عائلة فقيرة وأولاد بحاجة للطَّعام، استغاثوا بالرَّب لكي يُساعدهم، فماذا كانت النَّتيجة؟
احتارَت سميرة ماذا ستُعطي لزَوجها من طعام، فكُل ما بَقِيَ في البيت هو عددٌ قليل من حبَّات البطاطس الصَّغيرة.
قالت لزَوجها: صباح الخير. فردَّ عليها: صباح النُّور. قالت: انتظِر لحظة لكي أُحَضِّر لكَ زوَّادة اليوم، فأجاب: لا تقلقي، فالرَّب سوف يُدبِّر، اسلُقي أنتِ البطاطس للأولاد وسأُحاوِل أنا أن أُحضر معي لَوازِم البيت.
تمشَّى سعيد وهو يُعاتب الرَّب في قلبهِ ويُردِّد: يا رَبّ أنتَ تعتني بطُيور السَّماء وحيوانات الوَعر ودودَة الصَّخر، أنتَ الذي تُلبِس زنابق الحقل أجمل الألوان، أرجوكَ يا رَبّ.. أنت أعلَم بحالي، فحتَّى لُقمَة العيش لم أعُد قادراً على تأمينها لأولادي. ولم يكَد يصِل إلى باب دُكَّان التَّصليح خاصَّته فهو مُصَلِّح للأحذية ويعمل في دُكَّانهِ الذي وَرِثهُ عن والده. حتَّى رأى زَبونة حائِرة تنتظرهُ وتقول: صباح الخير، أنا مُستعجلة جدّاً وقد انكسرَ كَعب حذائي فهل تستطيع مُساعدتي؟
قال لها: لا تخافي يا سيِّدتي، وأسرعَ وانتزعَ الكَعب المكسور وألزَقَ مكانهُ كَعباً مُشابهاً كان يحتفظ بهِ، وألصقَ ضَباناً رَخيماً فعادَ الحذاء أفضل ممَّا كان، فناوَلتهُ مبلغ مئة ألف وهو الذي لم يرَهُ منذُ زمن طويل، فقال لها لا يوجد معي لكي أُرجِع لكِ يا سيِّدتي، قالت خُذ كل ما تبقَّى لك فأنا عاجزة عن شُكرك لأنَّك أنقذتني من وَرطَتي فمَوعِدي مُهِمّ جدّاً، وغادرَت مُسرِعة بينما بَقِيَ سعيد واقفاً يحمل المئة ألف في يده واستفاقَ من ذُهولهِ على صَوت جارهِ وهو يقول لهُ صباح الخير يا سعيد.
فردَّ عليه: صباح النُّور، تفضَّل. فقدَّم لهُ جارهُ صينيَّة عليها طبَقَين من الفول المدمَّس مع الخُضار والخُبز والمُخلَّل والخُبز الطَّازَج وهو يقول أنا لا آكُل الفول وقد أحضَروها لي فقُلتُ أنتَ تُحِبّ الفول فخُذها لك.
تناولَ الصَّينية من يد جارهِ مُبتسماً وهو يشكُر الله ويقول في نَفسهِ: “أَلْقِ عَلَى الرَّبِّ هَمَّكَ وَهُوَ يَعْتَنِي بِكَ…” (مزمور 22:55)
مقالات مُشابِهة
الأم الثكلى
ما يزرعه الإنسان إياه يحصد
قصة سارة