أحد الأيام، وصلته أخبار عن تاجرٍ في أفريقيا يمتلك جوهرةً نادرة لا مثيل لها. فلم يتردَّد وسام، واصطحبَ زوجته وسافر إلى أفريقيا لمقابلة هذا التاجر.
عندما أخرج التاجر الجوهرة، وقفَ وسام مذهولاً. كانت الجوهرة ساحرة، تتلألأ بألوان قوس قزح، وتأسر العيون بجمالها الفريد. قال وسام للتاجر: “سأشتريها، حتى لو اضطُررت إلى بَيع كل ما أملك.” ابتسم التاجر وأجابه: “لا حاجة لأن تبيع أيّ شيء، فهذه الجوهرة هديَّة منِّي لك.”
السِّر الخفي
عادَ وسام إلى بلده فرِحاً بالجوهرة الثمينة، وقرَّر إقامة حفل عشاء فاخر يدعو إليه أهمّ رجالات الدَّولة وأثرياء المجتمع. طلب من زوجته أن ترتدي الجوهرة في شكل قلادة، ليُبهر الجميع بجمالها. لكن عندما فتحت زوجته العلبة، صرخت بفزَع: “لقد سُرقت الجوهرة! وما بقيَ هنا سوى حجر أسود يُشبه الفحم.”
سارعَ وسام إلى الاتِّصال بالتاجر ليُخبره بما حدث. ضحكَ التاجر وقال: “لا يا عزيزي، الجوهرة لم تُسرق. لكنَّها ليست كأيّ جوهرةٍ أُخرى. فهذه الجوهرة تحتاج إلى النُّور لتكشف بريقها وجمالها. وكُلَّما عرَّضتها لضوء الشَّمس، ازدادت ألوانها بريقاً وجمالاً. أمَّا في الظَّلام، فتبدو كأنَّها حجرٌ عاديّ.”
العبرة
للأسف هناك الكثير من المؤمنين مثل هذه الجوهرة، يتركون أرواحهم تنطفئ في الظَّلام عندما يُهملون قراءة الكتاب المقدَّس ويبتعدون عن النُّور الحقيقي الذي هو محضر الله وكلمته، فتتحوَّل قلوبهم إلى فحمٍ جافّ فاقد للحياة لا يسرّ النَّاظرين.
تذكَّر أنَّ الرُّوح بحاجة إلى النُّور الإلهي لكي تعطي ثمارها وتشرق من جديد، مثلما تحتاج الجوهرة إلى نور الشَّمس لتُظهِر بريقها. لا تدع الظَّلام يُطفئ بريقك، بل اقترب دائماً من الله وكُن كالجوهرة التي تتألَّق أكثر فأكثر كُلَّما اقتربت إليه.
“هكَذَا، فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ أَمَامَ النَّاسِ، لِيَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.” (إنجيل متَّى 16:5)